تابع ليستر سيتي الإنجليزي مغامرته القارية، رغم أزمته المحلية، وبلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بفوزه على إشبيلية الإسباني 2/ صفر، بينما كرر يوفنتوس الإيطالي، وصيف نسخة 2015، فوزه على بورتو البرتغالي 1 - صفر.
وفي ظلّ تأخُّرِه 2 - 1 في مباراة الذهاب، الشهر الماضي، في إسبانيا، عندما كان أيضاً يتجه نحو الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، أعاد ليستر الزمن إلى وقتِ تألّقه في إحراز لقب الدوري الموسم الماضي، ووضعَه هدفا القائد ويس مورغان ومارك أولبرايتون في دور الثمانية، في مشاركته الأولى بمسابقة قارية.
في المقابل، تلقى إشبيلية، بطل مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) في المواسم الثلاثة الماضية، صدمة كبيرة، حيث بات الأول من رباعي إسبانيا بالبطولة يغادر المسابقة.
وكانت النقطة الفاصلة في تبدُّد آمال إشبيلية في الظهور لأول مرة في دور الثمانية لدوري الأبطال، حين طُرد لاعبه الفرنسي سمير نصري، قبل أن ينقذ كاسبر شمايكل حارس ليستر ركلة جزاء نفَّذها ستيفن نزونزي في الدقيقة 80.
يُذكَر أن الحارس الدنماركي، الذي كان والده بيتر الفائز سابقاً بدوري الأبطال يشاهده من مدرجات استاد كينغ باور الصاخب، قد تصدى أيضاً لركلة جزاء في لقاء الذهاب الذي كان بوسع إشبيلية أن يفوز فيه بنتيجة أكبر.
وقال شمايكل الذي تصدى أيضاً لفرصتين خطيرتين: «إنه إنجاز لا يُصدَّق للنادي. أنا فخور بزملائي اللاعبين وكل مَن بالنادي. كانت لدينا خطة والتزمنا بها وآتَتْ ثمارها بشكل مثالي».
وفاز ليستر الآن بالمباريات الثلاث التي خاضها منذ تولي كريغ شكسبير قيادة الفريق، بعد إقالة الإيطالي كلاوديو رانييري الذي قاده لإحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وأشاد شكسبير بفوز فريقه وقال: «يستطيع اللاعبون أن يفخروا بأنفسهم. وقف معنا الحظ في بعض الأوقات، لكن شخصية الفريق كانت واضحة. عندما احتجنا إلى كاسبر كان موجوداً».
في المقابل، صوَّبَت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس سهام انتقاداتها لسمير نصري، وحمّلته مسؤولية هزيمة إشبيلية والخروج من أول الأدوار الإقصائية.
وكان سمير نصري قد حصل على الإنذار الأول له في اللقاء، قبل أن يعتدي على مهاجم ليستر سيتي جيمي فاردي ويتلقى البطاقة الحمراء للمرة الثانية في تاريخه.
ووصفت صحيفة «أس» الإسبانية لاعب وسط الميدان الفرنسي بـ«المصارع»، كما مَنَحتْه درجة «صفر» في تقييمها للاعبي المباراة، وعلَّقت الصحيفة: «لقد قدم أداء سيئاً للغاية وحصل على طرد سخيف». وأضاف: «في هذه المباراة فريقه احتاج إليه بشكل أكبر من أي وقت مضى، ولكنه قدم أسوأ صورة».
وكانت صحيفة «ماركا» أكثر تعاطفاً مع نصري، ووجَّهَت لومها إلى فاردي، وأشارت إلى أنه تسبب في طرد اللاعب الفرنسي، وقالت: «نصري سقط في الفخ، فاردي قام باستفزازه وبالَغ في ردة فعله بعد ضربة الرأس (التي وجهها له الفرنسي)». ولكن تحت عنوان «كابوس في ليستر» كانت صحيفة «أس» أكثر قسوة على اللاعب الفرنسي ووصفته بـ«الطفل». وأضافت: «لقد أظهر الجانب الأسوأ له، هذا نصري، الذي لم يكن يرغب أحد في رؤيته. إنه المصارع الذي لم يلعب بشكل جيد ثم قام بشيء أحمق». وبعيداً عن ذلك، أشادت الصحف الإسبانية بليستر سيتي، الذي يعد ثامن الأندية الإنجليزية عبوراً إلى دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا في تاريخها، وتفوُّقه على إشبيلية بقيادة المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي.
بيد أن لاعبي إشبيلية يرون الأمر من زاوية مختلفة، حيث قال سيرخيو اسكوديرو: «لقد سنحت لنا فرص للفوز بالمباراة ولم نستغِلّها، كرة القدم لم تكن عادلة معنا، لقد كنا نستحق التأهل».
فيما قال لاعب وسط الميدان فيسينتي ابورا والدموع تملأ عينيه: «لم نلعب المباراة التي كنا نودّ أن نلعبها، الآن علينا أن ننهض بأنفسنا، وأن نقدم أفضل ما لدينا في الدوري». وأعرب سامباولي مدرب إشبيلية عن أسفه لخروج فريقه من البطولة، مؤكداً أن لاعبيه كانوا يستحقون الأفضل، وقال: «هناك تفاصيل كانت حاسمة، كنا نمتلك فرصة التعادل في الشوط الثاني، كنا نرغب في التأهل، فريقنا كان الأفضل».
وأضاف: «لقد أضعنا ركلات الجزاء الست الأخيرة التي احتُسِبت لصالحنا من خلال لاعبين مختلفين، الفريق كان يستحق، نظراً للمجهود الذي بذله، الاستمرارَ في الصراع على التأهُّل. لم نحصل على شيء مما كنا نصبو إليه، شمايكل (حارس ليستر) كان حاسماً».
وابتعد سامباولي في حديثه عن البحث عن أعذار وتبريرات للهزيمة، لكنه أكد في الوقت ذاته أن افتقاد فريقه المهاجِم «الحاسم» كان مؤثراً للغاية. وتابع: «لقد خضنا هذه المباراة ونحن مثقلون بكثير من المباريات، لكنَّ الفريق كانت لديه إمكانية السيطرة على الأمور وافتقدنا عنصرَ الحسم».
وتعرض سامباولي للطرد في مباراة أيضاً، وللمرة الثانية في النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أوروبا. وحول ذلك علق قائلاً: «أجهل السبب، لقد تم فهم الأمور بشكل خاطئ»، في إشارة إلى قرار الحكم بطرده.
وفي المباراة الثانية على ملعب «يوفنتوس ستاديوم»، وأمام 40 ألف متفرج، كرَّر صاحب الأرض تفوقه على بورتو بالانتصار 1/ صفر، بعد أن سبق أن فاز ذهاباً على أرض بورتو 2 - صفر، فبلغ ربع النهائي للمرة الثالثة في آخر 5 محاولات.
وسجَّل الأرجنتيني باولو ديبالا هدف يوفنتوس من ركلة جزاء بعد طرد لاعب بورتو الأوروغواياني ماكسيميليانو بيريرا في نهاية الشوط الأول.
ويتابع فريق المدرب ماسيميليانو أليغري مشواره الناجح على ثلاث جبهات، إذ يبدو في طريقه لإحراز لقب الدوري الإيطالي مرة سادسة على التوالي، واقترب أيضاً من نهائي كأس إيطاليا، بعدما تغلب في ذهاب نصف النهائي على نابولي 3 - 1.
وكان يوفنتوس تُوِّج بلقب كأس الكؤوس الأوروبية 1984 على حساب بورتو بالذات 2 - 1.
ويبحث يوفنتوس عن اللقب القاري الأبرز للمرة الأولى بعد غياب 21 عاماً، عندما تُوِّج للمرة الثانية في تاريخه على حساب أياكس الهولندي (المرة الأولى عام 1985 أمام ليفربول الإنجليزي)، فيما فشل بورتو المتوَّج عامي 1987 و2004، في متابعة مشواره نحو دور الثمانية.
وأعرب أليغري عن رضاه بعد الفوز، وقال: «هدفنا في بداية الموسم كان الوصول إلى دور الثمانية على أقل تقدير وهذا هو ما حققناه».
وأضاف: «الآن سننتظر ما ستسفر عنه القرعة، سيتعين علينا أن نواجه فرقاً كبرى».
ومن جانبه، أبدى نونو اسبريتو سانتو، المدير الفني لبورتو، أسفه لخروج فريقه، وقال: «البطاقة الحمراء كانت حاسمة، كما كان الحال في مباراة الذهاب أيضاً، ستظل الشكوك تراودنا دائماً بأننا كنا قادرين على التأهل إذا لعبنا دون نقص خلال المباراتين».
وأعرب حارس يوفنتوس جيانلويجي بوفون عن أمنيته في تجنب ليستر عندما تُجرى قرعة دور الثمانية غداً. وانضم كل من يوفنتوس وليستر إلى برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ بدور الثمانية، وفي انتظار فريقين آخرين من مباريات الجولة الأخيرة بثمن النهائي. وقال بوفون: «مَن الفريق الذي أفضِّل عدم مواجهته؟ ليستر... لأنه فريق خطير ومتحمس ويستطيع التسبب في متاعب للمنافس الذي يأخذ بزمام المبادرة».
لكن زميله المهاجم باولو ديبالا، الذي سجَّل هدف الفوز ضد بورتو من ركلة الجزاء، فأشار إلى أنه يرغب في مواجهة جديدة ضد برشلونة. وقال: «في ظل التشكيلة التي نملكها، لا يمكن ألا نفكر في التأهُّل للنهائي. سأختار برشلونة للثأر مما حدث قبل عامين»، في إشارة لهزيمة يوفنتوس 3 - 1 في النهائي عام 2015.
مغامرة ليستر مستمرة في دوري الأبطال ويوفنتوس يخشى مواجهته
الصحافة الإسبانية تشن هجوماً شرساً على نصري وتتهمه بالتسبب في خروج إشبيلية من دور الـ16
مغامرة ليستر مستمرة في دوري الأبطال ويوفنتوس يخشى مواجهته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة