أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أن الجيش حجز كميات كبيرة من المواد الكيماوية، التي تستخدم في إنتاج المتفجرات بمنطقة تقع بشرق البلاد، تعد من المركز الرئيسي لنشاط تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». فيما تتوقع السلطات عمليات إرهابية استعراضية على سبيل الانتقام من قتل كثير من المتطرفين في الأسابيع الماضية.
وقالت وزارة الدفاع بموقعها الإلكتروني إن «مفرزة للجيش الوطني الشعبي اكتشفت أول من أمس بضواحي بلدية عزازقة بولاية تيزي وزو (مائة كلم شرق العاصمة) كمية من مادة حمض النتريك، تقدر بـ150 لترا، كانت ستستعمل في تحضير متفجرات»، وأوضح البيان بأن كمية حمض النتريك تم تخزينها من طرف متطرفين في خمسة براميل من البلاستيك، مشيرا إلى أنها «مادة خطيرة». وأدرج البيان العملية العسكرية في إطار «استمرار سياسة محاربة الإرهاب»، وأنها تمت «بفضل استغلال أمثل للمعلومات حول نشاط الإرهابيين».
وغير بعيد عن تيزي وزو، وتحديدا بمنطقة دلس في ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، حجز الجيش في السادس من الشهر الجاري نحو 10 قناطير من المواد الكيماوية مخصصة لصنع المتفجرات. وكانت هذه المادة مخبأة في براميل من البلاستيك، بحسب بيان الجيش. وتعد المنطقة من أهم أماكن نشاط المتطرفين في كامل البلاد، وهي معروفة بجبالها وغاباتها التي شكلت دوما قاعدة خلفية للإرهاب، ومنطلقا لتنفيذ اعتداءات بالمدن الكبيرة وبخاصة العاصمة، كان أخطرها الهجوم على مبنى رئاسة الوزراء ومقر الأمم المتحد عام 2007 (مائة قتيل وعشرات الجرحى).
وتعد كمية مستحضرات المتفجرات، التي حجزها الجيش بحسب مراقبين للشأن الأمني، مؤشرا خطيرا على الوضع بمنطقة حساسة بالبلاد، ذلك أن «نعمة الاستقرار» التي يرددها المسؤولون السياسيون في خطابتهم، وحديثهم عن «بقايا إرهاب»، لا يعكس تماما أن المتطرفين تم القضاء عليهم نهائيا، بدليل أن الجيش يصادر يوميا أسلحة ومتفجرات ليست بشرق العاصمة فقط، وإنما أيضا بالحدود مع ليبيا ومالي. وقال مراقبون إن ما فلت من الجيش من ترسانة حربية، ربما أكبر وأخطر مما تم الإعلان عن حجزه.
وفي البيان نفسه، أفادت وزارة الدفاع أن الجيش اعتقل أول من أمس، خمسة أشخاص بشبهة دعم المتطرفين ببرج عمر إدريس بأقصى الجنوب، وبتيزي وزو أيضا، كما دمر الجيش مخبأين لمتطرفين، أحدهما بباتنة (400 كلم شرق) والثاني ببومرداس.
وتفيد تقارير أمنية بأن زعيم تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب» عبد المالك دروكدال «أبو مصعب عبد الودود»، يتحرك بشرق العاصمة. ويسعى جهاز المخابرات العسكري، إلى الإيقاع به منذ 2005، وهي السنة التي استخلف فيها نبيل صحراوي، الذي قتل في كمين للجيش وكان حينها قائدا لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، التي تحولت مطلع 2007 إلى «القاعدة ببلاد المغرب»، علما بأن المخابرات اعتقلت في 2013 المتحدث باسم التنظيم، صلاح أبو محمد، الذي يوجد حاليا في سجن بالعاصمة ويواجه عدة تهم بالإرهاب.
في سياق ذي صلة، أدانت محكمة ورقلة (800 كلم جنوب)، أمس، متطرفا بالسجن لمدة 12 سنة، لضلوعه في خطف واحتجاز والي إيليزي بجنوب شرقي البلاد، وهو موظف كبير يمثل الحكومة على المستوى المحلي. ووقعت حادثة اختطاف الوالي العيد الخلفي، في 16 يناير (كانون الثاني) 2012. وشارك فيها ثلاثة متطرفين اعترضوا طريق موكب الوالي، بالقرب من منطقة الدبداب على الحدود مع ليبيا.
سلطات الجزائر تحجز مواد كيماوية تستخدم في صنع المتفجرات
سلطات الجزائر تحجز مواد كيماوية تستخدم في صنع المتفجرات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة