الملفات الاقتصادية تتصدر اهتمامات «قمة الربيع» في بروكسل

تهديد بلجيكي جديد بتعطيل اتفاقية «سيتا» بين الاتحاد الأوروبي وكندا

الملفات الاقتصادية تتصدر اهتمامات «قمة الربيع» في بروكسل
TT

الملفات الاقتصادية تتصدر اهتمامات «قمة الربيع» في بروكسل

الملفات الاقتصادية تتصدر اهتمامات «قمة الربيع» في بروكسل

انطلقت في بروكسل، أمس (الخميس)، أعمال القمة الأوروبية المعروفة باسم «قمة الربيع»، وجري النقاش حول الملفات الاقتصادية، ومنها ما يتعلق بتوقعات العام الحالي، من حيث النمو والعمال والمالية العامة. وقال رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك: «نحن بحاجة لاستخدام هذا الزخم لجعل الاقتصادات الأوروبية أقوى، ونشر فوائد النمو على نطاق أوسع، وإظهار ذلك للمواطن الأوروبي، إلى جانب تحقيق السوق الموحدة وسياسة تجارية قوية للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف، فضلاً عن تجنب إقامة حواجز جديدة، سواء في أوروبا أو على الساحة العالمية. وشارك رئيس المصرف المركزي الأوروبي ماريو دراغي في جانب من النقاشات.
واليوم (الجمعة)، سيبحث قادة الدول الـ27، من دون بريطانيا، في ملف التحضير للذكرى الـ60 لمعاهدة روما لتأسيس الاتحاد الأوروبي، وذلك في إطار نقاشات موضوعية استكمالاً لنقاشات جرت في مالطا في وقت سابق، على أمل تحقيق نتائج جيدة لأوروبا.
من جهة أخرى، هدد رئيس الحكومة الفرانكفونية في بلجيكا باول ماغنيت، من جديد، بتعطيل العمل باتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكندا «سيتا»، وقال إنه سيرفض التصديق على الاتفاقية، معللاً ذلك بأن المفاوضات الحالية تسير بشكل صعب، فيما يتعلق بالأمور التي تحفظت عليها بلجيكا في الخريف الماضي، وكانت وراء تعطيل الإعلان عن التوصل إلى اتفاق.
وأضاف ماغنيت أن «الأمر ليس سهلاً». وجاءت التصريحات على هامش حفل الإعلان عن كتاب جديد للمسؤول البلجيكي، يتناول فيه تفاصيل القصة كاملة بشأن الصعوبات التي سبقت التوصل إلى اتفاق أوروبي حول الاتفاقية، والتي جرى التوقيع عليها أواخر العام الماضي، بعد اعتراضات بلجيكية، ولكنها عادت ووافقت على الأمر بعد أن اشترطت اللجوء إلى محكمة العدل الأوروبية للحصول على الرأي الاستشاري بشأن بعض الفصول التي تضمنتها الاتفاقية، ومدى ملاءمتها للمعاهدات الأوروبية.
وأشار المسؤول البلجيكي إلى أن «الحكومة الاتحادية في بلجيكا يجب أن تطرح التساؤلات حول النقاط المطلوب الحصول على توضيحات بشأنها من المحكمة، ولكن الأمر لا يجري بالسرعة المطلوبة، في ظل محاولة البعض تقليل عدد الأسئلة المطلوبة، وأيضًا يقللون من أهمية الأمر، ولكن إذا استمر الوضع بهذه الصورة، لن نصدق في الجزء الفرانكفوني من البلاد على الاتفاقية».
وحسب وسائل الإعلام البلجيكية، فإن التصريحات جاءت على الرغم من صدور بيانات وتصريحات من هيئات في المنطقة الفرانكفونية رحبت وأشادت بموافقة البرلمان الأوروبي في فبراير (شباط) الماضي على الاتفاقية، وقالت إدارات التصدير في المنطقة الوالونية «الفرانكفونية» إن موافقة البرلمان الأوروبي يعتبر خبراً ممتازاً لشركات التصدير، خصوصاً للشركات الصغرى والمتوسطة، التي سوف تستفيد من التصدير من دون رسوم إلى كندا، وتحصل أيضاً على تخفيضات كبيرة في الحواجز التنظيمية، الأمر الذي دفع عضو البرلمان فيرجيني فيركيت إلى أن يتقدم بسؤال إلى وزير الاقتصاد الفرانكفوني جان كلود ماركورت حول هذا التناقض الموجود في الحكومة الفرانكفونية «فهي تنتقد الأمر، وفي الوقت نفسه تهلل لاعتماد الاتفاقية في البرلمان الأوروبي».
وكانت معاهدة سيتا قد أثارت جدلاً واسعاً في أوروبا خلال الأشهر الماضية، بسبب طلب إقليم والونيا إجراء تعديلات عليها، وهذا ما تم له مرحلة مفاوضات ماراثونية مع المسؤولين الكنديين ومسؤولي المؤسسات الأوروبية. ويخشى المعارضون لمعاهدة سيتا من تأثيرها السلبي على المنتجات الأوروبية، وعلى معايير السلامة وشروط العمل والقدرة التنافسية للشركات والمستثمرين الأوروبيين، على حساب الشركات المتعددة الجنسيات.
وقد أصدرت المفوضية الأوروبية، وهي الطرف الذي تفاوض مع الكنديين، بياناً رحبت فيه بالمصادقة على سيتا، في تصويت داخل البرلمان الأوروبي، معيدة التأكيد على رأيها، القائل إن هذه المعاهدة ستصب في صالح الشركات والمواطنين الأوروبيين، وستساهم في خلق فرص عمل جديدة داخل الاتحاد.
وعلى الرغم من التظاهرات الاحتجاجية في بروكسل ومدن أوروبية أخرى خلال الفترة الماضية، ففي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جرى في بروكسل التوقيع. وقالت مؤسسات الاتحاد الأوروبي إن الاتفاق الاقتصادي التجاري الشامل «سيتا» اتفاق للتجارة شامل وطموح، ويفتح بعداً جديداً للشراكة الاقتصادية بين الجانبين، وسيعمل اتفاق سيتا على تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل، وخلق فرص العمل. وقال مجلس الاتحاد الأوروبي إن اتفاقية سيتا ستساهم في إزالة أكثر من 99 في المائة من الرسوم الجمركية التي تفرض حالياً على التجارة بين كندا والاتحاد، وبالتالي من المتوقع أن يرتفع حجم التجارة الثنائية لتصل إلى 12 مليار يورو سنوياً، كما ستساهم الاتفاقية في خلق الوظائف وتحقيق النمو بين ضفتي الأطلسي.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.