عرضت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان فيلماً وثائقياً حول مآسي تجنيد الحوثيين الأطفال في القتال، وكيفية استغلال جماعة الحوثي للأوضاع المالية الصعبة لإغراء الأطفال بالمال للتجنيد في ساحات القتال.
وعرض الفيلم الذي حمل عنوان: «عمران: مدينة الأطفال الحالمين» ضمن ندوة نظمتها الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة في جنيف السويسرية، الذي كشف عن تأثير الطائفية على حقوق المرأة والطفل في اليمن، في الوقت الذي حذر نشطاء حقوقيون من خطورة ممارسات الحركة الحوثية المتمردة في اليمن على أوضاع المرأة اليمنية.
واعترف نشطاء حوثيون، في الفيلم، بتجنيد الأطفال بحجة «الجهاد»، وشرحوا أسباب تجنيد الأطفال، وقال قائد عسكري حوثي: «نحن في معركة، و50 دولة تستهدف اليمن ويجب أن نستخدم أولادنا في المعركة»، وفيما يتعلق بالمدى الزمني لاستخدام الصبية في القتال، قال العسكري الحوثي: «لا يهم متى تنتهي الحرب، وسوف يعود الأطفال إلى المدارس بعد الحرب».
وقال الدكتور أحمد الهاملي، رئيس الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، إن إعداد الفيلم استغرق نحو ثلاثة أسابيع، وهو يأتي ضمن سعي الفيدرالية لكشف الممارسات غير الإنسانية لجماعة الحوثي وصالح في اليمن، كاشفاً عن الاستعداد لعرض فيلمين آخرين خلال الفترة المقبلة حول تلك الممارسات، يتم الإعداد لهما خلال الفترة الحالية.
وبالعودة للفيلم الذي تضمن رواية لامرأة تدعى أم وضاح تشرح فيها قصة اختفاء ابنها، قالت: «أخذه الحوثيون كما يأخذون الأطفال إلى القتال»، وأضافت: «لا نعلم حتى كيف تم تجنيده ولا في أي مكان يقاتل، ولم نوافق أبدا على ذهابه وهو طفل إلى القتال».
من جهته، قال عبد الرحمن المسيبلي، رئيس المركز الاستشاري للحقوق والحريات: «جريمة تجنيد الأطفال خاصة في شمال اليمن من أخطر الجرائم التي يعتبرها المجتمع المدني أسوأ انتهاكا لحقوق الإنسان والطفل».
وعدّ المسيبلي كل التقارير الدولية بشأن تجنيد الأطفال في اليمن قاصرة عن عكس حجم المأساة، وقدّر الأطفال الذين يجندهم الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح بعشرات الآلاف، مشيراً إلى أن منظمة اليونيسيف أقرت مؤخرا بأن ثلث المجندين في صفوف الحوثيين وقوات صالح أطفال.
وحول وسائل الحوثيين في تجنيد الأطفال، أوضح المسيبلي أن العادات القبلية تلعب دورا رئيسيا، إذ إن القبيلة تعتبر سن بلوغ الطفل 12 عاما، ولذا، فإن زعماء الحوثيين يغذون في الأطفال وهم الرجولة والإيمان بشعارات مثل «الموت لأميركا وإسرائيل» لتشجيعهم على القتال، و«هم أنفسهم لم يقاتلوا الأميركيين ولا الإسرائيليين يوما».
وزاد أن «الحوثيين يغرون أطفال المدارس بالمال وبالنجاح بتفوق وضمان وظيفة بعد انتهاء الحرب، لكن الحال ينتهي بأن يعاد الأطفال جثثا مشوهة أحيانا إلى أهاليهم»، لافتاً إلى أن ملاجئ اليتامى أحد مصادر تجنيد الأطفال للقتال إلى جانب المتمردين الحوثيين.
من جانبه، قال صدام أبو عاصم، ناشط حقوقي فر من اليمن قبل عامين، إن المرأة أكثر فئات المجتمع اليمني معاناة من كارثة تجنيد الأطفال، وأشار إلى تقرير صدر مؤخرا كشف عن مقتل 459 امرأة وإصابة 1206 أخريات خلال عام 2016 وحده، وأضاف أن الحوثيين اعتقلوا أيضا 21 امرأة، وهو أمر غير مسبوق في اليمن ذي المجتمع القبلي الذي يرفض اعتقال النساء.
وثائقيات تكشف تجنيد الحوثيين أطفالاً
الفيدرالية العربية عرضت أول فيلم بمقر الأمم المتحدة في جنيف
وثائقيات تكشف تجنيد الحوثيين أطفالاً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة