طلب رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال عون، الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية، وتلقى وعداً منه بزيارة قريبة إلى بيروت.
وفي اليوم الثاني لزيارته إلى الفاتيكان، كان الوضع في منطقة الشرق الأوسط عموماً، وأوضاع المسيحيين خصوصاً في سوريا وفلسطين والعراق، حاضراً في اللقاء الذي جمع عون مع البابا، وتم البحث خلاله في العمل الذي يقوم به لبنان لمواجهة الإرهاب.
وأكد عون أن «اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، موحدون في التعاطي مع خطر الإرهاب»، لافتاً إلى أن «ما يحصل أحياناً، من تباين في وجهات النظر، يعكس خلافاً سياسياً، وليس خلافاً دينياً، كما يعتقد البعض، ويتم التعامل معه من خلال المؤسسات الدستورية والتشريعية». وقال: «لقد خبرنا في لبنان طوال قرون عيشاً واحداً بين المسيحية والإسلام، ساهمنا خلاله في بناء حضارة واحدة جعلت المسيحي يدرك أن المسلم هو شريكه وأخوه، والعكس بالعكس، وكونت لدينا قناعة بأن احترام حق الاختلاف والتنوع هو أبهى صورة يمكن أن نقدمها للعالم».
واعتبر عون أن لبنان «غدا من خلال ما تكوّن فيه من تراكم حضاري مسيحي - إسلامي نموذجاً يصلح لدول وأنظمة عدة، إضافة إلى أن التعاون الإسلامي - المسيحي يؤهل لبنان ليكون مركزاً لحوار الحضارات والأديان»، موضحاً أنّه شارك في المؤتمر الذي عقد في الأزهر الشريف «للمساهمة في تغليب لغة الاعتدال التي يمثلها هذا المقام، والذي يواجه بقوة لغة التطرف وتشويه صورة الإسلام الحقيقي».
وطلب رئيس الجمهورية اللبنانية من البابا الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية، ووعده البابا بذلك، بحسب بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية، وأكد أن «للبنان مكانة خاصة لدى الكرسي الرسولي، وأنه سعيد لاستعادته عافيته وانتظام المؤسسات الدستورية فيه، منذ انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية»، مشدداً على أن «هذه المكانة سببها الأساس أن لبنان، بجميع أبنائه، عاش قيم الأصالة القائمة على الاحترام المتبادل، والسعي إلى تحقيق السلام بين الشعوب والطوائف والمذاهب». وأبلغ البابا الوفد المرافق للرئيس عون بأنه يعمل من أجل دوام استقرار لبنان، وأنه سيزوره ويلتقي جميع أبنائه.
كما التقى الرئيس عون أمين سر دولة الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، وبحث معه في الأوضاع في لبنان والمنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان والكرسي الرسولي في مختلف مجالات التعاون المشترك. وخلال اللقاء مع بارولين، عرض الرئيس عون للوضع في لبنان، مؤكداً أنه اجتاز المرحلة الصعبة، وهو ماض في مسيرة النهوض وتعزيز الحوار بين القوى السياسية في كل ما يتعلق بالنظام السياسي في البلاد، وفي استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة.
وركّز عون على التعايش الدائم بين المسيحيين والمسلمين، لافتاً إلى أن الخلافات السياسية مردها الصراع بين الأحزاب، وليس بين الأديان، ومؤكداً أنه يعمل على تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين. وأعاد الرئيس اللبناني التأكيد على أهمية الدور المسيحي الجامع في المحيط العربي والعالم، مشيراً إلى أن مسيرة إعادة الإعمار في لبنان، ومحاربة الإرهاب، يشارك فيها جميع اللبنانيين، انطلاقاً من الشراكة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين.
وتناول اللقاء الوضع في فلسطين، فأكد الرئيس عون أن إسرائيل لن تنخرط في عملية سلام حقيقية وهي تعمل على إفراغ الشرق الأوسط من أهله عموماً، ومن المسيحيين خصوصاً، لأنها لا تنظر إلى الفلسطينيين على أنهم أصحاب الأرض، بل مقيمون فيها.
عون يطلب من البابا دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية
أكد في زيارته للفاتيكان أن التباين بين اللبنانيين يعكس خلافاً سياسياً وليس دينياً
عون يطلب من البابا دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة