توقعات بأن يكون رئيس الحكومة العراقية المقبل مرشح تسوية يتوافق عليه الجميع

تفاؤل بعض رؤساء الكتل بـ«فوز كبير» لا يتناسب مع الواقع

توقعات بأن يكون رئيس الحكومة العراقية المقبل مرشح تسوية يتوافق عليه الجميع
TT

توقعات بأن يكون رئيس الحكومة العراقية المقبل مرشح تسوية يتوافق عليه الجميع

توقعات بأن يكون رئيس الحكومة العراقية المقبل مرشح تسوية يتوافق عليه الجميع

سوق التوقعات بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية ترفع من سقف كتلة وتخفض من سقف أخرى، والتوقعات مضطربة تماما مثل الأنواء الجوية ببغداد حيث ارتفاع درجات الحرارة لم يمنع حدوث عواصف رعدية وهطول أمطار مثلما حدث فجر أول من أمس.

بسؤال رئيس أي كتلة انتخابية عما يتوقعه من نتائج فإنه يتفاءل بالفوز الكبير ويعطي أرقاما تتناسب مع طموحاته أولا ومع وعود الناخبين وحجم الدعايات الانتخابية المحمومة في شاشات القنوات الفضائية التي حققت بالتأكيد أرباحا كبيرة في هذا الموسم الساخن. لكن هذه التوقعات بالتأكيد لا تتناسب مع الواقع، و«الواقع لا تقرره أصوات الناخبين فقط بل حجم التزوير الذي سيحدث في النتائج»، مثلما يؤكد أحد المرشحين.

«الشرق الأوسط» استطلعت آراء بعض المرشحين وتوقعاتهم حول ما ستتمخض عنه الانتخابات من نتائج حسب قراءتهم للواقع الميداني. السياسي عزت الشابندر، عضو ائتلاف (أوفياء للوطن) يتوقع أن «يحصل ائتلاف دولة القانون على 70 مقعدا في البرلمان المقبل»، مستدركا «لكن هذا لن يمكن السيد نوري المالكي، رئيس الائتلاف، من تشكيل الحكومة المقبلة، إذ سيحتاج إلى التحالف مع كتل أخرى تدعمه لتشكيل الحكومة».

وعما إذا سيتمكن المالكي من البقاء رئيسا للحكومة في ولاية ثالثة، قال الشابندر «لا لن يبقى لولاية ثالثة فحلفاؤه في الأمس، وأعني التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي بقيادة عمار الحكيم، لن يرضوا ببقائه رئيسا للوزراء»، مبررا ذلك بـ«كون المالكي لن يبقي في ممارساته أي حليف قريب منه وخسر من دعمه من الشيعة أولا ومن ثم السنة والأكراد».

ويستبعد الشابندر أن «يجتمع المتحالفون الجدد، ويعني دولة القانون والتيار الصدري والمجلس الأعلى، على مرشح آخر من داخل هذه الكتل، إذ سيرشح كل من الحكيم والصدر مرشحيهما، وسيلجأ المالكي إلى ترشيح شخص آخر من كتلته في حالة مواجهته لموقف صلب من حلفائه بعدم بقائه لولاية ثالثة، وهذا لن يحدث بسهولة، فهو متمسك ببقائه في السلطة، وحتى في هذه الحالة استبعد وصولهم إلى نتيجة موفقة، مما يعني أنهم سيبحثون عن مرشح توافقي من خارج هذه الكتل، سيكون بالتأكيد شيعيا ومقبولا من قبل الشيعة والسنة والأكراد».

المهندس فاضل الدباس، رئيس (ائتلاف العراق)، الذي التقته «الشرق الأوسط» بغداد خلال تجمع انتخابي لكتلته التي تضم رجال أعمال واقتصاديين، يتوقع حصول كتلته على ما بين 25 إلى 30 مقعدا في البرلمان المقبل، ويقول: «قد يزيد هذا العدد بحسب توجهات الناخبين الذين يؤمنون ببرنامجنا الانتخابي الوطني، كما أن ائتلافنا يضم مرشحين من جميع الأديان والقوميات العراقية وغالبيتهم من حملة الشهادات العليا»، مشيرا إلى أن «برنامجنا يقدم حلولا أمنية وحياتية قائمة على فكرة أن تطوير الوضع الاقتصادي هو الحل من خلال إيجاد فرص عمل للعاطلين وأن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب بناء على خبراته العلمية والعملية والأهم من هذا إيمانه بالوطن وانتمائه للعراق والعراقيين».

وحول الولاية الثالثة للمالكي، يوضح الدباس أن «من يختاره الشعب العراقي وممثلوه في البرلمان ومن تتوافق عليه الكتل ونجد بأنه يتمتع بروح وطنية وأن برنامجه قائم على بناء دولة مدنية بعيدا عن التفرقة الطائفية والدينية والقومية سيكون هو مرشحنا لرئاسة الحكومة».

من جهتها، تتوقع مريم الريس، المرشحة عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، أن «يحصل ائتلافنا على الأغلبية الكبيرة من الأصوات، وهذا سيمكننا من التحالف مع كتل أخرى في التحالف الوطني لتشكيل حكومة الأغلبية وليست حكومة الشراكة الوطنية»، مشيرة إلى أن «حكومة الشراكة الوطنية تعثرت بمهامها بسبب المناكفات السياسية بين الكتل، إذ لم يختر رئيس الوزراء فريق حكومته مثلما هو يريد بينما سيتمكن رئيس أي حكومة أغلبية سياسية من اختيار فريقه المنسجم». وتتوقع الريس أن تحصل هي شخصيا على «أصوات تمكنها من الوصول إلى البرلمان العراقي وأن رئيس الحكومة المالكي سيتمكن من تشكيل الحكومة والبقاء لولاية ثالثة».

المرشح ضياء الموسوي ينتصر لكتلته الانتخابية (ائتلاف العراق) ويقول: «اعتمادا على استطلاعات رأي قامت بها منظمات المجتمع المدني فإننا قد نحصل على أكثر من 30 مقعدا في البرلمان المقبل كون برنامجنا الانتخابي وطنيا وواضحا للناخبين»، مشيرا إلى أن «العملية الانتخابية يجب أن تجري أجواء بعيدة عن التخويف أو الضغوط وعن استخدام الشعارات المذهبية أو الدينية أو القومية». وقال: «لا نريد من الناخبين العراقيين أن ينتخبوا حسب انتماءاتهم الدينية أو المذهبية أو القومية بل انتخاب من يجدونه أهلا لخدمتهم وخدمة العراق والحرص على الوحدة الوطنية وحفظ وحدة العراق».

وتشير المرشحة ميسون الدملوجي عن ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، إلى أن «ائتلافنا سيحقق نتائج كبيرة ربما مقاربة لما حققه ائتلاف العراقية الذي تزعمه علاوي في الانتخابات الماضية». وشددت على «تمسك ائتلافنا هذه المرة بحقوق الناخبين الذين سيمنحونه أصواتهم إيمانا ببرنامجه الوطني الهادف إلى بناء دولة المؤسسات المدنية وتسخير الطاقات البشرية والثقافية والاقتصادية والعسكرية لخدمة العراق وتقدمه». وتجزم الدملوجي بعدم «بقاء المالكي لولاية ثالثة».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.