هل توماس توخيل الاختيار المناسب لقيادة آرسنال؟

التكهنات برحيل فينغر عن فريق «المدفعجية» تتواصل رغم تمسك الفرنسي بمنصبه

توماس توخيل مرشح لتدريب آرسنال (إ.ب.أ)
توماس توخيل مرشح لتدريب آرسنال (إ.ب.أ)
TT

هل توماس توخيل الاختيار المناسب لقيادة آرسنال؟

توماس توخيل مرشح لتدريب آرسنال (إ.ب.أ)
توماس توخيل مرشح لتدريب آرسنال (إ.ب.أ)

نجح مدرب بوروسيا دورتموند في تجديد دماء ناد غلبه الإرهاق من خلال عمله على نحو «لم يسبقه إليه أحد» وعليه، يبدو من غير المثير للدهشة أن تظهر شائعات حول احتمالية انتقاله للتدريب في شمال لندن.
في أعقاب ظاهرة مخيبة للآمال، السبت، فإن ممولي هذه الطائرات التي جرى استئجارها لتحلق فوق استاد هاوثورنس، معقل فريق وست بروميتش ألبيون، ربما شعروا على الأقل بالسعادة تجاه الأخبار الواردة من ألمانيا اليوم التالي، ذلك أن ثمة ادعاءات جرى تداولها حول أن آرسنال تقدم بعرض إلى توماس توخيل للانتقال إليه لتولي مهمة التدريب خلفاً لآرسين فينغر.
وحتى لو كان الخبر الذي أوردته صحيفة «بيلد» الألمانية قد نفاه نادي آرسنال ويبدو من غير المحتمل على نحو بالغ في الوقت الراهن، تبقى الحقيقة أن اسم مدرب بوروسيا دورتموند بدأ في التردد على نحو متزايد لدى ذكر النادي الإنجليزي. وينظر كثيرون إلى توخيل باعتباره اختياراً مناسباً على المستوى الآيديولوجي. ومن العوامل التي تسهم في بقاء مثل هذه التكهنات حية وضع توخيل نفسه الحالي داخل نادي دورتموند، ذلك أنه من المقرر أن تعقد محادثات حول مستقبله في النادي مع الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند، هانز يواكيم فاتسكه، نهاية الموسم، رغم أنه لا يزال في تعاقده عام آخر.
هذه التكهنات تأتي بعد أن أكد مدرب وست بروميتش ألبيون توني بوليس أن نظيره الفرنسي آرسين فينغر قرر البقاء مدربا في صفوف آرسنال على الرغم من الانتقادات القوية التي يتعرض لها في الآونة الأخيرة والتي طالبته بالرحيل. وقال بوليس بعد مواجهة الفريقين: «سأكون متفاجئا إذا رحل»، وعندما سئل كيف يمكن له معرفة بأن فينغر قرر البقاء أجاب «لأنه قال لي ذلك».
أما بالنسبة لمسألة ما إذا كان توخيل يشكل خياراً مناسباً لآرسنال، فإنها تبقى وجهات نظر مختلفة. في هذا الصدد، قال لاعب خط وسط فريق دورتموند ماريو غوتزه في يناير (كانون الثاني) عنه «إنه مدرب متميز للغاية»، واستطرد بأن أسلوب عمله «أمر لم أره من قبل قط». كان توخيل قد نجح في بناء سمعة طيبة له داخل نادي ماينز، مثل مدرب ليفربول الألماني يورغين كلوب، ما دفع البعض لعقد مقارنات بين الاثنين. في الواقع، لقد كان أقدم مدير كرة عمل بالنادي، كريستيان هايدل (مدرب شالكه حالياً) أول من ربط بين الرجلين. خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة «دي تسايت» عام 2010. وصف هايدل المدرب الذي كان لا يزال معيناً حديثاً حينها بأنه: «رجل مخلص وصادق، وكذلك إيجابي ومجنون، مثل يورغين كلوب. إنني لا أستريح إلى نوعية المدربين التي ترتدي بدلة كاملة وتقف على خط التماس، فهذا يتعارض مع روح ماينز».
ومن جديد، سار توخيل على خطى كلوب بانضمامه إلى بوروسيا دورتموند، حيث بدأ العمل في يوليو (تموز) 2015، إلا أن نقطة التباين الكبرى بينهما لاقت ترحيباً في بادئ الأمر، ذلك أنه في ظل قيادة كلوب بدأ بوروسيا دورتموند منهكاً للغاية. إلا أن توخيل نجح في إضفاء قدر هائل من التنوع التكتيكي على الفريق بحيث أصبح قادراً على الاعتماد على الهجمات المرتدة أو فرض أسلوبه على الملعب. كما أصبح الفريق قادراً على أن يحدد ببراعة متى يتعين عليه الضغط على الخصم ومتى ينبغي له الهدوء وتوفير طاقته. وبذلك، أصبح من الممتع من جديد مشاهدة أداء لاعبي بوروسيا دورتموند الذي أصبح رائعاً على نحو مستدام وعملي في الوقت ذاته. وعليه، فإن توخيل لديه خبرة كبيرة فيما يتعلق بكيفية تجديد الروح في صفوف فريق يعاني الإنهاك.
وجاء التحول على مستوى اللاعبين الأفراد، لافتاً على نحو خاص على سبيل المثال، بعدما مر قلب دفاع بايرن حاليا، قبل رحيله عن دورتموند، ماتس هوملز بموسم عصيب وجد خلاله كلوب نفسه مضطراً للدفاع علانية عن انتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام لهولمز، بدأ اللاعب يستعيد مجدداً تألقه ويبدو مرة أخرى أنه واحد من أفضل عناصر الدوري الألماني. كما أن لاعب خط وسط مانشستر سيتي حاليا، قبل رحيله عن دورتموند، إيلكاي غوندوغان الذي جابه صعوبة كبيرة في الظهور بمستوى ولياقة بدنية مناسبة وكان السبب الوحيد وراء استمراره في صفوف بوروسيا دورتموند عجز النادي في اجتذاب عروض مناسبة له، عاود التألق مرة أخرى في وسط الملعب.
أما التحول الأكثر إبهاراً على الإطلاق على مستوى اللاعبين فربما يتمثل في لاعب وسط مانشستر يونايتد حاليا الأرميني هنريك مخيتاريان الذي نادراً ما بدا أداؤه جديراً بمبلغ الـ27.5 مليون يورو التي دفعها بوروسيا دورتموند لشاختار دونيتسك مقابل ضمه إليه عام 2013 على امتداد موسمين بدا على اللاعب خلالهما قدر كبير من اللامبالاة. في المقابل، تحول مخيتاريان إلى مهاجم خطير ومفعم بالحيوية والحركة وقادر على الانطلاق من العمق في ظل قيادة توخيل، وبنى شراكة ناجحة مع زميله الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ الذي بدا أسرع منه. وكان من اللافت أن توخيل قدم إلى مخيتاريان نسخة من كتاب «لعبة التنس الداخلية» (إنر غيم أوف تينيس) من تأليف تيموثي غالي خلال تدريبات ما قبل انطلاق الموسم. ويركز الكتاب على التصور وصفاء الذهن. وبغض النظر ما إذا كان التحول الكبير الذي طرأ على أداء اللاعب يرجع إلى هذا الكتاب، تظل الحقيقة أن المدرب نجح في تحقيق التأثير الناجح ذاته مع كثير من زملاء مخيتاريان داخل الفريق.
وربما يشير البعض إلى إخفاق توخيل في جعل بوروسيا دورتموند منافسا حقيقيا لبايرن ميونيخ على بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم كدليل على أنه غير مستعد بعد لتولي تدريب واحد من أكبر أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن الواضح أنه أصبح ضحية لنجاحه، ذلك أن تمكنه من دفع النجوم الـ3 في الفريق إلى التألق مجدداً ترتب عليه بيعهم، رغم أنه لا يزال يتبقى في تعاقد كل واحد منهم مع النادي عام كامل. وعليه، واجه توخيل مهمة عسيرة تمثلت في محاولة الارتقاء إلى مستوى توقعات متزايدة دون توافر العمود الفقري الذي ساعده بصورة كبيرة في الموسم السابق. في الوقت ذاته، اضطر توخيل للتأقلم مع فريق من الشباب الصغير يتعين عليه إحداث تحول كامل به كي يتوافق مع احتياجاته في غضون فترة قصيرة لا تكفي لإنجاز هذه المهمة.
على الأقل ثمة اعتقاد يخالج المرء بأنه لو كان في شمال لندن، لكان قد جرى الحكم عليه بناءً على مزاياه. المعروف أن بوروسيا دورتموند ناد عريق واسم كبير يقوم في جزء كبير منه على الجانب العاطفي والمشاعر والروابط الدافئة بين النادي والمدرب. وحتى خلال لحظات تألقه الرائع في موسمه الأول، ظل بعض المشجعين يبدي اشتياقه إلى كلوب وأسلوبه العاطفي الودود في التعامل، على نحو يوحي بأن توخيل ربما أبدى تركيزاً أكبر على العقل منه على القلب، وإن كان الذين رأوا مدى حماسه إزاء صحوة برشلونة أمام باريس سان جيرمان خلال مقابلة إعلامية معه بعد فوزه على بنفيكا في إطار دوري أبطال أوروبا سيدرك جيداً مدى عاطفية هذا الرجل وعشقه لكرة القدم، وإن كان ذلك على نحو أقل صخباً بكثير عن سلفه.
ومع هذا، تعالت أصوات الانشقاق داخل صفوف الفريق في خضم التباينات وعدم الاتساق الذي اتسم به أداء الفريق هذا الموسم. على سبيل المثال، اشتكى مدافع بوروسيا دورتموند السابق، مايكل شولز، خلال مقابلة مع «سكاي» في وقت سابق من العام من أن «توماس توخيل ليس كلوب»، قبل أن يضيف: «إنه ليس الشخص المناسب للنادي». وبغض النظر عن التحديات المختلفة التي سيجابهها توخيل حال توليه بالفعل تدريب آرسنال خلفاً لفينغر، فإن القلاقل التي شهدتها صفوف بوروسيا دورتموند مؤخراً توحي بأن الاختلافات بينه وبين المدرب الفرنسي ربما تجعل منه شخصا غير مناسب للنادي الإنجليزي.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.