دعوة من الرئيس منصور إلى المصريين للتكاتف من أجل «اجتثاث الإرهاب»

كرم قدامى النقابيين في احتفال يوم العمال

دعوة من الرئيس منصور إلى المصريين للتكاتف من أجل «اجتثاث الإرهاب»
TT

دعوة من الرئيس منصور إلى المصريين للتكاتف من أجل «اجتثاث الإرهاب»

دعوة من الرئيس منصور إلى المصريين للتكاتف من أجل «اجتثاث الإرهاب»

طالب الرئيس المصري المؤقت، المستشار عدلي منصور، المصريين أمس بالتكاتف والعمل بفاعلية من أجل «اجتثاث الإرهاب البغيض» من البلاد. وكرم منصور عددا من قدامى النقابيين في احتفال عيد العمال، وحذر من تكرار «أخطاء الماضي» في التعامل مع «أصول قطاع الأعمال العام»، لكنه شدد في كلمته على ضرورة التفاف الشعب من أجل «العبور نحو المستقبل»، رغم ما فيه من «مصاعب وتحديات».
وقال منصور، إن الإرهاب «يرغب في أن يحيل أمل الناس يأسا، وفرحتها بالمستقبل حزنا، فيلقي بظلاله السوداء على قطاع حيوي، وركيزة أساسية من ركائز اقتصادنا الوطني، وهو قطاع السياحة الذي يرتبط به الكثير من قطاعات الصناعة المصرية». وأضاف أن مصر في هذه المرحلة الدقيقة تحتاج إلى تكاتف أبنائها الشرفاء كافة لدحض الخطر الداهم للإرهاب واجتثاثه من جذوره.
وأقيم الاحتفال بالمركز الدولي للمؤتمرات في شرق القاهرة. وكرم منصور خلال الاحتفال عشرة من قدامى النقابيين العماليين، بمنحهم أوسمة عمل من الطبقة الأولى، واثنين من العاملين السابقين بوزارة القوى العاملة والهجرة بمنحهما نوط الامتياز من الطبقة الأولى، لدورهما في دفع جهود العمل والإنتاج.
وأكد الرئيس منصور أن مصر، بعد ثورتي 25 يناير (كانون الثاني) 2011 و30 يونيو (حزيران) 2013، لديها آمال وطموحات وتطلعات كبيرة، مشددا على ضرورة أن تتجنب الدولة، بمؤسساتها كافة، أخطاء الماضي من أجل وقف أي خسائر قد يتكبدها قطاع الأعمال العام، مؤكدا أنه «لا بيع لأصول هذا القطاع بثمن بخس ودون رؤية واضحة».
وقال إن مصر «في أعقاب ثورتين شعبيتين في أمس الحاجة لكل جهد مخلص.. لكل حبة عرق.. لكل ساعد ينتج.. ويتقن عمله.. فالمرحلة المقبلة هي مرحلة البناء من أجل الوطن، ويلزم أن نشارك فيها جميعا».
وأضاف أن قطاع الطاقة في مصر يمر بأزمة، مشيرا إلى أن التأثير السلبي لهذه الأزمة يؤثر في حياة الأسرة المصرية وفي قطاع الصناعة بوجه عام، وأضاف أن الكثير من المصانع توقفت عن العمل لهذا السبب، مما أثر سلبا في مستوى دخول العمال وانعكس في ارتفاع أسعار السلع التي كانت تنتجها، معربا في الوقت نفسه عن تطلعه إلى إنشاء «المجلس الوطني للحوار الاجتماعي» بهدف تعزيز الحوار بين طرفي العملية الإنتاجية وهما العمال وأصحاب الأعمال، بالإضافة إلى دعم مشروعات اقتصادية تعمل على توفير فرص العمل المناسبة.
وكان في استقبال منصور بمقر الاحتفال رئيس الوزراء إبراهيم محلب، والدكتورة ناهد عشري وزيرة القوى العاملة والهجرة، والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة، وجبالي محمد جبالي رئيس الاتحاد العام لعمال مصر.
ومن جانبه، صرح السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن كلمة الرئيس منصور في احتفال أمس تضمنت الإشادة بدور العمال في بناء الوطن وتحقيق النهضة الاقتصادية والصناعية من أجل رفع شعار «صنع في مصر». وأضاف أن كلمة الرئيس تضمنت أيضا حديث مصارحة بشأن أزمة الطاقة، والتنويه إلى أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن الرئيس شدد على أهمية تطوير التعليم الفني بصفته ركيزة أساسية لتخريج أجيال من العمالة الماهرة القادرة على الوفاء باحتياجات سوق العمل في الداخل والخارج.
وقال السفير بدوي، إن الرئيس تطرق في كلمته إلى التفريق بين مفهوم النمو والتنمية، التي يتعين أن ينتقل إليها وتنعكس عليها آثار هذا النمو، وذلك لتحسين مستوى معيشة المواطن والعامل المصري، مؤكدا قيمة العمل، واحتياج مصر في هذه المرحلة الفارقة إلى العمل بجد وإخلاص، والتوجه نحو تحسين بيئة العمل ومراجعة التشريعات المنظمة للعلاقة بين العمال وأصحاب الأعمال.
وكان الرئيس منصور عقد لقاءين قبل بدء وقائع الاحتفال بعيد العمال، الأول مع المهندس محلب والدكتور إبراهيم الدميري وزير النقل، وذلك «للوقوف على آخر التطورات في قطاع النقل والمواصلات تيسيرا على المواطنين»، حيث استعرض تطورات إنشاء الخط الثالث لمترو الأنفاق. وضم اللقاء الثاني رئيس مجلس الوزراء ووزيرة القوى العاملة والهجرة، ورئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وذلك لاستعراض الأوضاع المتعلقة بالعمال، وسبل الارتقاء ببيئة العمل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».