الحائزة جائزة «سي إن إن»: على الصحافي أن يطور نفسه ليصبح متميزاً

المصرية آتي متولي تفوقت على 38 صحافياً من 14 دولة

آتي متولي أثناء تتويجها بجائزة «سي إن إن» للصحافة الأفريقية  («الشرق الأوسط»)
آتي متولي أثناء تتويجها بجائزة «سي إن إن» للصحافة الأفريقية («الشرق الأوسط»)
TT

الحائزة جائزة «سي إن إن»: على الصحافي أن يطور نفسه ليصبح متميزاً

آتي متولي أثناء تتويجها بجائزة «سي إن إن» للصحافة الأفريقية  («الشرق الأوسط»)
آتي متولي أثناء تتويجها بجائزة «سي إن إن» للصحافة الأفريقية («الشرق الأوسط»)

صحافية مصرية، بولندية المولد، تميزت في الصحافة الثقافية باللغة الإنجليزية وتكتب في جريدة «الأهرام ويكلي»، وحصدت جائزة شبكة «سي إن إن» الإخبارية للصحافة الأفريقية في فرع الثقافة، لعام 2016، متفوقة على 38 صحافيا من 14 دولة، عن موضوع «الموسيقى رغم كل الصعاب» الذي يضم لقاءات عدة أجرتها مع الفتيات والنساء ضعاف البصر، أعضاء أوركسترا فريق «النور والأمل». وهي تعتبر الجائزة نوعا من التحدي لاستكمال مسيرتها الصحافية.
بدأ شغف آتي متولي بالكتابة منذ نعومة أظافرها في بولندا، حيث ولدت ودرست، وكان لنشأتها في أسرة تعمل بالفنون الموسيقية والمسرحية أثر كبير في تكوينها وعشقها مجال الفنون بوجه عام. تقول: «والدي، وهو مخرج مسرحي، شجعني على دخول مجال التمثيل، لكنني وجدت طاقتي الإبداعية تخرج في الكتابة. وبدأت تجارب عدة في الكتابة بالبولندية في مجلات شبابية عدة، ولكن في منتصف التسعينات أثناء دراستي الأدب الفرنسي في الجامعة في مصر، بدأت أراسل مجلات عدة». تتحدث آتي متولي العربية، ولكن بلكنة غربية، وهي تكتب مقالاتها بالإنجليزية التي تجيدها تماما، بينما تترجم جريدة «الأهرام» بعض مقالاتها للعربية وتنشر باسمها.
تروي متولي كيف بدأت عملها الصحافي، وتشير إلى أن تجربتها الأولى في الصحافة الثقافية جاءت عبر تأسيسها هي وشقيقتها أول مجلة إنجليزية متخصصة بالفنون «ذا آرت ريفيو» عام 2004، وتحملت آتي مسؤولية تحريرها بالكامل، وتصفها «تجربة ثرية جعلتني على يقين بأن الصحافة الثقافية هي المجال الذي أرغب في العمل فيه، وقد استمرت التجربة أربع سنوات»، ولكن لظروف كثيرة توقفت عن إصدارها. وعن التحاقها بجريدة «الأهرام ويكلي» الأسبوعية التي تصدر بالإنجليزية، تقول: «في عام 2009 رشحتني الراحلة الدكتورة نهاد صليحة، للكتابة في (الأهرام ويكلي) وبدأت في تغطية الأحداث والفعاليات الثقافية، ونجحت في تأسيس القسم الثقافي بالموقع».
وعن فوزها بجائزة «سي إن إن» للصحافة الأفريقية، توضح: «تقدمت للجائزة العام الماضي، وكانت المرة الثانية التي أتقدم فيها للجائزة التي تمنحها شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية، وتم اختياري من بين 20 ألف صحافي أفريقي، ووصلت للتصفية النهائية التي كانت في جنوب أفريقيا ذاك العام، فهي كل عام تعلن في دولة أفريقية مختلفة. وتشمل الجائزة حاليا 14 فئة للصحافة باللغة الإنجليزية؛ بهدف تعزيز أهمية دور الصحافيين في تنمية أفريقيا، ولمكافأة وتشجيع المواهب الصحافية في وسائل الإعلام».
ترى آتي، أن الجوائز أمر مهم في مسيرة الصحافي «لكنها ليست هدفا، ولا ينبغي أن تكون كذلك» وتقول: «على الصحافي أن يضع أمام عينيه إتقان عمله، وأن يطور نفسه من أجل أن يكون متميزا في كتابته، وليس بغرض الوصول للجوائز». بالنسبة لها ترى آتي «أن الجوائز تشعِر الصحافي بقيمة عمله، وتشعره بأن كتابته تصل إلى الناس، وبأن هناك من أعجب بها وفضّلها على كتابات أخرى؛ بل وتدفعه إلى تحقيق المزيد من التميز وتمنح الصحافي الشجاعة لمواصلة كل ما تتطلبه المهنة من جهد وقراءة في تخصصه، أو في مجالات عدة».
تحاول آتي الاطلاع على كل ما يكتب في مجال الفنون، وقراءة أحدث الكتب، وتقول: «أقرأ كثيرا مجلة (بي بي سي) للموسيقى ومجلات (راين جولد) التي تصدر مجلات عدة في مختلف فروع الفنون».
تعتقد آتي من خلال خبرتها «أن الصحافي لا يجب أن يتوقف عن الكتابة؛ لأن ذلك يضر به أشد الضرر؛ فالكتابة ممارسة وتمرين وتحتاج إلى قراءة واطلاع لتنميتها» وتضيف: «أحيانا يراودني شعور بعدم الرضا الجزئي عن تقرير ما كنت أود أن أكتبه بشكل أفضل، في ظل ضغوط العمل في إطار وقت محدد، وضرورة حضور عروض فنية كثيرة، ثم العودة إلى المنزل في وقت متأخر للكتابة عنها، ولكن يساعدني في ذلك تفهم أسرتي التي تدعمني». تحاول آتي أن تؤدي عملها تحت أصعب الظروف، وتقول: «وفي حالة عدم وجود الظروف الملائمة للتركيز الكافي أو الإبداع في الكتابة أؤجل المقال وأستعيض عنه بكتابة تقرير».
وتعتبر آتي أن كل ظرف مجتمعي يمر به الصحافي يمثل له خبرة جديدة؛ فهي في بداية مسيرتها الصحافية المعتمدة على الأنشطة الثقافية، واجهت تغيرا في خريطة النشاط الثقافي عقب ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، لكنها سرعان ما تأقلمت مع الأوضاع وكتبت عن أنشطة الثوار الفنية، وتروي: «كانت تجربة ثرية وممتعة؛ لأن الأنشطة الثقافية والفعاليات لم تتوقف، بل تغيرت طبيعتها ومنظمّوها، وخرجت إلى الشارع وبرزت مواهب جديدة، وكنت أحاول تغطية هذا التغيير الثقافي في الشارع المصري. فلم أعتبرها عقبة، بل تجربة مميزة».
تدين آتي بالفضل للناقدة والكاتبة الراحلة الدكتورة نهاد صليحة، وتعتبرها قدوتها في الصحافة الثقافية، تقول: «أسلوبها المميز السهل الممتنع أمر أتمنى دوما الوصول إليه؛ فهي تكتب باحترافية كبيرة، وتجسد خبرتها وقراءاتها في كل ما تكتبه، ويمكن للمثقف أو المهتم بالفنون وغير المتخصصين استيعاب ما تكتبه من نقد مسرحي وأدبي» وتضيف: «أدين بالفضل لها وأيضا لزملائي في (الأهرام ويكلي) الأستاذة مني أنيس، وهاني شكر الله، ويوسف رخا، فقد كانوا دوما سندا لي وتعلمت منهم الكثير، وأجدهم دوما متفهمين طبيعة العمل ورغبتي في التركيز لكتابة مقال معين فيقومون بإعفائي من الحضور لمقر الجريدة كي أعمل على المقال وأنجزه بالشكل الذي يرضيني».
آتي كأي امرأة عاملة تواجه نوعا من الضغوط يتمثل في التوفيق بين حياتها الأسرية كأم وزوجة وبين عملها الصحافي، وتقول: «في الحقيقة، أعتبر نفسي محظوظة كوني متزوجة من المايسترو هشام جبر، مدير مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، وهو متفهم جدا طبيعة عملي ويدعمني بتوجيهي لقراءة المزيد في مجال الموسيقى، ويرشدني للكتب والمقالات المهمة لتوسيع خبرتي، وأعتبر أن له فضلا كبيرا في تكويني الثقافي بعد والدي. وعادة أعمل نصف ساعات اليوم، لكن في أيام المهرجانات الفنية والثقافية قد أعمل نحو 20 ساعة ما بين حضور فعاليات وعروض والقراءة والكتابة».
وحول المقابلة أو القصة الصحافية التي تعتز بها، تشير إلى أن «كل فنان أو موسيقي هو بالنسبة لي شخصية مميزة، بفكره ورسالته، وأعتز كثيرا بمقابلة الفنانين الذين يعشقون ما يقدمونه للناس بغض النظر عن الوصول للشهرة أو تحقيق النجومية، ولا شك أنني ارتبطت وجدانيا بفريق «النور والأمل»، حيث أجريت معهم مقابلات عدة، وتشكلت بيننا علاقة أكبر من مجرد صحافي وفنانين.
تعترف آتي بأن الصحافة مهنة المتاعب في كل فروعها وتخصصاتها، وتكشف عن أنها أحيانا تواجه صعوبات في الحديث لبعض الفنانين؛ فبعضهم لا يستطيع التعبير عن مشاعره أو فنه وإبداعه بالكلام، لكنها لا تستلم بسهولة، وتقول: «هذا يدفعني لمقابلتهم مرات عدة؛ كي أصل للضغط على المفتاح الذي يجعله يتحدث ويكشف عن دواخلهم».
وحول تأثير وأهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وما إذا كانت تساهم في عمل الصحافي أم تمثل نوعا من الضغط والتشتيت، تقول: «السوشيال ميديا» أداة مهمة جدا لأي صحافي في عالمنا اليوم، فهي تطلعنا، بصفتنا صحافيين ثقافيين تحديدا، على أخبار الفنانين والموسيقيين قبل أن تعلن عنها المؤسسات الفنية، فعند تسلم فنان جائزة ما، أو إعداده لحفل أو معرض يسارع بنشر ذلك عبر صفحته أو حسابه على «فيسبوك» أو «تويتر».
ترى آتي الصحافة مهنة شيّقة ومميزة، رغم أنها مرهقة، وتشير إلى أنها «تجعلك في سعي دائم لاكتشاف المزيد من المعرفة والثقافة في مختلف المجالات، وفي مجالي الصحافة الثقافية؛ فهي تدفعني إلى القراءة في مجال الموسيقى والتبحر فيها ومعرفة أنواعها؛ فقد درست الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا وغيرها» ولا تكتفي بذلك، بل تجتهد لتعلم مدارس الفن التشكيلي، وتقرأ في الأدب والنقد الأدبي وغيرها، وتؤكد أن سحر الصحافة يكمن في أن «الصحافة تمكنني من مقابلة أناس وشخصيات وفنانين من مختلف أنحاء العالم كل يوم، أتعرف إليهم وإلى ثقافتهم ورسالتهم التي يرغبون في إيصالها إلى الجمهور عبر فنهم».



شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض قسم الآراء في الصحيفة رسماً كاريكاتيرياً يصوّر مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس مع مليارديرات آخرين من عمالقة التكنولوجيا، وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وفور إعلان الخبر رأى كثيرون أن الواقعة الجديدة تختصر صورة المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة.

مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة تموضع

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بعدما بدا أن ترمب يتجه إلى العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من مسؤولي الشركات الكبرى ووسائل الإعلام الأميركية، رحلة «إعادة تموضع» تماشياً مع العهد الثاني لترمب. وهو ما تُرجم بداية بامتناع وسائل إعلام كانت دائماً تُعد رمزاً لليبرالية، مثل: «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين، فضلاً عن تغيير غرف التحرير في محطات تلفزيونية عدة، ومراجعة الكثير من سياسات الرقابة والإشراف والمعايير الناظمة لعملها، إلى إعادة النظر في تركيبة مجالس إدارات بعض شركات التكنولوجيا.

وبعيداً عن انحياز الملياردير إيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، المبكر لترمب، واتجاهه للعب دور كبير في إدارته المقبلة، كانت الاستدارة التي طرأت على باقي المنصات الاجتماعية والإعلامية مفاجئة وأكثر إثارة للجدل.

ان تيلنيس (جائزة بوليتزر)

خضوع سياسي أم تغيير أعمق؟

البعض قال إنه «خضوع» سياسي للرئيس العائد، في حين عدّه آخرون تعبيراً عن تغيير أعمق تشهده سياسات واشنطن، لا يُختصر في ترمب، بل يشمل أيضاً كل الطبقة السياسية في الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، وحتى المزاج الشعبي الذي أظهرته نتائج الانتخابات.

في بيانها الموجز، قالت تيلنيس التي تعمل في «واشنطن بوست» منذ عام 2008، إن قرار الصحيفة رفض رسمها الكاريكاتيري «مغيّر لقواعد اللعبة» و«خطير على الصحافة الحرة». وكتبت: «طوال ذلك الوقت لم يُمنع رسم كاريكاتيري قط بسبب مَن أو ما اخترت أن أوجّه قلمي إليه حتى الآن». وأدرجت تيلنيس مسوّدة من رسمها الكاريكاتيري في منشور على موقع «سبستاك»، يظهر بيزوس، مؤسس «أمازون» ومالك الصحيفة، مع مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، وباتريك سون شيونغ مالك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، و«ميكي ماوس» التميمة المؤسسية لشركة «والت ديزني»، ينحنون أمام تمثال ترمب.

وطبعاً كان من الطبيعي أن «يختلف» ديفيد شيبلي، محرّر الآراء في الصحيفة، مع تقييم تيلنيس، وبالفعل قال في بيان إنه يحترم كل ما قدمته للصحيفة، «لكن يجب أن يختلف مع تفسيرها للأحداث»، معتبراً قرار منع نشر رسم الكاريكاتير «تفادياً للتكرار»، بعدما نشرت الصحيفة مقالات عن الموضوع.

... وزوكربيرغ يعود إلى أصوله

بيد أن تزامن منع الكاريكاتير مع الخطوة الكبيرة التي اتخذتها شركة «ميتا» يوم الثلاثاء، عندما أعلن مارك زوكربيرغ أن «فيسبوك» و«إنستغرام» و«ثريدز» ستُنهي عملية التدقيق في الحقائق من قِبل أطراف ثالثة، قرأها العالم السياسي بوصفها نوعاً من الاستسلام؛ إذ قال زوكربيرغ في مقطع فيديو نشره على «فيسبوك» إن «(ميتا) ستتخلّص من مدقّقي الحقائق، وستستعيض عنهم بملاحظات مجتمعية مشابهة لمنصة (إكس)»، وهو ما رآه البعض «تضحية بقيم الشركة على (مذبح) دونالد ترمب وسياسة (حرية التعبير)» للحزب الجمهوري الجديد. بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين، الذين يعتقدون أن المشرفين ومدققي الحقائق ليبراليون بشكل شبه موحّد، واثقون بأن النهج الأكثر تساهلاً في تعديل المحتوى سيعكس الواقع بشكل أكثر دقة، من خلال السماح بمجموعة أوسع من وجهات النظر. وعدّ هؤلاء، ومنهم بريندان كار الذي اختاره ترمب لإدارة لجنة الاتصالات الفيدرالية، قرار «ميتا» انتصاراً.

في المقابل، أعرب الليبراليون عن «فزعهم»، وعدّوه «هدية لترمب والمتطرّفين في جميع أنحاء العالم». وقال معلقون ليبراليون إن من شأن خفض معايير التأكد من الحقائق من قِبل أكبر منصة في العالم يُنذر بمجال رقمي أكثر غرقاً بالمعلومات الكاذبة أو المضللة عمداً مما هو عليه اليوم.

ابتعاد عن الليبرالية

هذا، ومع أنه من غير المتوقع أن يؤدي قرار زوكربيرغ بالضرورة إلى تحويل الإنترنت إلى «مستنقع للأكاذيب أو الحقائق»؛ لأن الخوارزميات هي التي تتحكم بما يُنشر في نهاية المطاف. فإن قراره يعكس، في الواقع، ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمحاربة «المعلومات المضلّلة». وهذه مسيرة بدأت منذ سنوات، حين تراجعت «ميتا» عام 2019 عن التحقق من صحة الإعلانات من السياسيين، وعام 2023 عن تعديل الادعاءات الكاذبة حول انتخابات 2020.

وحقاً، كان إعلان يوم الثلاثاء هو الأحدث في سلسلة من تراجعات الشركة، واتجاهها نحو اليمين منذ إعادة انتخاب ترمب. ففي الأسبوع الماضي، عيّنت الشركة الجمهوري جويل كابلان رئيساً عالمياً للسياسة، وعيّنت، يوم الاثنين، دانا وايت، حليفة ترمب التي لعبت دوراً رئيساً خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في مجلس إدارة الشركة. وفي السياق نفسه تضمّن إعلان يوم الثلاثاء نقل فريق الثقة والسلامة في الشركة من ولاية كاليفورنيا «الليبرالية»، إلى ولاية تكساس «الجمهورية»؛ مما يعكس دعوات من قادة التكنولوجيا اليمينيين مثل إيلون ماسك إلى تركيز الصناعة في بيئات «أقل ليبرالية» من «وادي السيليكون».

ترمب ممثلاً للأكثرية

في مطلق الأحوال، مع أن كثيرين من النقاد والخبراء يرون أن هذا التغيير يعكس بالفعل حقيقة ابتعاد شركة «ميتا» وغيرها من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الرؤية الليبرالية للحوكمة الرقمية، لكنهم يشيرون إلى أنه ابتعاد مدفوع أيضاً بالقيم الأساسية للصناعة التي جرى تبنيها إلى حد كبير، تحت الإكراه، استجابة للحظات سياسية مشحونة.

ومع تحوّل ترمب تدريجياً من كونه متطفلاً دخيلاً على الحياة السياسية الأميركية، إلى الممثل الأبرز للأكثرية التي باتت تخترق كل الأعراق -وليس فقط البيض- فقد بدا أن هذا النهج الذي يشبه نظام المناعة بات أقل ملاءمة، وربما، بالنسبة إلى شركات مثل «ميتا»، أكثر ضرراً سياسياً وأقل ربحية.