ممثل الأكراد في روسيا: قوات عشائر عربية ستدخل الرقة

رتل عسكري روسي في عفرين أول من أمس (آرا نيوز)
رتل عسكري روسي في عفرين أول من أمس (آرا نيوز)
TT

ممثل الأكراد في روسيا: قوات عشائر عربية ستدخل الرقة

رتل عسكري روسي في عفرين أول من أمس (آرا نيوز)
رتل عسكري روسي في عفرين أول من أمس (آرا نيوز)

قال ممثل المناطق الكردية السورية في روسيا رودي عثمان، إن «قوات سوريا الديمقراطية» لا تنوي دخول مدينة الرقة، وستقاتل على أطرافها، بينما ستوكل مهمة دخول المدينة لقوات من العشائر السورية.
وأشار عثمان في حديث أمس لوكالة «ريا نوفوستي»، إلى أنه لم يتم اتخاذ القرار بعد حول كيف ستجري عملية تحرير مدينة الرقة، مرجحاً تكرار سيناريو عملية تحرير مدينة الموصل «حيث قامت القوات الكردية بطرد (داعش) من أطراف المدينة، بينما دخلت إلى المدينة القوات العراقية والفصائل العربية». وقال إنه ولهذا الغرض، يجري تدريب مقاتلين من العشائر العربية في المنطقة لخوض معركة الرقة، حيث انضم مؤخرا أكثر من 3 آلاف مقاتل من عشائر الشعيطات وعشائر أخرى، إلى «قوات سوريا الديمقراطية»، وفق ما ذكرت الوكالة الروسية.
وأكد عثمان أنه «لا نية لدى الأكراد في احتلال مساحات جغرافية واسعة»، مشدداً على أن «الأكراد لا ينظرون إلى أنفسهم ككيان مستقل بذاته عن سوريا، ولهذا لا يضعون نصب أعينهم مهمة السيطرة على أكبر عدد من المدن بما في ذلك الرقة»، و«هم يقومون الآن بمساعدة السكان المحليين للقيام بذلك»، أي لتحرير مدينة الرقة، التي ستتسلم زمام الأمور فيها قوات العشائر المحلية، بعد القضاء على «داعش» حسب قوله، مؤكداً أن عملية إحكام الحصار على مدينة الرقة ما زالت مستمرة. وبالنسبة للمدربين والخبراء العسكريين الأميركيين، فقال، إنهم و«إلى جانب تدريب القوات المحلية، يقومون أيضاً بتنسيق الضربات الجوية، إلا أنهم لا يشاركون في العمليات القتالية بصورة مباشرة».
في غضون ذلك نشر نشطاء تسجيلات فيديو، تظهر فيها عربات مدرعة عليها العلم الروسي، يقولون إنها مدرعات وآليات روسية وصلت إلى خطوط التماس بين «قوات سوريا الديمقراطية» والجيش السوري الحر في منطقة عفرين. وقال مصدر مطلع من العاصمة الروسية موسكو لـ«الشرق الأوسط»، إن وحدات القوات الروسية منتشرة في تلك المنطقة قرب حلب، ضمن عملية الشرطة العسكرية لضمان الأمن في المناطق التي استعادت قوات النظام السوري السيطرة عليها، ولم يستبعد وصول بعضها إلى عفرين، لافتاً إلى أن «موسكو لن تقوم بأي خطوات تثير استياء الجانب التركي في موضوع الأكراد، والهدف من أي وجود روسي في المنطقة لن يقتصر على التحضيرات لعملية الرقة، بل وسيشمل مهام التنسيق للحيلولة دون تكرار أي صدام على الأرض بين الأكراد وقوات المعارضة المدعومة من تركيا»، معربا عن قناعته الشخصية بأن «تلك القوات الروسية قد تشكل في الوقت ذاته ضمانة ما للأتراك، لا سيما فيما يتعلق بمخاوفهم من إقامة حزام كردي شمال سوريا، وتنفيذ عمليات ضد تركيا عبر تلك المناطق».
سياسيا أكد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي استعداد موسكو لاستقبال الهيئة العليا للمفاوضات، وقال في تصريحات صحافية أمس: «نحن نلتقي معهم (الهيئة) دوما في جنيف، ونقترح عليهم زيارة موسكو»، مؤكداً «هناك دعوة موجهة للهيئة العليا للمفاوضات، ونحن نسعى لأن نلتقي في موسكو، أو في جنيف، أو أي مكان آخر».
وفي إجابته على سؤال حول ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار قد «انتهى وفشل» شدد نائب وزير الخارجية الروسية على أن «الاتفاق لم ينته، لأنه لا بديل عن وقف إطلاق النار، والتسوية السياسية للأزمة السورية»، لافتاً إلى انتهاكات من جانب قوى قال إنها «تريد تقويض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي». وأضاف أن «تلك القوى تعيش وهم إمكانية الحل العسكري للأزمة، والإطاحة بالنظام السوري خارج عملية المفاوضات السياسية، وخارج إطار الشرعية الدولية، وخارج جهود المجتمع الدولي لتنفيذ القرار 2254».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.