هدف مذهل وختام خيالي لمسيرة بودولسكي مع منتخب ألمانيا

ساوثغيت مدرب إنجلترا يشيد بلاعبيه وتنفيذهم لخطط الأداء الجديدة رغم الهزيمة

بودولسكي يودع الجماهير الألمانية - لاعبو منتخب ألمانيا يحملون بودولسكي في ليلة تكريمه (إ.ب.أ)
بودولسكي يودع الجماهير الألمانية - لاعبو منتخب ألمانيا يحملون بودولسكي في ليلة تكريمه (إ.ب.أ)
TT

هدف مذهل وختام خيالي لمسيرة بودولسكي مع منتخب ألمانيا

بودولسكي يودع الجماهير الألمانية - لاعبو منتخب ألمانيا يحملون بودولسكي في ليلة تكريمه (إ.ب.أ)
بودولسكي يودع الجماهير الألمانية - لاعبو منتخب ألمانيا يحملون بودولسكي في ليلة تكريمه (إ.ب.أ)

أنهى المهاجم لوكاس بودولسكي مشواره مع منتخب ألمانيا لكرة القدم بأجمل سيناريو، إذ سجل هدف الفوز على ضيفه الإنجليزي (1 - صفر) بتسديدة صاروخية رائعة في المباراة الدولية الودية على ملعب دورتموند.
وكانت المباراة بمثابة التكريم لبودولسكي الذي حمل شارة القائد في مباراته الـ130 الأخيرة مع ألمانيا وشارك 84 دقيقة، قبل أن يدخل بدلا منه سيباستيان رودي في الدقائق الأخيرة ويقوم بمعانقة زملائه ومدربه يواكيم لوف.
وسجل بودولسكي هدفه الدولي الـ49 منتصف الشوط الثاني بتسديدة جميلة، علما بأنه يحتل المركز الثالث على لائحة هدافي المنتخب التاريخيين بعد ميروسلاف كلوزه (71 هدفا) وغيرد مولر (68)، وبودولسكي هو اللاعب الثالث الأكثر تمثيل لمنتخب ألمانيا بعد لوثار ماتيوس (150 مباراة) وكلوزه (137).
ويعتبر بودولسكي، 31 عاما، لاعب غلاطة سراي التركي الذي سينتقل إلى فيسيل كوبي الياباني في نهاية الموسم، من الشخصيات الرياضية المرموقة في المنتخب الألماني منذ 2004، وقطع معه عدة مراحل مضيئة توجها بإحراز لقب كأس العالم 2014 في البرازيل، برغم أنه لم يلعب دورا أساسيا في نجاح فريق المدرب يواكيم لوف.
ووصف بودولسكي لحظة وداعه لمنتخب بلاده بأنها مثل فيلم سينمائي، وقال: «ما حدث يشبه الفيلم، لقد فزنا 1 - صفر وكنت أنا من سجل الهدف.. أنا فخور بأنني كنت جزءا من هذا الفريق طوال 13 عاما».
وعن الهدف الذي سجله قال: «أعلم قدمي اليسرى. ربما منحتني العناية الإلهية إياها. كنت سعيدا بالتأكيد، إنه هدف له أهمية خاصة بالنسبة لي».
وعن شعوره بعد خروجه من آخر مشهد مع المنتخب، قال: «لست بحاجة دائما لذرف الدموع من أجل إظهار المشاعر. أشعر بهذا في قلبي وبداخلي. معنوياتي كانت في أعلى مستوياتها بعد هذا الوداع الرائع لمسيرتي مع المنتخب».
وأضاف: «على أي حال، شعرت بالمساندة الجماهيرية على مدار 13 عاما مع المنتخب.. الجماهير تعني الكثير بالنسبة لي. ولدي الكثير من الذكريات. سأفتقد هذه الجماهير، الأناشيد التي رددوها بعد انتهاء المباراة كانت أمرا عاطفيا وحماسيا رائعا.. لا يمكن أن تتمنى وداعا أفضل من هذا».
وعن مصير القميص الذي خاض به المباراة، قال: «سأضعه في إطار جميل ومعه شارة قائد الفريق».
من جانبه، أكد مدربه لوف، على أن الهدف، الذي سجله بودولسكي هو بمثابة «علامة مسجلة» باسم اللاعب، وقال: «اللاعبون المميزون يستحقون ختاما مميزا».
ودخلت ألمانيا المباراة وقد خسرت مباراة واحدة في دورتموند من أصل 18، كانت أمام إيطاليا في كأس العالم 2006 (فازت 15 وتعادلت 2)، فيما خاضتها إنجلترا بعد أن خسرت مرة في آخر 16 مباراة خارج ملعبها كانت ضد إسبانيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 (فازت 9 وتعادلت 6). وفشلت إنجلترا للمرة الثامنة على التوالي بالحفاظ على نظافة شباكها أمام ألمانيا، فيما حافظت ألمانيا على نظافة شباكها في آخر 648 دقيقة.
ورغم ذلك أعرب غاريث ساوثغيت المدير الفني للمنتخب الإنجليزي عن سعادته للعرض الذي قدمه فريقه، وأشار إلى أن المرونة في الأداء علامة جيدة للمستقبل.
وقام ساوثغيت بتغيير طريقة اللعب، إلى 3 - 4 - 3 والتي سببت مشاكل كثيرة لألمانيا، خاصة في الشوط الأول. وارتطمت تسديدة لآدام لالانا بالقائم وأضاع ديلي آلي الكثير من الفرص السهلة لمنتخب إنجلترا الذي لعب في ظل غياب عدة لاعبين مؤثرين.
وقال ساوثغيت: «لقد عمل النظام التكتيكي الجديد بشكل جيد للغاية.. كان هناك أداء فردي في كل مكان بالفريق الذي كان في أفضل حالاته». وتابع: «الطريقة الجديدة تناسب اللاعبين الذي أحضرناهم، خاصة لاعبين مثل ديلي وآدم لالانا. فهي تضعهم في مواقف يكونون فيها خطيرين للغاية، ومؤثرين للغاية».
وأكمل: «طريقة اللعب طرحت لهم مشكلة بدلا من أن نقوم نحن برد الفعل طوال الوقت. هذا يعني أننا كنا قادرين على تنفيذ الضغط العالي طوال الملعب، لذلك كان أداء جيدا».
وسيطر المنتخب الإنجليزي على أغلب فترات المباراة ولكن المنتخب الألماني هو من خرج فائزا بفضل بهدف بودولسكي.
وقال ساوثغيت: «في مثل هذه المباريات من المهم أن تتعلم شيئا وأن يكون مستوى الأداء مرتفعا. لقد حققنا الأمرين، ولكنني لا أحب الخسارة وكذلك اللاعبون».
وأكمل: «يجب أن أسلط الضوء على الأشياء الإيجابية التي قدموها. كنا نستحق الفوز بالمباراة، الشيء الوحيد الذي افتقدناه هو إنهاء الهجمة».
ويستأنف المنتخب الإنجليزي حملته في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا يوم الأحد المقبل عندما يواجه ليتوانيا، وهي المباراة التي قد تشهد عودة رحيم ستيرلينغ لجاهزيته.
وقاد غاري كاهيل المنتخب الإنجليزي أمام ألمانيا في غياب واين روني ولكنه لن يتمكن من المشاركة أمام ليتوانيا للإيقاف.
وقال ساوثغيت إنه من المهم حاليا أن يبني المنتخب الإنجليزي، متصدر المجموعة السادسة في التصفيات من دون خسارة، على أدائهم بتحقيق نتيجة إيجابية في ملعب ويمبلي يوم الأحد لتعزيز فرصهم بشكل أكبر في التأهل مباشرة لمونديال 2018، وقال: «لدينا مباراة في التصفيات في ويمبلي ونحن متحمسون لهذا. نتطلع لتقديم أداء جيد لإسعاد جماهيرنا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».