في وقت قام فيه المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلايت، بجولتَيْ تعرُّف في الضفة الغربية؛ واحدة مع المسؤولين الإسرائيليين وأخرى مع الفلسطينيين، والتقى مع مجموعة من قيادة المستوطنين اليهود، عاد المسؤولون إلى تل أبيب ورام الله لإطلاق تصريحات تخفض سقف التفاؤل وتوضح أن الرجل ما زال في بداية مهمته ويحتاج إلى عدة جولات أخرى حتى يستطيع تحريك مسيرة المفاوضات السلمية.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن الحديث عن العودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يزال مبكراً. وقال مسؤول في الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل تتوقع إجراء سلسلة محادثات معمَّقَة مع المبعوث الأميركي ستستغرق وقتاً طويلاً، وإن هدف المبعوث حالياً إعادة بناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومحاولات دمج دول إقليمية في المحادثات.
وكان المبعوث غرينبلات قد عاد من زيارة قصيرة إلى الأردن، اجتمع خلالها بالملك عبد الله الثاني، وأبلغه خلالها بأن تحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين سيؤثر بشكل إيجابي على الشرق الأوسط كله.
وأكد أن للأردن دوره المهم في تحريك المفاوضات بين الجانبين. وقال الملك عبد الله للمبعوث الأميركي إن للولايات المتحدة دوراً مهماً في إنهاء الجمود السياسي واستئناف المحادثات السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، الذي يُعتَبَر الحلَّ الوحيد للصراع.
وأوضح أن التوصل إلى سلام عادل وشامل يتمّ في إطاره إقامة دولة فلسطينية مستقلة، سيضمن الأمن والاستقرار للمنطقة كلها.
وحال عودته من الأردن باشر في جولتين لبعض المناطق في الضفة الغربية؛ الأولى مع منسِّق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الجنرال يوآب مردخاي، شملت منطقة جسر اللنبي والمنطقة «سي» (التي تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، وتشكل 60 في المائة من مساحة الضفة الغربية). كما قام غرينبلات، بزيارة قاعدة تدريب قوات الأمن الفلسطينية في أريحا، التي أُقيمَت بتمويل أميركي، والتقى مع عدد من قادة الجهاز الأمني الفلسطيني، وأكد أن المساعدة الأميركية هدفت لبناء قدرات الفلسطينيين على محاربة الإرهاب وتوفير الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين.
وقام كذلك بزيارة إلى مخيم الجلزون للاجئين قرب رام الله، وتحدث مع سكان من المخيم. كما زار بيت لحم والتقى مع طلاب جامعيين فلسطينيين من الضفة.
واجتمع غرينبلات مع الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، وناقش معه محاولات إحياء عملية السلام. وفي بيان نشره ديوان الرئاسة، جاء أن ريفلين أكد أمام غرينبلات أن «بناء الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو الخطوة الأولى ذات الأهمية الحاسمة نحو كل اتفاق ممكن». وأكد الطرفان أن أمن إسرائيل ومواطنيها ينطوي على أهمية أساسية وحاسمة. وقال ريفلين إنه مستعدّ للقيام بكل دور يُطلَب منه من أجل دفع الحوار بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن ضمن ذلك إجراء لقاء قمة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولأول مرة منذ احتلال عام 1967، التقى المبعوث الأميركي مع وفد يضمّ رؤساء مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، وبينهم رئيس المجلس، يوسي دجان ونائبه عوديد رفيفي. وقد عُقِد الاجتماع في فندق في القدس الغربية. وقال دجان في ختامه، إنه كان لقاءً بروح طيبة أبدى فيه المبعوث الأميركي تعاطفاً حميماً. وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، بدأ اجتماع ثانٍ بين غرينبلات ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قيل إنه سيُخَصَّص لمناقشة صياغة تفاهمات حول البناء في المستوطنات.
من جهته، قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، تمير باردو، إنه لن يحدث تقدم في مفاوضات بين إسرائيل ودول عربية للتوصل إلى سلام إقليمي من دون حدوث تقدُّم في عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وشدد باردو خلال اجتماع للوبي التعاون الإقليمي عُقِد في الكنيست، أول من أمس، على أنه «لن ينعقد أي مؤتمر إقليمي أو مفاوضات من أي نوع كان مع الدول العربية من دون حدوث تقدم مع الفلسطينيين».
المبعوث الأميركي يتجول في الضفة ويلتقي مسؤولين فلسطينيين ومستوطنين
مع إطلاق تصريحات من الطرفين تخفض سقف التفاؤل بشأن إطلاق المفاوضات
المبعوث الأميركي يتجول في الضفة ويلتقي مسؤولين فلسطينيين ومستوطنين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة