مجزرتان في الغوطة ومحافظة إدلب و{الائتلاف} يحمّل الروس المسؤولية

النظام يردّ على تقدّم المعارضة بغارات جوية عنيفة استهدفت كلّ الجبهات

سيدة سورية تسحب زوجها المقعد على كرسيه المتحرك بعيداً عن منزلهما بعد تعرض بلدة حمورية للقصف الجوي من طيران النظام (أ.ف.ب)
سيدة سورية تسحب زوجها المقعد على كرسيه المتحرك بعيداً عن منزلهما بعد تعرض بلدة حمورية للقصف الجوي من طيران النظام (أ.ف.ب)
TT

مجزرتان في الغوطة ومحافظة إدلب و{الائتلاف} يحمّل الروس المسؤولية

سيدة سورية تسحب زوجها المقعد على كرسيه المتحرك بعيداً عن منزلهما بعد تعرض بلدة حمورية للقصف الجوي من طيران النظام (أ.ف.ب)
سيدة سورية تسحب زوجها المقعد على كرسيه المتحرك بعيداً عن منزلهما بعد تعرض بلدة حمورية للقصف الجوي من طيران النظام (أ.ف.ب)

شنّت الطائرات الروسية والسورية حملة غارات جوية غير مسبوقة، استهدفت المناطق التي خسرها النظام في العاصمة دمشق ومحافظتي درعا وحماة، وأوقعت مجزرتين بحق المدنيين في الغوطة الشرقية بمحافظة ريف دمشق ومحافظة إدلب. واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس الطيران الروسي بـ«قصف المناطق السكنية، في خرق فاضح لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب». وطالب مجلس الأمن الدولي بـ«إدانة هذه الجريمة، وتحمل مسؤولياته تجاه المدنيين، ومحاسبة مجرمي الحرب، ومنع استهداف المناطق السكنية».
مع اشتداد المعارك على جبهات الغوطة الشرقية، نفّذت طائرات حربية غارات عنيفة على مدن وبلدات المنطقة المجاورة لدمشق، واستهدفت سوقاً شعبية في بلدة حمورية، ما أدى إلى وقوع مجزرة ذهب ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن 16 مدنياً بينهم طفل قتلوا، وأصيب نحو 50 شخصاً بجروح، في غارة استهدفت شارعاً رئيسياً في حمورية «بالإضافة إلى دمار في ممتلكات المواطنين». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه «لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت طائرات حربية روسية أو سورية شنت الغارات».
كذلك أعلن ناشطون أن الطيران الحربي استهدف حمورية بعد غارات «تركزت على المباني السكنية والأسواق، وخلفت مجزرة مروعة بحق المدنيين العزل بينهم نساء وأطفال، وإصابات في صفوف كوادر الدفاع المدني».
التصعيد العسكري انسحب على مدينة درعا، بأقصى جنوب سوريا، التي تعرّضت منذ الساعات الأولى من صباح أمس لعشرات الغارات التي شنّتها طائرات حربية روسية وطيران مروحي تابع للنظام، وترافقت مع قصف بصواريخ الفيل وقذائف المدفعية والهواوين. وأعلنت غرفة عمليات «البنيان المرصوص» المشكّلة فصائل المعارضة المسلّحة في درعا، أن الغارات الجوية تجاوزت الـ22 غارة، بجانب إسقاط 8 براميل متفجرة استهدف منازل المدنيين في أحياء درعا البلد وحي طريق السد، خلفت عشرات الإصابات من المدنيين. وقالت إن «القصف الجوي والصاروخي الحاقد، ترافق مع محاولات من قوات النظام وميليشيات (حزب الله) والحرس الثوري الإيراني للتقدُّم في حي المنشيَّة واسترجاع ما خسروه في المعارك خلال الأيام الماضية، ضمن معركة (الموت ولا المذلة) التي أعلن عنها الثوار، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل».
من جهة أخرى، شهدت أيضاً المناطق التي سيطرت عليها المعارضة خلال الأيام الأخيرة في ريف محافظة حماة عشرات الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة والصواريخ. وأعلنت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، أن «أكثر من 300 غارة جوية، شنتها الطائرات الروسية وطيران النظام الحربي والمروحي على نقاط الاشتباك». وأكدت أن «القصف الجوي الجنوني تزامن مع وصول أعداد كبيرة من الشبيحة من مختلف المناطق، لكن من دون أن يغير ذلك شيئا في خريطة السيطرة، باستثناء بلدة كوكب التي انحاز عنها الثوار مؤقتاً، حماية لخطوط دفاع متأخرة».
لكن، عضو المجلس العسكري في الجيش السوري الحرّ أبو أحمد العاصمي، أعرب عن ثقته بأن فاعلية الغطاء الجوي الذي يوفره الطيران الروسي للنظام لن تستمرّ طويلاً. إذ قال العاصمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الغارات الجوية مهما اشتدت «لن تغيّر الواقع على الأرض». وأردف أن «الروس يدركون أنهم لن يستطيعوا أن يؤمنوا غطاء جوياً للنظام على مدار الساعة. وهم يشعرون أنهم في ورطة بعد الانتصارات التي حققها الثوار على كل الجبهات، وضيعت كل مجهودهم العسكري، لذلك يستعجلون الحلّ السياسي في جنيف».
كذلك شدد العاصمي على أن «انسحاب الثوار في بلدتي كوكب وقمحانة الذي حصل اليوم (أمس)، انسحاب تكتيكي، ولا يقارن مع المناطق الواسعة التي حرّرت خلال الأيام الثلاثة الماضية، والتي جعلت مطار حماة العسكري في مرمى الثوار، وباتوا قاب قوسين من الوصول إليه». وأوضح أن «مدينة حماة ليست هدفاً سريعاً في الوقت الحاضر، لكي لا ينتقم النظام من المدنيين». ثم تابع: «نحن مقبلون على جولة جديدة من المعارك، ستركّز بشكل أساسي على المناطق العسكرية، وطرق إمداد النظام»، مشدداً على أن النظام «ليس لديه إمكانية الصمود طويلاً، لأن الفصائل بدأت تعتمد أسلوب المعارك المركّزة». ودعا العاصمي، من ثم، السوريين إلى «انتظار تطورات مهمة في الساعات المقبلة، وترقب انهيارات سريعة للنظام وحلفائه». وفي السياق ذاته، لا يبدو أن الحملة الجوية في ريف حماة حققت غرضها، إذ أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «مقاتلي المعارضة حققوا تقدما كبيرا باتجاه مدينة حماة، وسيطروا على 12 بلدة وقرية، وأصبحوا على بعد كيلومترات قليلة من المدينة وقاعدتها العسكرية».
في المقابل، كانت محافظة إدلب، بشمال غربي سوريا، على موعد مع مجزرة جديدة أوقعت العشرات بين قتيل وجريح نتيجة غارة جوية لطيران الأسد. وأعلنت وكالة «رويترز»، أن «ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا بعد ضربة جوية الليلة الماضية (الجمعة) أصابت سجنا في محافظة إدلب التي تسيطر عليها فصائل من المعارضة». وأشارت إلى أن «بين القتلى سجناء واثنين من العاملين في السجن». وسارع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إلى إدانة ما سماه «استهداف الطيران الروسي لمدنيين في إدلب». وقال في بيان إن طائرات حربية يرجح أنها روسية شنت غارات على مبنى تابع لها، مستهدفة سجن النساء وأحياء سكنية أخرى في المدينة وريفها، وأسفرت الغارات ليل الجمعة - السبت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، حيث نفذت بعض الغارات باستخدام صواريخ «ارتجاجية». واعتبر الائتلاف أن «هذه الجريمة التي وقعت في مبنى مدني، ومناطق سكنية، تشكل خرقاً لاتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين في أوقات الحرب»، داعياً مجلس الأمن إلى «إدانة هذه الجريمة، وتحمل مسؤولياته تجاه حماية المدنيين، ومحاسبة مجرمي الحرب، والعمل على منع تكرار أي استهداف للمناطق السكنية».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».