الحرمان من النوم يعرض المراهقين أكثر لارتكاب الجرائم

دراسة أميركية ـ بريطانية تربط بين الإجهاد والسلوك العدواني

الحرمان من النوم يعرض المراهقين أكثر لارتكاب الجرائم
TT

الحرمان من النوم يعرض المراهقين أكثر لارتكاب الجرائم

الحرمان من النوم يعرض المراهقين أكثر لارتكاب الجرائم

لا شك أن الحرمان من النوم يعد من أهم العوامل التي تشعر المراهقين بالتعب المستمر والإجهاد وقلة التركيز والتوتر واعتلال المزاج، ولكن لم يكن في الحسبان أن الأمر يمكن أن يتطور إلى حد زيادة احتمالية ارتكاب الجرائم في المستقبل للمراهقين الذين يعانون من إجهاد مستمر ولا يتمتعون بالقدر الكافي من النوم، وذلك حسب أحدث دراسة تناولت هذا الموضوع ونشرت في نهاية شهر فبراير (شباط) من العام الحالي، التي أشارت إلى أن المراهق المتعب باستمرار ويعاني من قلة النوم يكون أكثر عرضة من غيره من الأقران لارتكاب الجرائم في البلوغ بعد ما يقترب عمره من عقد أو عقد ونصف العقد. وتصل النسبة إلى أربعة أضعاف المراهق العادي.
المراهق المتعب
وكان الباحثون من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة وجامعة يورك بالمملكة المتحدة قد أوضحوا في دراستهم أن المراهق المتعب (Tired teen) باستمرار يكون أكثر عرضة من غيره لانتهاج سلوك عدواني، ويتميز بأنه غير اجتماعي ويمارس أوزاراً مثل الكذب والغش والسرقة، والدخول دائماً في مشاجرات، وهو الأمر الذي ربما يتطور لاحقا إلى سلوك أكثر عدوانية، ويرتكب أعمالاً ضد القانون. وصرح الباحثون بأن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تناقش نوم الظهيرة وأثره على المراهق لاحقاً، ووجدت أن عدم نيل القسط الكافي من النوم بما فيه نوم الظهيرة ربما يتزامن مع ارتكاب الجرائم بعد ما يقترب من 14 عاما. ونشرت هذه الدراسات في مجلة «علم نفس الأطفال» (Journal of Child Psychology)، وأيضاً مجلة «الطب النفسي» (Psychiatry).
قام الباحثون بتجميع وتحليل بيانات سابقة مدتها 39 عاما تم إجراؤها لربط نقاط معينة في حياة الأفراد الذين ارتكبوا جرائم في أوقات محددة من حياتهم، وآثار الكثير من العوامل على المسلك العنيف الذي دفعهم لارتكاب الجرائم، ومنها بطبيعة الحال فترة المراهقة والطفولة، وإذا كان المراهق عانى في هذا الوقت من مشكلات سلوكية من عدمه، وهل تمتع بقسط كافٍ من الراحة والنوم من عدمه. وخلافاً للأبحاث السابقة التي ناقشت دوماً فترات النوم ركزت هذه الدراسة على فترات النهار ولأي مدى كان المراهق يشعر بالنعاس drowsy والرغبة في النوم أثناء النهار جراء عدم النوم.
سلوك عدواني
وتم إجراء الدراسة على 101 من المراهقين الذين يبلغون من العمر 15 عاماً من ثلاث مدارس ثانوية في شمال إنجلترا عند بداية ونهاية حصص المختبر التي في الأغلب تكون من الواحدة وحتى الثالثة ظهرا. وطلب من المراهقين المشاركين أن يقوموا بإعطاء أنفسهم درجات تبعاً لإحساسهم بالرغبة في النوم أو التيقظ بدرجات من 1 إلى 7. وكانت درجة رقم 1 تعني أن المراهق متيقظ جدا على غير المعتاد (unusually alert) و«7» يشعر بالنعاس تماما (sleepy)، وأيضاً قاموا بقياس الموجات العصبية في المخ، فضلاً عن مستوى العرق الذي يدل على درجة الانتباه لسماع نغمة معينة يتم تشغيلها من خلال سماعات الأذن وهو ما يمكن من خلاله قياس مدى الانتباه للمخ من عدمه. ثم قاموا بعد ذلك بتجميع بيانات عن السلوك العدواني لهؤلاء الطلاب، سواء من خلال الطلاب أنفسهم، أو من خلال المدرسين المتابعين لهؤلاء الطلاب لمدة 4 سنوات على الأقل.
وخلافا للعادة كانت التقارير من المدرسين بخصوص حالة الطلاب الاجتماعية وسلوكهم العدواني متطابقة مع شهادات الطلاب أنفسهم، حيث جرت العادة أن الطلاب في الأغلب ينكرون أن لهم سلوكاً عدوانياً، ومن هنا كانت ضرورة أن يشارك المدرسون في الدراسة خاصة أن الآباء في الكثير من الأحيان لا يكونون على دراية كاملة بسلوك أبنائهم العدواني خارج المنزل، وتكون لديهم صورة مخالفة للواقع.
وفي النهاية قام الباحثون بمتابعة هؤلاء المراهقين البالغ عددهم 101 طالب بعد بلوغهم 29 عاما، من خلال بيانات مكتب السجلات الجنائية المركزية بلندن، وتم الاستعلام عن جرائم العنف الكبرى كالاستيلاء على أشياء مملوكة للغير عن طريق العنف، وكانت نسبة الذين تمت إدانتهم في جرائم بالفعل من هؤلاء الطلاب تبلغ 17 في المائة في وقت معين من أوقات حياتهم.
وأيضاً بجانب هذه المعلومات الجنائية وجد الباحثون علاقة بين السجل الإجرامي والحالة الاجتماعية والاقتصادية لهؤلاء الطلاب في مراهقتهم، ورجح الباحثون أن احتمالية سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في المراهقة ربما تكون سبباً يؤدي إلى عدم النوم بشكل كافٍ، وبالتالي يشعر الطلاب بالنعاس أثناء اليوم الدراسي، ويؤدي ذلك إلى التراجع في وظائف المخ وعدم التركيز، وبالتالي تكون الجريمة نتيجة حتمية لمثل هذا السلوك. وأيضا أوضح الباحثون أن التراجع في قدرات المخ نتيجة للنعاس في حد ذاته يكون سببا للفشل والتفكير في الجريمة بشكل لاحق.
وشدد الباحثون على أن النعاس فقط لا يؤدي بالضرورة بالطالب إلى السلوك العدواني، ولا أن يتحول لاحقا إلى مجرم، ولكن يعتبر عاملا من عوامل زيادة الخطر من التعرض لاحتمالية العنف، كما أكد العلماء أن الكثير من المراهقين يتعرضون لمشاكل في النوم والأرق من دون أن يتعرضوا لمشاكل جنائية. وأوصت الدراسة بضرورة أن يتم الانتباه إلى موضوع النوم الكافي في علاج الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية وميول عدوانية، حيث يمكن أن يكون مجرد النوم علاجاً فعالاً خصوصا بشكل مبكر. وبطبيعة الحال فإن النوم الكافي لن يمنع من ارتكاب الجرائم، ولكنه يمكن أن يسهم بشكل ولو ضئيل في تفادي العنف.

• استشاري طب الأطفال



للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
TT

للوقاية من سرطان القولون... تجنب استخدام هذه الزيوت في طهي الطعام

زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)
زيوت البذور يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون (رويترز)

حذَّرت دراسة جديدة من أن زيوت البذور -وهي زيوت نباتية تستخدم في طهي الطعام، مثل زيوت عباد الشمس والذرة وفول الصويا- يمكن أن تتسبب في إصابة الأشخاص بسرطان القولون.

وحسب شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، فقد قام فريق الدراسة التابع لجامعة جنوب فلوريدا، ومعهد سرطان مستشفى تامبا العام، بتحليل 162 عينة ورم من مرضى سرطان القولون.

ووجد الباحثون أن الأورام تحتوي على «عدد زائد» من الجزيئات التي تسبب الالتهاب و«نقصاً» في الجزيئات المختصة بالشفاء.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور تيموثي ييتمان، أستاذ الجراحة في كلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا: «من المعروف أن المرضى الذين يتبعون أنظمة غذائية غير صحية يعانون من زيادة الالتهاب في أجسامهم. وتشمل هذه الأنظمة زيوت الطهي النباتية التي تستخدم على نطاق واسع».

وأضاف: «لقد وجدت دراستنا صلة كبيرة بين الالتهاب الذي قد تتسبب فيه هذه الزيوت، وبين ارتفاع خطر الإصابة بسرطان القولون. هذا السرطان يشبه الجرح المزمن الذي لن يلتئم مع نقص الجزيئات المختصة بالشفاء في الجسم. فإذا كان جسمك يعيش على هذه الزيوت يومياً، فإن قدرة هذا الجرح على الالتئام تقل بسبب الالتهاب، وقمع الجهاز المناعي الذي يسمح في النهاية للسرطان بالنمو».

وبالإضافة إلى «زيوت البذور المسببة للالتهابات»، أشار ييتمان أيضاً إلى أن هناك بعض الأطعمة التي قد تتسبب في هذا المرض، مثل السكريات المضافة، والدهون المشبعة، والأطعمة المصنعة.

وفي دراسات سابقة، وجد فريق الدراسة نفسه أن «النظام الغذائي غير المتوازن» يزيد أيضاً من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض ألزهايمر، والسكري.

وأوصى الباحثون بالابتعاد عن الزيوت النباتية والأطعمة غير الصحية، والانتقال إلى تلك الغنية بالألياف وأحماض «أوميغا 3» الدهنية، والفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة، وذلك لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون والخرف وكثير من الأمراض الأخرى.