50 ألف سعودي يدشنون أول اختبار لـ «جوهرة الملاعب» بنجاح

مخاوف فقدان المقاعد أدى إلى تصرفات مخالفة في النهائي

جماهير تتسلق أسوار ملعب جدة الجديد أمس (تصوير: عبد الله الشمراني)
جماهير تتسلق أسوار ملعب جدة الجديد أمس (تصوير: عبد الله الشمراني)
TT

50 ألف سعودي يدشنون أول اختبار لـ «جوهرة الملاعب» بنجاح

جماهير تتسلق أسوار ملعب جدة الجديد أمس (تصوير: عبد الله الشمراني)
جماهير تتسلق أسوار ملعب جدة الجديد أمس (تصوير: عبد الله الشمراني)

عاش أكثر من 50 ألف مشجع من الجماهير السعودية ليلة أمس، تجربة فريدة من نوعها وهي تجول بين ردهات ملعب الملك عبد الله في جدة، حيث البوابات الإلكترونية والمطاعم العالمية والمقاعد المرقمة والكثير من الملحقات الراقية التي تحاكي أكبر وأجمل الملاعب الأوروبية.
واستقبل الرياضيون هدية خادم الحرمين التاريخية أمس ببهجة كبيرة، في الوقت الذي احتشدت معظم القنوات الرياضية سواء المحلية وغير المحلية لالتقاط الصور والمشاهد الأولى لعملية دخول الجماهير وجالت الكاميرات بين المدرجات والردهات الداخلية لتصوير ردود الفعل.
ورغم نجاح الافتتاح، إلا عملية دخول الجماهير شابها بعض المخالفات لكون البعض ما زال يعيش على مخاوف فقدان المقاعد، في الوقت الذي لا يسمح في ملعب جدة الجديد بالجلوس على أي مقعد دون أن يتطابق رقمه مع رقم التذكرة التي يحملها المشجع.
وبسبب التدافع المبكر من قبل عدد كبير من الجماهير كسرت إحدى البوابات الخارجية في حين قام البعض بالقفز من فوق الأسوار من أجل اختصار الطريق إلى الملعب قبل أن يصطدم بالبوابات الإلكترونية التي يجب تمرير الذاكر عبرها في الطريق إلى داخل الملعب.
وكانت شركة أرامكو السعودية (تحت إشراف وزارة البترول والثروة المعدنية) قامت بتنفيذ مشروع المدينة الرياضية على مساحة 3 ملايين متر مربع، إلى الشمال من مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة، ويبرز تصميم الملعب كجوهرة مشعة لتكون علامة فارقة في المدينة، ويجسد التصميم الانسجام الرائع بين عراقة جدة وتراثها وروحها العصرية المبدعة.
وتشتمل المدينة الرياضية على ملاعب ومساحات ومرافق رياضية مصممة وفق أرقى وأحدث المعايير العالمية، على استاد كرة قدم بمعايير متوافقة مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 60 ألف متفرج ويمتاز بعدم وجود مضمار حول الملعب الرئيسي مما يجعل الجمهور أقرب للحدث وأكثر استمتاعا.
وتتوفر في الاستاد شاشتان إلكترونيتان عملاقتان تقدمان للمتفرج متعة بصرية إضافية، وتمتاز مقاعد الملعب بترقيمها وبمجرد شراء التذكرة سيكون رقم المقعد مطبوعا على التذكرة وسيكون المقعد مخصصا لحامل التذكرة فقط.
وجهز الملعب بتسعة مواقع ثابتة و15 موقعا متحركا خاصا لكاميرات النقل التلفزيوني لتمكنها من نقل الفعاليات وفق أعلى المقاييس العالمية، وعشرات نقاط بيع الأغذية والمشروبات للكثير من الشركات العالمية والمحلية لتمنح الجماهير عدة خيارات أثناء حضورهم إلى المدينة الملك عبد الله الرياضية، فيما تضم المدينة مسجدا رئيسا وعدة مصليات متوزعة على أنحاء المدينة إلى جانب 3 استوديوهات مجهزة للتحليل الرياضي والمقابلات الرياضية.
ويتكون مبنى الملعب من ثلاثة مستويات للجلوس في الملعب لتسهيل الرؤية الواضحة. يتم تغطية السطح بالقماش الثابت مع شبكة الفولاذ لحماية المتفرجين من أشعة الشمس والمطر. كما تم استخدام التكنولوجيا المتقدمة للتحكم في درجة حرارة الملعب.
ويشمل الملعب استخدام تقنيات حديثة لأول مرة في ملاعب المملكة من شأنها تسهيل دخول المشجعين إلى الملعب وخروجهم في أسرع وقت ممكن واستخدام تقنية ذكية لإصدار التذاكر إلكترونيا حيث تحمل كل تذكرة لونا محددا هو نفس اللون الموجود في المكان المخصص لوقوف السيارة وتوضح بوابة الدخول، كما تتضمن التذكرة إرشادات الوصول إلى الملعب وأيهما أقرب للمشجع أن يسلك طريق الحرمين الشريفين أو طريق المدينة المنورة.
وفور وصول المشجع إلى الملعب من الطرق الرئيسة يجب عليه الدخول عبر البوابة الموضحة على الجانب الأمامي للتذكرة وبإمكان الجماهير الدخول عبر البوابات الإلكترونية الدوارة التي تحمل الحرف المحدد على التذكرة وتعتمد على تقنية الباركود لدخول المشجعين كما يوجد أجهزة لكشف تزوير التذاكر ويجب على المشجع البحث عن مستوى المدرج الذي يوجد فيه مقعده حيث يرمز الحرف L إلى المستوى السفلي من المدرجات والحرف M إلى المستوى الأوسط والحرف U إلى العلوي ولا يسمح للجماهير بالجلوس إلا في المقاعد المحددة لهم فقط.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».