أفلام الأسبوع

أفلام الأسبوع
TT

أفلام الأسبوع

أفلام الأسبوع

Seven Chances ‬

تواصل مدينة باريس لعب الدور الأول حول العالم. كل أسبوع تطرح على الشاشات الكبيرة أعمالاً كلاسيكية متعددة أوروبية وأميركية. ومنذ عامين ما زالت تعرض هذا الفيلم من روائع الممثل والمخرج الأميركي بستر كيتون. «سبعة حظوظ» (1925) هو عن شاب ورث ثروة كبيرة مشروطة بزواجه قبل نهاية اليوم. يحاول التعرّف إلى النساء اللواتي يقبلن به، ماراً بالعدد المتوالي والمستمر من المفارقات التي ليس هناك من يستطيع تقليدها إلى اليوم. كوميديا رائعة تواكب أعمال هذا الكوميدي الرائع.

محبس ‬

لم يسبق للسينما اللبنانية أن طرحت، في فيلم روائي على الأقل، ما تطرحه المخرجة الجديدة صوفي بطرس في هذا الفيلم. بطلتها امرأة مسيحية مات شقيقها خلال الحرب الأهلية بقنبلة سورية. اليوم الذي نشهد فيه أحداث الفيلم هو اليوم الذي تستعد فيه هذه السيدة لاستقبال ضيوف: عائلة ستأتي بصحبة ابنها لكي تخطب ابنتها. المفاجأة التي لم تتوقعها أن العائلة سورية. إدارة جيدة لأحداث مكتوبة جيداً ومنفذة بقدر عال من الإدراك الفني مع لمسات كوميدية خفيفة موزعة. تمثيل جوليا قصار وبسام كوسا وعلي الخليل ونادين خوري.

Brimstone ‬

وسترن يحاول أن يلعب الورقة النفسية ويقدم ما هو مغاير للمعتاد، لكنه يسقط في المحاولة. المشكلة هي أن المحاولة تستمر لأكثر من ساعتين كان يمكن لهما أن تكونا أكثر متعة فيما لو أن المخرج مارتن كولهوڤن قرر التقليد عوض ما يعتبره إبداعاً: داكوتا فإنينغ في دور المرأة التي عزمت على الانتقام من سفاح يرتدي ثياب قسيس (غاي بيرس) تسبب في كوارث عائلية وفي اتهامها بجريمة لم ترتكبها. عنف ودكانة لا يجدان ما يبررهما طويلاً.

Personal Shopper ‬

مضت أشهر عدة على عرض هذا الفيلم في مهرجان «كان»، حيث انقسمت الآراء بين ضد ومع ووسط قبل وصوله الآن إلى توزيع عالمي مقبول. المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس جلب الأميركية كرستن ستيوارت لتؤدي بطولة فيلم حول أميركية تعيش في باريس، وتقبل على ملء فراغ حياتها بالتضبع. لكن في موازاة ذلك، هناك علاقة روحانية مع شبح شقيقها الميت. استعراض بصري جيد لحكاية فارغة في صلبها.

The Last Word ‬

عودة الممثلة شيرلي ماكلين لدور أول لا تكفي لتبريره: كوميديا اجتماعية حول إمرأة اعتزلت العمل بعد وصولها إلى سن متقدم لكنها تريد أن يكتب لها أحد نعيها قبل أن تموت، وبل تريد أن تملي على الصحافية التي اختارتها ما تكتب. الصحافية (أماندا سايفريد) تبدأ بفتح تحقيق خاص بها حول تلك المرأة، وتكتشف أسراراً في حياتها. هناك محاولة لصنع عمل جيد، لكنها لا تحقق ما تصبو إليه بسبب معالجة تقليدية للموضوع.

من الفيلم اللبناني «محبس» لصوفي بطرس



8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.