27 قتيلا حصيلة اشتباكات الجيش اليمنى مع «القاعدة»

هادي: 70 في المائة من عناصر التنظيم أجانب

27 قتيلا حصيلة اشتباكات الجيش اليمنى مع «القاعدة»
TT

27 قتيلا حصيلة اشتباكات الجيش اليمنى مع «القاعدة»

27 قتيلا حصيلة اشتباكات الجيش اليمنى مع «القاعدة»

شهدت محافظة شبوة (جنوب اليمن) اشتباكات بين الجيش اليمني وعناصر يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي شنت فيه الطائرات الحربية اليمنية سلسلة من الغارات الجوية على مواقع العناصر المشتبهة. وكشف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن أن 70 في المائة من المقاتلين في صفوف «القاعدة» أجانب، مؤكدا عزم بلاده على مواجهة «الإرهاب». وجرى الإعلان عن العملية العسكرية تزامنا مع اجتماع «أصدقاء اليمن» في لندن أمس، حيث عبرت 39 دولة ومنظمات دولية منها البنك الدولي عن تأييدها للحكومة المحلية.

وقالت مصادر محلية في محافظة شبوة لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات اندلعت بين قوات من الجيش ومسلحين مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة، وذلك في سياق حملة الملاحقة لعناصر التنظيم في جنوب البلاد. وذكرت المصادر أن الحملة العسكرية التي نفذتها قوات الجيش كانت معززة بغارات جوية وبمئات المقاتلين من عناصر «اللجان الشعبية» الذين يساندون الجيش في القضاء على هذه العناصر.

وتشير المصادر إلى أن الاشتباكات اندلعت عقب قيام مسلحي «القاعدة» بنصب كمين لقوات عسكرية كانت في طريقها لموقع تجمع قوات الجيش، الأمر الذي أسفر عن مقتل خمسة جنود على الأقل. عقب ذلك اندلعت الاشتباكات بين الطرفين دون أن تتوفر أي معلومات عن الخسائر، وقالت وكالة الإنباء اليمنية «سبأ» إن «وحدات عسكرية قتالية من القوات المسلحة المنضوية في إطار المنطقتين الثالثة والرابعة وبالتعاون مع الوحدات الأمنية ورجال اللجان الشعبية والوجاهات الاجتماعية والمواطنين بدأت تنفيذ عملية واسعة تحت شعار (معا من أجل يمن خال من الإرهاب)، من اتجاهات رئيسة ثلاثة بدءا من منطقة أحور باتجاه منطقة المحفد وباتجاه مودية المحفد في محافظة أبين».

ونقلت الوكالة عن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي قوله إن «الوحدات العسكرية والأمنية ورجال اللجان الشعبية يقومون بعمليات مطاردة الجماعات الإرهابية المسلحة وتضييق الخناق عليها لتطهير منطقة المحفد ومحافظة أبين من هذه العناصر الضالة». وتتركز حملات الجيش ضد «القاعدة» في محافظتي شبوة وأبين التي يوجدون فيها بكثرة والتي توجد فيها قيادة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي الذي اتضح أنه لم يقتل أخيرا. وكان الجيش اليمني نفذ عملية نوعية الأسبوع الماضي أدت إلى مقتل أكثر من 55 من عناصر التنظيم في محافظتي أبين وشبوة.

وعلى صعيد متصل، أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن الوضع المتردي للاقتصاد في البلاد يرجع بدرجة رئيسة إلى الأوضاع الأمنية المتدهورة، وقال إن «على الجميع أن يعرفوا أن اليمن يتعرض لمؤامرات كثيرة من بينها تنظيم القاعدة الإرهابي». وكشف هادي أن «70 في المائة من تنظيم القاعدة من الأجانب من خارج اليمن ولذلك لا يهمهم أبدا أن يدمر البلد». وأضاف: «يجب أن تعلموا جميعا أنه تآمر على اليمن، وأن هناك من يقول لماذا لم تحاوروهم؟». ليرد: «كيف نحاورهم و70 في المائة غير يمنيين، وعلى من يشكك في ذلك من إخواننا أن يذهب إلى ثلاجات الموتى في المستشفيات الذين لم تقبل جثثهم بلدانهم، وهم من البرازيل وهولندا وأستراليا وفرنسا ومن شتى دول العالم».

وبينما كان هادي يتحدث عن آفة الإرهاب ومخاطرها على بلده، ترأس وزير خارجيته أبو بكر القربي وفد اليمن إلى لندن للمشاركة في اجتماع «مجموعة أصدقاء اليمن» الذي أعلن عن تأييده لهادي وجهوده. وفي البيان الختامي للاجتماع تحت الرئاسة المشتركة للمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة واليمن، أشادت الدول الـ39 المجتمعة «بجهود وعزم الرئيس هادي وحكومة وشعب اليمن في سعيهم لتنفيذ مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تطبيقها». وأدان البيان «الاعتداءات الإرهابية المميتة التي وقعت في اليمن وأشادوا بتضحيات أفراد قوات الدفاع والأمن والشرطة». وأضافت الدول الأعضاء في أصدقاء اليمن أنها ترحب بسعي صنعاء وراء «تطوير كفاءة وفعالية قوات الدفاع والأمن والشرطة بتحسين التنسيق والتعاون بين الوزارات والدول المانحة».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.