أدلة جديدة بشأن وفاة جين أوستين الغامضة

تشير إلى ضعف إبصار الكاتبة البريطانية وتثير تساؤلات

الكاتبة البريطانية جين أوستين
الكاتبة البريطانية جين أوستين
TT

أدلة جديدة بشأن وفاة جين أوستين الغامضة

الكاتبة البريطانية جين أوستين
الكاتبة البريطانية جين أوستين

ذكرت المكتبة البريطانية أنه تم العثور على عدة نظارات في المكتب الذي كانت تستخدمه جين أوستين، وهو ما قد يكشف عن سبب وفاة واحدة من أحبّ مؤلفي العالم في عمر مبكر.
توفيت الروائية جين أوستين في 18 يوليو (تموز) 1817 وهي في الواحدة والأربعين من العمر. يتسم الجزء الأكبر من السيرة الطبية لأوستين بالغموض، حيث لا يزال سبب وفاتها لغزاً غامضاً. وقد قام المؤرخون على مدى القرنين التاليين لوفاتها بفحص الأدلة الواهية المتوافرة. وقد كانت أوستين تشكو في خطاباتها الأخيرة من هجمات صفراوية، وآلام في الوجه، وحمى. وقد وجّه الخبراء في جين أوستين أصابع الاتهام إلى عدة أسباب محتملة للوفاة مثل سرطان المعدة، أو داء هودغكين، أو اضطراب في الغدة الكظرية يعرف باسم داء أديسون.
وطرح مقال نشر يوم الخميس على الموقع الإلكتروني للمكتبة القومية البريطانية نظرية درامية الطابع، تساؤلا عما إذا كان السمّ لا السرطان أو الغدد المضطربة هو سبب وفاة مؤلفة رواية «العقل والعاطفة»؟ إذا كان ذلك صحيحاً، فلا يمكن تحميل المسؤولية لخطة خبيثة، أو لقاتل شاب، حيث من المرجح أن يكون السبب هو تلوث المياه، أو اختلاط العقاقير الطبية، بحسب ما تشير المكتبة؛ وهذا بفرض أن هذا هو سبب وفاة أوستين. وقد تم التشكيك في هذا الزعم منذ يوم الخميس، وهو يوم نشر المكتبة لمقال على موقعها الإلكتروني يربط بين إصابتها بالمياه البيضاء والزرنيخ.
وقد استند استنتاج المكتبة إلى النظارات، ففي عام 1999، تبرعت جوان أوستين ليغ، ابنة شقيقة الكاتبة، بمكتب كان ملكاً لأوستين. واكتشفت المكتبة أن المكتب كان يحتوي على ثلاث نظارات، اثنتان ذواتا إطار مصنوع من عظام السلاحف، وواحدة ذات إطار مصنوع من السلك. وقد فحصت المكتبة البريطانية النظارات مؤخراً، واكتشفت أن العدسات كانت محدبة، مما يشير إلى أن الكاتبة كان لديها طول نظر.
إذا كانت النظارات خاصة بأوستين حقاً، فهذا يعني أنها كانت تعاني من ضعف شديد في الإبصار. كانت درجة قوة النظارات متباينة؛ فقد كانت إحدى النظارتين المصنوعتين من عظام السلحفاة طبقاً لتحليل المكتبة البريطانية قوية بدرجة ما. لذا ربما يكون لدى درجة تباين قوة النظارات رواية لتخبرنا بها.
تساءلت ساندرا توبين، أمينة في المكتبة، في المقال: «هل من الممكن أنها قد أصبحت بحاجة تدريجياً إلى نظارات للقراءة تزايدت درجة قوتها بسبب مشكلة صحية خطيرة؟ قد يدعم تباين درجة قوة النظارات التي لدى المكتبة البريطانية النظرية القائلة بأن أوستين كانت تعاني من تسمم الزرنيخ وإن كان ذلك بالمصادفة».
لم يكن هذا هو الدليل الوحيد الذي يشير إلى تسمم الزرنيخ بحسب ما ذكر المقال؛ فقد كانت أوستين تشكو من تغير لون بشرتها، حيث كان يظهر عليها اللون الأسود، والأبيض، فضلا عن ألوان أخرى كما كتبت يوماً ما. وقد يكون ذلك من أعراض تراكم الزرنيخ في جسدها. ولم يكن أحد يسمع في بدايات القرن التاسع عشر عن تسمم الزرنيخ غير المقصود. صرحت ليندسي أشفورد، كاتبة روايات الجريمة، وواحدة من أوائل من دعموا نظرية الزرنيخ، لصحيفة «الغارديان» عام 2011 قائلة: «أعتقد أنه من المرجح أنها كانت تتناول عقاراً طبياً يحتوي على الزرنيخ. وعندما ينظر المرء في قائمة الأعراض، ويقارن بينها وبين أعراض الزرنيخ، سيجد تشابهاً مذهلاً».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.