الأردن يحاكم 5 متطرفين سوريين استهدفوا الجيش

جندي أردني بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين عند نقطة الحدود الأردنية السورية شمال شرقي الأردن (إ.ب.أ)
جندي أردني بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين عند نقطة الحدود الأردنية السورية شمال شرقي الأردن (إ.ب.أ)
TT

الأردن يحاكم 5 متطرفين سوريين استهدفوا الجيش

جندي أردني بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين عند نقطة الحدود الأردنية السورية شمال شرقي الأردن (إ.ب.أ)
جندي أردني بالقرب من مخيم الركبان للاجئين السوريين عند نقطة الحدود الأردنية السورية شمال شرقي الأردن (إ.ب.أ)

بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية اليوم (الأربعاء)، محاكمة خمسة سوريين قالت إنّهم ينتمون إلى تنظيم «داعش»، على خلفية هجوم الركبان الصيف الماضي قرب الحدود مع سوريا، مما أدى إلى مقتل سبعة عسكريين أردنيين.
وأفاد مصدر قضائي بأنّ «المتهمين الخمسة وجميعهم سوريون تتراوح أعمارهم بين 20 و26 عامًا مثلوا الأربعاء أمام المحكمة ونفوا التهم الموجهة لهم».
ووجهت لهؤلاء عدة تهم بينها: «القيام بأعمال إرهابية بمواد متفجرة أفضت إلى موت (...) استخدام مواد متفجرة أدّت إلى هدم بناء كان فيه أكثر من شخص».
ووفقاً للائحة الاتهام فإنّ «أحمد المعشي البدور (20 سنة) وفادي رشيد العمور (21 سنة) ونجم عبد الله العمور (21 سنة) وأحمد هلال العلي (23 سنة) وخليف فندي الغياث (26 سنة)» سوريون يقطنون مخيم الركبان على الحدود مع سوريا.
وحسب اللائحة، التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منها، فإنّ نجم العمور من عناصر «داعش» أرسل إلى مخيم الركبان في فبراير (شباط) 2016، ليعمل على تنفيذ «عمليات إرهابية في الداخل الأردني ضد قوات حرس الحدود المقابلة لفتحة المخيم».
وأضافت اللائحة «تمكن نجم العمور من تجنيد المتهمين (...) لتصوير المنطقة وجمع معلومات عن الجيش الأردني وأماكن وجود أفراده والوقت المناسب لتنفيذ عملية تفجير داخل السرية الأردنية». مشيرة إلى أن نجم العمور كان يرسل الصور إلى تنظيم داعش في الرقة ويتلقى تعليمات وتمويلاً من شخص يدعى «أبو محمد المهاجر وينقل الأوامر لباقي المتهمين ويمولهم. كما أكدت أنّه بعد اكتمال جمع المعلومات أرسل أبو محمد المهاجر «شاحنة هايلوكس بيضاء مصفحة ومجهزة بالمواد المتفجرة يقودها منفذ العملية المدعو أبو ماجد التونسي» الذي اجتمع بالعمور ليرشده إلى الموقع قبل الهجوم.
وأدّى هجوم بسيارة مفخخة على موقع عسكري أردني في منطقة الركبان يقدم خدمات لنحو 60 ألف سوري عالقين في المنطقة المحايدة، إلى مقتل سبعة عسكريين وإصابة 13 جريحًا في 21 يونيو (حزيران) الماضي.
وأعلن الجيش مباشرة عقب الهجوم، الذي تبناه تنظيم داعش، أنّ حدود المملكة مع سوريا ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».