تدهور الوضع الإنساني في الريف الشرقي للرقة وقصف بالبراميل على جبهة درعا

دخول مئات الآليات والمستشارين العسكريين تحضيراً للمعركة

تدهور الوضع الإنساني في الريف الشرقي للرقة وقصف بالبراميل على جبهة درعا
TT

تدهور الوضع الإنساني في الريف الشرقي للرقة وقصف بالبراميل على جبهة درعا

تدهور الوضع الإنساني في الريف الشرقي للرقة وقصف بالبراميل على جبهة درعا

تضاعفت المخاوف في ريف الرقة الشرقي حول مصير مدنيين في القرى المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش، على ضوء تفاقم الوضع الإنساني، في ظل معارك واسعة بين التنظيم و«قوات سوريا الديمقراطية» التي أنتجت حركة نزوح جديدة، شهدتها قرى جديدة خابور والسامرة بريف الرقة الشرقي، بحسب ما أفاد به مرصد «الرقة تُذبح بصمت». هذا في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة المعارك في الجنوب على جبهة درعا، وقصف بالبراميل المتفجرة.
وتواصلت الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، على محاور عند الضفاف الشمالية لنهر الفرات في ريف الرقة الشرقي، حيث تتركز الاشتباكات في محيط قرية خس عجيل التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية، وذلك نتيجة هجوم معاكس نفذته عناصر من التنظيم في محاولة لاسترداد السيطرة على القرية.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» باندلاع اشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية مدعومة بطائرات التحالف الدولي من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، على محاور في الريف الشرقي لمدينة الرقة، حيث تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على قريتين، وذلك ضمن عمليات التقدم أكثر نحو مدينة الرقة وتقليص مناطق سيطرة التنظيم في ريف الرقة المحاصر، وترافقت الاشتباكات مع ضربات متبادلة بين طرفي القتال، وقصف لطائرات التحالف الدولي على مناطق الاشتباك.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على 5 قرى، من بينها قرية المطب، بعد مغادرة عشرات العائلات غير السورية من قيادات التنظيم، مدينة الرقة. وتزامنت مع تحضيرات من قبل قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمعركة الرقة الكبرى، حيث استقدمت قوات سوريا الديمقراطية تعزيزات من مقاتلين وآليات، بالتزامن مع إدخال التحالف الدولي لمئات الآليات العسكرية مصحوبة بعتاد وذخيرة ومستشارين عسكريين، والعشرات من الجنود في القوات الخاصة الأميركية، للمشاركة في هذه المعركة. وفيما تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على قرية المطب، تجددت حركة النزوح من قرى ريف الرقة الشرقي، بحسب ما أفاد مرصد «الرقة تذبح بصمت».
بالموازاة، ذكر «المرصد السوري» أنه ساد تخوف حول مصير مواطنين في القرى المتبقية تحت سيطرة تنظيم داعش، وحصل المرصد على معلومات من مصادر أهلية أكدت أن الوضع الإنساني يسوء يوماً بعد آخر، نتيجة لوقوع المدنيين من أهالي القرى المتبقية تحت سيطرة التنظيم في ريف الرقة الشرقي في كماشة، فكَّاها العمليات العسكرية المستمرة وعمليات احتجاز المدنيين، كما أكد الأهالي للمرصد أنهم باتوا بين سندان احتجازهم من قبل التنظيم ومنعهم من النزوح، ومطرقة القصف من قبل طائرات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، كما جرى تدمير خزانات مياه رئيسية في قرية بشرق مدينة الرقة.
ونقل المرصد عن مصادر أهلية قولها إن تدمير الخزان جاء بسبب ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على الخزان في القرية، كما يخشى الأهالي من قصف التحالف، ومن تسبب الأخير في قتل وجرح مدنيين، بذريعة وجود تنظيم داعش في القرية. في غضون ذلك، ذكرت شبكة «شام» أن طيران التحالف الدولي استهدف ليل السبت – الأحد، مدرسة تأوي نازحين مدنيين قادمين من بلدات ريف حلب الشرقي، في منطقة الكسرة والبحوث العلمية جنوب مدينة الرقة، ما أدى لحدوث مجزرة راح ضحيتها أكثر من 17 شخصاً وسقوط عشرات الجرحى.
وفي مقابل تصاعد العمليات العسكرية في الرقة، ساد الهدوء منطقة العريمة في غرب مدينة منبج وشرق مدينة الباب، بالريف الشمالي الشرقي لحلب، بعد دخول قوات من حرس الحدود التابع للنظام، ودخول قوات روسية إلى بلدة العريمة والقرى الواقعة على نقاط التماس بين مناطق سيطرة مجلس منبج العسكري، وبين مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل عملية «درع الفرات»، لليوم الثالث. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن انتشار القوات الروسية وعناصر حرس الحدود، جرى في قرى جب حمرا والبوغاز وخالدة وكورهيوك في الريفين الغربي والجنوبي الغربي للعريمة، بالتزامن مع انتشار آليات تحمل الأعلام السورية المعترف بها دولياً والتي يستخدمها النظام، وذلك في قرى بريف بلدة العريمة، متاخمة للريف الشرقي لمدينة الباب.
وبموازاة ذلك، تصاعدت وتيرة المعارك في الجنوب على جبهة درعا البلد، حيث قصفت الطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة مناطق في بلدة الجيزة، بريف درعا. وتواصلت المعارك العنيفة في حي المنشية بمدينة درعا، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور حي المنشية بمدينة درعا. وترافقت مع تفجير عنيف هز منطقة المنشية ناجم عن تفجير عربة مفخخة من قبل هيئة تحرير الشام، كما تزامن الاشتباك مع تنفيذ الطائرات الحربية والمروحية عشرات الغارات على مناطق الاشتباك.
ونفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في أحياء درعا البلد بمدينة درعا، ترافقت مع إلقاء الطيران المروحي براميل متفجرة مستهدفة مناطق في درعا البلد. في المقابل، قتل شخص وسقط عدد من الجرحى جراء سقوط عدة قذائف هاون على مناطق في حي السحاري الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة درعا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.