الحكومة اليمنية تؤمن سلامة القضاة وتفعل عمل المحاكم في المناطق المحررة

قانوني: الخطوة إيجابية وننتظر إنشاء محكمة عليا في العاصمة المؤقتة

رئيس الوزراء اليمني بن دغر أثناء لقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى
رئيس الوزراء اليمني بن دغر أثناء لقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى
TT

الحكومة اليمنية تؤمن سلامة القضاة وتفعل عمل المحاكم في المناطق المحررة

رئيس الوزراء اليمني بن دغر أثناء لقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى
رئيس الوزراء اليمني بن دغر أثناء لقائه رئيس مجلس القضاء الأعلى

أكد الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الوزراء اليمني أن الحكومة اتخذت كافة الاحتياطات لسلامة وأمن القضاة والمحاكم في جميع المناطق المحررة سعياً لعودة العمل فيها بوتيرة متسارعة.
وأوضح بن دغر خلال لقائه يوم أمس الدكتور علي ناصر سالم رئيس مجلس القضاء الأعلى أن الحكومة مستعدة لحل وتذليل كافة الصعوبات أمام القضاة لممارسة أعمالهم في أجواء طبيعية وآمنة.
ونافش رئيس آلية عودة العمل في جميع المحاكم والنيابات العامة في مختلف المحافظات المحررة، مشدداً على سرعة البت في قضايا المواطنين وإنجاز معاملاتهم واستقبال قضاياهم، وأن العدل هو أساس الدولة المنصفة التي ينشدها أبناء اليمن.
وشدد الدكتور بن دغر على تحلي القضاة ووكلاء النيابات بالنزاهة والأمانة وحل قضايا المواطنين بإنصاف وتجرد لتعزيز ثقة المواطن بالقانون.
من جانبه، قدم رئيس مجلس القضاء تقريراً حول سير عمل المحاكم والنيابات العامة في مدينة عدن وباقي المحافظات والعوائق التي تقف أمام سير أداء وعمل القضاة.
وتعليقاً على ذلك، أشار الدكتور فهد حبتور أستاذ القانون الجنائي في جامعة عدن إلى أن تفعيل عمل المحاكم والنيابات العامة في المناطق المحررة خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح من أجل قطع الطريق على الانقلابيين وتطبيع حياة المواطنين.
ولفت حبتور في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن تذليل الصعوبات أمام القضاة وتوفير البيئة الآمنة لممارسة مهامهم من شأنه أن ينجز الكثير من الدعاوى والشكاوى المرفوعة وينشر الطمأنينة لدى المواطنين.
وطالب أستاذ القانون الجنائي بجامعة عدن بسرعة إنشاء محكمة عليا في العاصمة المؤقتة عدن للفصل في الطعون المرفوعة إليها والعمل على فتح مزيد من المحاكم والنيابات في المحافظات المحررة.
وقال: «عدن تعد العاصمة المؤقتة وبالتالي السلطة لا بد أن تمارس أعمالها منها كما حدث مع نقل البنك المركزي اليمني وأعمال مجلس النواب»، مبيناً أن تسارع الخطوات التي تقوم بها الحكومة الشرعية يشل حركة حكومة الانقلابيين ويفقدهم توازنهم. وأضاف: «من حق الرئيس هادي نقل الحكومة ومجلس النواب وإنشاء محكمة عليا وممارسة كافة السلطات في العاصمة المؤقتة». وشدد حبتور على أنه «من دون محكمة عليا لا يستطيع القضاء القيام بواجبه، فالكثير من القضايا يجب خضوعها للرقابة الفضائية، أي لرقابة المحكمة العليا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.