مشايخ تهامة الموالون لصالح يدعون أبناءهم للانسحاب من معسكرات التدريب

مقتل وإصابة 24 في انفجار قنبلة بشبوة... والجيش يتصدى لمحاولات الميليشيات التقدم إلى هيجة العبد

يمنيون ينتظرون حصولهم على المساعدات من إحدى منظمات العمل الخيري في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون حصولهم على المساعدات من إحدى منظمات العمل الخيري في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

مشايخ تهامة الموالون لصالح يدعون أبناءهم للانسحاب من معسكرات التدريب

يمنيون ينتظرون حصولهم على المساعدات من إحدى منظمات العمل الخيري في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون حصولهم على المساعدات من إحدى منظمات العمل الخيري في صنعاء أول من أمس (إ.ب.أ)

قالت مصادر مطّلِعة من أبناء إقليم تهامة (عاصمتها مدينة الحديدة الساحلية، ثاني أكبر ميناء في اليمن)، إن مشايخ الإقليم، دعوا أبناءهم إلى الانسحاب سريعاً من مواقعهم القتالية بجانب ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من مختلف الجبهات، خصوصاً جبهة الساحل الغربي لليمن، بسبب تساقُط العديد منهم قتلى.
وأكدت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» أن عدداً من مشايخ تهامة الموالين للرئيس السابق صالح، طالبوا أبناء المنطقة التي يتزعمونها، خصوصاً صغار السن منهم، بمغادرة معسكرات تدريب ميليشيات الانقلاب التي تزجّ بهم في القتال في جبهات تعز والساحل الغربي وجبهة نهم المشتعلة، والتي تقترب فيها المقاومة الشعبية والجيش الوطني من أسوار صنعاء من البوابة الشرقية لها. وعلَّلَت المصادر الأمر بسقوط العشرات من صفوف أبناء تهامة قتلى وجرحى في المعارك، مما زاد من مخاوف الأهالي من وقوع المزيد من القتلى، كما لا يعرف كثيرون منهم مصير أبنائهم المفقودين منذ أشهر.
في المقابل، تصاعدت الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية ضد المواطنين في مختلف مديريات محافظة الحديدة، وتركزت خصوصاً في مديرية باجل، حيث تسيطر الميليشيات الانقلابية على المديرية بشكل كامل، حيث تقوم باختطافات واعتداءات ومداهمات لعدد من المنازل والمحلات التجارية، للبحث عمَّن تقول إنهم يتواصلون مع قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية في تهامة، التي تواصل عملياتها العسكرية ضد مواقع وتجمعات ونقاط عسكرية تتبع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية.
وقال عدد من سكان أهالي باجل لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات الانقلابية باشَرَت عمليات مداهمات جديدة على المنازل، خصوصاً المحلات التجارية، وتقوم بتفتيش الهواتف الجوالة للمواطنين، وتُصادِرها عندما تجد أيَّ صور للرئيس هادي أو للجيش الوطني والمقاومة الشعبية، حتى الرسائل والصور الخاصة والعائلية لم تَسْلَم من تفتيشها، وتقوم بحجز من تجد صوراً على هواتفهم الجوالة أو أجهزة الكومبيوتر تعود للرئيس أو الجيش والمقاومة، بل وصل الأمر إلى أن تطلب من مُلاّك الأجهزة مبالغ مالية كبيرة مقابل الإفراج عن أجهزة الكومبيوتر أو الهواتف الجوالة».
على صعيد متصل، سقط قتلى وجرحى من صفوف الميليشيات الانقلابية في جبهة الاقروض بمديرية المسراخ وجبهتي الصلو وحيفان، جنوب المدينة، إثر تكرار محاولة ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية التسلُّل إلى مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محيط جبل الرضعة في الاقروض والصيرتين والصيار في الصلو.
وجدَّدَت الميليشيات الانقلابية محاولاتها التقدم والسيطرة على طريق نقيل هيجة العبد، الشريان الرئيسي بين عدن ومدينة تعز، بمرورها عبر مديرية التربة، أكبر مديرية في قضاء الحجرية بتعز، وذلك لتتمكن من قطع خط الإمداد، غير أن قوات الجيش الوطني تصدّت لمحاولاتها المستمرة المصحوبة بقصفها على الطريق، وذلك بحسب ما أكدته مصادر عسكرية ميدانية في جبهة الأحكوم بحيفان لـ«الشرق الأوسط».
وأكدت قيادة محور تعز، وفقاً لما نَشَرَه المركز الإعلامي للقيادة في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقتل «مشرف ميليشيات الحوثي المدعو أبو سالم، واثنين من مرافقيه جراء استهدافه بنيران الجيش الوطني في منطقة أبعر الصرمين، شرق مدينة تعز».
من جهتها، شَنَّت طائرات التحالف العربي عدة غارات جوية على مواقع متفرقة من محافظة تعز، استهدفت فيها طاقمين عسكريين للميليشيات الانقلابية في الحناية ووادي الفاقع بالكدحة، وغارات جوية أخرى استهدفت مواقع الميليشيا في منطقة العفيراء ووادي المجش بالوازعية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين وتدمير مخزن أسلحة ومدفع «هاوتزر»، بحسب ما أكده شهود عيان لـ«الشرق الأوسط».
من جهة أخرى، قال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، ألكسندر فيت، إن هناك «أزمةَ غذاء كبيرة في البلاد بشكل عام، لكنها تصل إلى مستوى الكارثة في محافظة تعز».
وأضاف خلال مؤتمر صحافي له في تعز، أول من أمس (الاثنين)، قبل مغادرته المدينة بعد زيارته لها ليوم واحد، أن «المواجهات في المناطق السكنية أدَّت إلى إلحاق أضرار كبيرة بالمدنيين وممتلكاتهم».
ودعا جميع الأطراف إلى السماح بدخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية لجميع المناطق التي تحتاج إليها، معبِّراً عن قلقه إزاء الاحتياجات الكبيرة في تعز، خصوصاً ما يتعلق بالمياه والغذاء والصحة.
وبدوره، قال عدنان حزام المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، لـ«الشرق الأوسط» إن «وفد الصليب الأحمر الدولي أنهى زيارته لتعز، حيث كانت الزيارة الأولى لرئيس بعثة الصليب الأحمر ألكسندر فيت، الذي زار المحافظة للاطلاع على الأوضاع الصحية والإغاثية وتفقُّد الوضع الإنساني وتلمُّس احتياجات المحافظة في جميع مناطقها».
وأضاف أن «الزيارة كانت بالتنسيق مع جميع الأطراف، وتم خلالها التواصل مع السلطات المحلية في المحافظة، خصوصاً داخل مدينة تعز، حول الوضع الإنساني، وكذلك معاناة المدنيين في تعز، حيث إن اللجنة قدمت خلال الفترة الماضية خدماتها وأنشطتها في مجال المياه، وكان آخر مشروع (الرغيف المجاني) الذي استفاد منه أكثر من 90 ألف شخص داخل مدينة تعز، لأكثر من شهر»، مؤكداً أن هناك «تقييماً للمساهمة فيما يخص مشاريع المياه وكذلك الدعم المستمر للمراكز الصحية ومنها مستشفى الثورة في مدينة تعز».
إلى ذلك أفادت مصادر محلية يمنية، أمس، بمقتل شخصين وإصابة 22 آخرين في انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهول على سوق شعبية بمحافظة شبوة. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية إن شخصاً مجهولاً ألقى قنبلة يدوية على سوق شعبية بمدينة عزان، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 22 آخرين تم نقلهم إلى مستشفى عزان. وبحسب المصادر، فقد لاذَ المسلَّح بالفرار في حين لم تتضح أسباب الهجوم حتى الآن. وتسيطر القوات الحكومية «الشرعية» على معظم محافظة شبوة النفطية، في حين لا يزال الحوثيون والقوات الموالية لهم يوجدون في عدة مناطق بمديريتي عسيلان وبيحان.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.