تفهم أميركي لمطالب الفلسطينيين وتوجّه نحو صفقة لتجميد الاستيطان

غرينبلات التقى عباس وقال لنتنياهو إن ترمب يريد إنهاء الصراع بنجاح

عباس و غرينبلات خلال محادثاتهما في رام الله أمس (أ.ف.ب)
عباس و غرينبلات خلال محادثاتهما في رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

تفهم أميركي لمطالب الفلسطينيين وتوجّه نحو صفقة لتجميد الاستيطان

عباس و غرينبلات خلال محادثاتهما في رام الله أمس (أ.ف.ب)
عباس و غرينبلات خلال محادثاتهما في رام الله أمس (أ.ف.ب)

قالت مصادر فلسطينية إن لقاء الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مبعوث الرئيس الأميركي، جيسون غرينبلات، كان مهما للغاية، ويؤسس من أجل إطلاق عملية سلام جديدة.
وأضافت المصادر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللقاء بحث مواضيع متعددة من بينها كيفية العودة إلى طاولة المفاوضات والأجواء المطلوبة لذلك».
وبحسب المصادر، فقد أوضح عباس للمبعوث الأميركي ما المطلوب من أجل ذلك، بما يشمل ضرورة وقف الاستيطان من أجل العودة إلى المفاوضات على أساس دولتين، فلسطينية على حدود 67 وإسرائيلية.
وقالت المصادر إن ثمة تفهما أميركيا للمطالب الفلسطينية.
ويفترض أن يعود غرينبلات إلى واشنطن من أجل ترتيب عرض مقنع للفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال غرينبلات نفسه بعد لقائه عباس، إنه بحث مع رئيس السلطة في رام الله، سبل دفع عملية السلام قدما، ووقف التحريض ضد إسرائيل، وتعزيز قوات الأمن الفلسطينية.
وكان المبعوث الأميركي، قد اجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، واستمر اللقاء إلى ما بعد منتصف الليل واستغرق أكثر من خمس ساعات. وقد رأى المراقبون في هذه الإطالة، دليلا على بحث معمق وجدي في القضايا المطروحة. ومما تسرب، يظهر أن إدارة الرئيس دونالد ترمب، تنوي إجراء محاولة جدية لاستئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، مع الاستعداد لقبول أفكار جديدة من الطرفين. وقد نبه غرينبلات مستضيفه الإسرائيلي، قائلا إن الرئيس ترمب غير معني بفتح هذا الملف بلا هدف أو بغرض مواصلة إدارة الصراع، إنما يريد أن ينهي الملف بنجاح، وسيشجع كل مبادرة لتحسين الثقة، خصوصا إذا كانت تنطوي على رفع مستويات حياة الناس المعيشية.
وجاء من ديوان نتنياهو، أنه ناقش مع غرينبلات مسألة البناء في المستوطنات «على أمل التوصل إلى صيغة تقود إلى هدف دفع السلام والأمن»، لكنه لم يذكر ما إذا حدث تقدم في حل الخلاف القائم بين الأطراف في هذا الموضوع. وقال غرينبلات في نهاية اللقاء، إنه كان لقاء إيجابيا وجيدا، وإنه يقدر التزام نتنياهو بالشراكة مع الولايات المتحدة.
وكان قد شارك في اللقاء السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون دريمر، الذي كانت إدارة الرئيس باراك أوباما تقاطعه، وقد كلفه نتنياهو بملف الاستيطان. وتحدثت بعض التسريبات عن طلب نتنياهو في اللقاء، أن يتاح له بناء مستوطنة جديدة للمستعمرين الذين تم إخلاؤهم من عمونة، وتوسيع إضافي للمستوطنات القائمة، لكن غرينبلات تحفظ على ذلك في هذه المرحلة.
وجاء من ديوان رئيس الحكومة بعد اللقاء أن نتنياهو وغرينبلات «عادا وأكدا التزام إسرائيل والولايات المتحدة المشترك لدفع السلام الحقيقي والمستدام بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي سيعزز أمن إسرائيل والاستقرار في المنطقة». وقال نتنياهو لغرينبلات، إنه «يؤمن بإمكانية دفع السلام بين إسرائيل وجاراتها، بما في ذلك الفلسطينيون، في ظل إدارة ترمب، وإنه يتوقع العمل بشكل وثيق مع الرئيس ترمب من أجل تحقيق هذا الهدف». كما جاء من ديوان رئيس الحكومة، أن المبعوث الأميركي أكد خلال اللقاء، التزام الرئيس ترمب بأمن إسرائيل وبذل جهود لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على التوصل إلى سلام مستدام عبر المفاوضات المباشرة.
وقال نتنياهو لغرينبلات: «آمل في أن نتمكن من تحقيق بعض الأمور الجيدة سويا». ورد غرينبلات على ذلك: «آمل في أن نقوم بأمور عظيمة».
وقالت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي حتوبيلي إن «إسرائيل تجري مفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن قضية البناء في المستوطنات... لكن لم يتم تجميد هذه الأعمال».
ويسعى الأميركيون، بحسب مصادر إسرائيلية، إلى صفقة تشمل وقف الاستيطان، وإلغاء نقل السفارة إلى القدس، مقابل العودة إلى المفاوضات.
وقال مصدر إسرائيلي - بحسب وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة - إن صفقة ترمب ستشمل تجميدا واسعا للبناء في الاستيطان، إضافة للامتناع عن نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، مقابل إطلاق مفاوضات مباشرة. وأضاف المصدر، أنه من المتوقع أن يجتمع مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون وأميركيون قريبا، في الأردن، لوضع خطة عمل من أجل المفاوضات.
وتريد السلطة من أجل العودة إلى المفاوضات، تحقيق مطالب محددة إلى جانب وقف الاستيطان، مثل إطلاق سراح دفعة من الأسرى القدامى، كان متفقا بشأنها سابقا، وأن تبدأ المفاوضات، هذه المرة، بقضية ترسيم حدود 67، بعد تعهد إسرائيلي وأميركي بحق الفلسطينيين في دولة ضمن هذه الحدود، وأن يتم تحديد سقف زمني لإنهاء المفاوضات.
وبقي غرينبلات في المنطقة، وعلى جدول أعماله كذلك، لقاء قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، ورجال أعمال فلسطينيين، وزيارة مخيم فلسطيني للاجئين، قرب رام الله.



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».