اعتقال شخصين يشتبه في انتمائهم لـ«داعش» وتخطيطهما لعمليات إرهابية في الدار البيضاء

محكمة سلا تصدر أحكاماً ضد خلية ضمنها فرنسي

اعتقال شخصين يشتبه في انتمائهم لـ«داعش» وتخطيطهما لعمليات إرهابية في الدار البيضاء
TT

اعتقال شخصين يشتبه في انتمائهم لـ«داعش» وتخطيطهما لعمليات إرهابية في الدار البيضاء

اعتقال شخصين يشتبه في انتمائهم لـ«داعش» وتخطيطهما لعمليات إرهابية في الدار البيضاء

اعتقل الأمن المغربي شخصين في الدار البيضاء، يشتبه في تخطيطهما للقيام بعمليات إرهابية باستعمال متفجرات. وكشف بيان صادر عن وزارة الداخلية أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) تمكن أمس من إيقاف عنصرين متطرفين مواليين لـ«داعش» بمدينة الدار البيضاء.
وأضاف البيان أن المتابعة الأمنية أكدت أن المشتبه بهما «خططا لتنفيذ عمليات إرهابية بالمملكة باستعمال متفجرات، حيث شرعا في اقتناء معدات تدخل في صناعة العبوات الناسفة». كما أشار إلى أن عملية الاعتقال أسفرت عن «حجز أسلاك نحاسية، ومحرار وبطاريات كهربائية، وقارورة تحتوي على سائل مشبوه، وكيس به مسحوق، ومعدات أخرى يشتبه في استعمالها في صناعة العبوات المتفجرة».
وينهج المغرب مند تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو (أيار) 2003 حرباً استباقية على الإرهاب، وتمكن من تفكيك نحو 170 خلية إرهابية، وحجز أسلحة ومعدات مختلفة، وتجنيب البلاد عشرات العمليات الإرهابية. ومنذ 2013، ضيق الأمن المغربي الطوق حول الخلايا الإرهابية، وتمكن خلال هذه الفترة من تفكيك 50 خلية، جلها تابعة لـ«داعش»، وأغلب عناصرها مقاتلين سابقين في سوريا والعراق، وضمنهم أجانب. وأمام تزايد ظاهرة تجنيد المتطرفين، وإرسالهم إلى سوريا ومناطق أخرى، بقصد التدريب والعودة للبلاد للقيام بعمليات إرهابية، شدد المغرب قانون مكافحة الإرهاب، الصادر في 2003، عبر تتميمه بقانون آخر في 2015، يجرم الانضمام للجماعات الإرهابية، أو محاولة القيام بذلك، وتمجيد الإرهاب والتحريض عليه.
وفي موضوع ذي صلة، أصدرت غرفة الجنايات الاستئنافية المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف، بمدينة سلا، أول من أمس، أحكاماً تراوحت بين 20 سنة وسنتين ونصف السنة سجناً نافذاً في حق 9 متهمين، من بينهم متهم فرنسي، هو توما غاليه الذي حكم عليه بالسجن 4 سنوات، مخفضة حكماً بالسجن مدته 6 سنوات، صدر بحقه عن محكمة ابتدائية، بعد إدانته بالانتماء إلى خلية «إرهابية».
وكان غاليه، مهندس الإلكترونيات، البالغ من العمر 36 عاماً، المتحدر من جنوب شرقي فرنسا، يحاكم منذ أكتوبر (تشرين الأول) أمام محكمة الاستئناف في سلا، حيث هو مسجون حالياً. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2016 في الصويرة (جنوب)، وحكم عليه في يوليو (تموز) بالسجن 6 سنوات، لإدانته بتقديم «دعم مالي» لأشخاص كانوا يعتزمون تنفيذ أعمال إرهابية. غير أن والدته بياتريس غاليه قالت: «يأخذون عليه أنه أعطى 70 يورو لشخص يعرفه» يحتل موقعاً محورياً في الملف، بعد انتقاله إلى الصويرة عام 2014. وهي تؤكد أن ابنها أدين استناداً إلى «اعترافات زور» جعلته الشرطة يوقع عليها بالعربية، في حين أنه لا يتكلم هذه اللغة.
وأضافت أن ابنها «لم يعتنق الإسلام حتى». وفي يناير (كانون الثاني)، دعت بياتريس غاليه، الموجودة في الرباط منذ عدة أشهر، التي تحضر كل جلسات محاكمة ابنها، القضاء المغربي إلى التراجع عن العقوبة الصادرة بحقه. وأبلغت السفارة الفرنسية في الرباط مراراً بأن وزير الخارجية يتابع «باهتمام» ملف غاليه «ضمن احترام استقلالية القضاء المغربي».
وأرجئت محاكمة غاليه أمام محكمة الاستئناف مراراً. وخلال الجلسة الأخيرة (الأربعاء)، بدا هادئاً، وقام بإشارة إلى والدته لدى دخوله إلى قفص الاتهام، حيث جلس بجانب مترجم. وأعرب مراراً عن عدم فهمه، هازاً رأسه عند الاستماع إلى بيان الاتهام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».