التضخم الخليجي مرشح للنمو إلى 3.2 في المائة بنهاية 2014

«بيتك للأبحاث»: ارتفاع أسعار الإيجارات واستمرار الإنفاق الحكومي وراء الزيادة

التضخم الخليجي مرشح للنمو إلى 3.2 في المائة بنهاية 2014
TT

التضخم الخليجي مرشح للنمو إلى 3.2 في المائة بنهاية 2014

التضخم الخليجي مرشح للنمو إلى 3.2 في المائة بنهاية 2014

توقع تقرير أصدرته شركة «بيتك للأبحاث» المحدودة التابعة لمجموعة بيت التمويل الكويتي (بيتك) ارتفاع مستويات التضخم في دول مجلس التعاون الخليجي كافة، لمستوى 3.2 في المائة على أساس سنوي بنهاية 2014، ارتفاعا من نسبة الـ2.8 في المائة على أساس سنوي المسجلة في 2013، وذلك بتأثير استمرار ارتفاع الإيجارات، واستقرار الزيادة في أسعار الغذاء العالمية والزيادة في النمو الائتماني والاستثمارات الحكومية الكبيرة، إلا أنه أكد أن النسبة المتوقعة ستكون أقل بكثير من المعدل المكوَّن من رقمين والمسجل في 2008، حيث سجل التضخم في دول الخليج 11 في المائة، الذي كان مدفوعا جزئيا بسبب ارتفاع أسعار الغذاء والوقود عالميا.
ووفق التقرير فقد انخفض معدل التضخم في بعض البلدان الأخرى، في الوقت الذي ارتفع فيه في الكويت. فبالمقارنة مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي، نجد أن التضخم تراجع في السعودية ليسجل 2.6 في المائة على أساس سنوي في مارس (آذار) 2014 من 2.8 في المائة على أساس سنوي في فبراير (شباط)، كما تراجع معدل التضخم في البحرين إلى 2.3 في المائة على أساس سنوي في مارس من 3.7 في المائة على أساس سنوي في فبراير 2014.
ولاحظ تقرير بيتك للأبحاث تراجع معدل التضخم السعودي في مارس للشهر الرابع على التوالي، إلا أنه على الأساس الشهري، نجد أن التضخم قد زاد بصورة طفيفة ليسجل 0.2 في المائة ارتفاعا من 0.1 في المائة في فبراير 2014، الذي كان أدنى معدل للتضخم تشهده المملكة منذ عامين. ويرجع انخفاض مؤشر أسعار المستهلك إلى حد كبير إلى تأثير انخفاض معدل تضخم أسعار المواد الغذائية والزيادة الطفيفة في تضخم الإيجارات. ونظرا لاستمرار تراجع التضخم المحلي في البيع بالجملة للمواد الغذائية، فقد كان انخفاض معدل التضخم متوقعا، حيث يحتل الغذاء الجزء الأكبر من تكلفة مؤشر المعيشة (21.7 في المائة) وقد كان هذا الانخفاض كافيا لخفض معدل التضخم العام، على الرغم من الزيادة في تضخم الإيجارات، بخلاف التباطؤ في مجموعة الأغذية والمشروبات في الكويت، الذي لم يكن كافيا لخفض التضخم العام.
في البحرين، شهد التضخم خلال شهر مارس تباطؤا بتأثير زيادة تكاليف السكن على الأساس السنوي بنسبة 1.9 في المائة، في الوقت الذي لم تتغير فيه بالنسبة للأساس الشهري. وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات (التي تمثل نسبة 16 في المائة من السلة) بنسبة 5.4 في المائة بالنسبة للأساس السنوي، إلا أنها انخفضت بنسبة 0.3 في المائة على الأساس الشهري. أي أن المواد الغذائية لعبت دورا في انخفاض معدل التضخم لكل من السعودية والبحرين، ولم يكن له التأثير الكافي في الكويت.
وكشف التقرير أن التضخم في الكويت ارتفع إلى 3 في المائة في مارس 2014، كما ارتفع بمعدل 0.3 في المائة على أساس شهري في مارس 2014، مقارنة بزيادة قدرها 0.1 في المائة على أساس شهري في فبراير 2014. وأظهرت ست من المجموعات الرئيسة زيادة في الأسعار خلال الشهر، بقيادة التعليم (1.4 في المائة على أساس شهري) والكساء وملبوسات القدم (0.4 في المائة على أساس شهري) والنقل (0.3 في المائة على أساس شهري) والسلع والخدمات المتنوعة (0.2 في المائة على أساس شهري) والمفروشات المنزلية ومعدات الصيانة (0.2 في المائة على أساس شهري)، وبالنسبة للأساس السنوي، زاد معدل التضخم ليسجل ثلاثة في المائة على أساس سنوي، بارتفاع طفيف عن الـ2.9 في المائة المسجل في فبراير 2014.
وتراوح التضخم خلال الـ11 شهرا الأخيرة في الكويت في نطاق 2.5 في المائة إلى ثلاثة في المائة، مما يعني استقرارا نسبيا للبيئة التضخمية. ولا يزال التضخم الأساسي (وهو التضخم باستثناء أسعار المواد الغذائية) عند 2.6 في المائة، وهو معدل أقل من التضخم العام. إلا أنه تجدر الإشارة إلى أن هذا المقياس الأساسي قد ارتفع خلال الستة أشهر الماضية، مما يعد إشارة على احتمال أن تطرأ زيادة في الضغط على الأسعار المحلية التي لا تزال متواضعة حتى الآن.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.