توقيف روسية على علاقة بقاتل السفير الروسي في أنقرة

مقتل متشددين اثنين والقبض على العشرات في حملات أمنية بأنحاء تركيا

استمرار الحملات الأمنية على أوكار الإرهابيين في أنحاء تركيا («الشرق الأوسط»)
استمرار الحملات الأمنية على أوكار الإرهابيين في أنحاء تركيا («الشرق الأوسط»)
TT

توقيف روسية على علاقة بقاتل السفير الروسي في أنقرة

استمرار الحملات الأمنية على أوكار الإرهابيين في أنحاء تركيا («الشرق الأوسط»)
استمرار الحملات الأمنية على أوكار الإرهابيين في أنحاء تركيا («الشرق الأوسط»)

أوقفت السلطات التركية فتاة روسية كانت على صلة بضابط الشرطة مولود مارت ألتن طاش الذي اغتال السفير الروسي في أنقرة آندريه كارلوف في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وكانت التحقيقات في قضية اغتيال السفير الروسي أشارت إلى أن القاتل كان على علاقة صداقة مع فتاة روسية، وأنها أجرت مكالمة هاتفية معه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقالت صحيفة «حرييت» التركية نقلا عن مصدر أمني تركي إنه تم إلقاء القبض على مواطنة روسية تدعى «يكاترينا»، تعمل في تقديم خدمات جنسية بفنادق خمسة نجوم في أنقرة، وأنها كانت تجري اتصالات هاتفية مع ألتن طاش حتى نهاية شهر نوفمبر الماضي.
وبعثت السفارة الروسية في أنقرة طلبا للسلطات التركية لتقديم معلومات بشأن اعتقالها مواطنة روسية للاشتباه في أنها كانت على صلة بقاتل السفير الروسي في تركيا آندريه كارلوف.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم السفارة الروسية في أنقرة إيرينا كاسيموفا أمس: «كما هو معروف، بدأ تحقيق مشترك بين الجانبين التركي والروسي، مباشرة بعد مقتل السفير آندريه كارلوف. وتم احتجاز مواطنين أتراك وروس والتحقيق معهم، ونظرا لأن السفارة عرفت الأنباء المتعلقة باعتقال المواطنة الروسية عبر وسائل الإعلام، فقد أرسلت طلبا رسميا لمعرفة الأسباب، وتاريخ احتجاز المواطنة الروسية، ولم تحصل السفارة على رد بعد». وكانت لجنة تحقيق مشتركة تشكلت من الجانبين التركي والروسي عقب اغتيال السفير كارلوف، لكنها لم تعلن نتائج معينة للتحقيق حتى الآن في ظل تعقد الوصول إلى معلومات حول ارتباطات القاتل الذي كان يعمل في القوات الخاصة بالشرطة التركية، ورجحت السلطات التركية في البداية ارتباطه بـ«حركة خدمة» التي يتزعمها الداعية فتح الله غولن المقيم في أميركا والذي تتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا منتصف يوليو (تموز) الماضي، ثم كشفت مصادر قريبة من التحقيقات عن ترجيح صلات تربطه بـ«جبهة فتح الشام (النصرة سابقا)».
على صعيد آخر، أعلنت وزارة الداخلية التركية أمس (الاثنين) تحييد 10 إرهابيين في عمليات نفذتها قوات الأمن خلال الأسبوع الأخير داخل البلاد. وقال بيان للوزارة حول العمليات التي نفذتها القوات الأمنية ضد منظمات إرهابية ويسارية متطرفة، في الفترة ما بين 27 فبراير (شباط) الماضي و6 مارس (آذار) الحالي، إن قوات الأمن نفذت 201 عملية في أنحاء البلاد، أوقفت خلالها 32 شخصًا من بين 386 للاشتباه بتعاونهم وإيوائهم عناصر من حزب العمال الكردستاني.
وأشار البيان إلى توقيف 12 شخصا للاشتباه بانتمائهم لتنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب توقيف 45 شخصًا من بين 920 في إطار التحقيقات حول «حركة خدمة» أو ما تسميها السلطات التركية «منظمة فتح الله غولن الإرهابية». وبحسب البيان، تم توقيف 12 شخصًا للاشتباه بانتمائهم لمنظمات يسارية متطرفة محظورة. وفي محصلة العمليات، تمكنت قوات الأمن التركية، من القضاء على إرهابيين اثنين، والقبض على 7 آخرين. في الوقت نفسه، أطلق الجيش التركي مساء أول من أمس عملية عسكرية واسعة في بلدة «ليجه» التابعة لمحافظة ديار بكر، جنوب شرقي البلاد، ضد مسلحي «العمال الكردستاني».
ويشارك في العملية 4 كتائب عسكرية مدعومة بغطاء جوي تؤمنه 17 مروحية عسكرية.
في سياق متصل، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي إن بلاده هي الدولة الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش الإرهابي، وليس هناك دولة أخرى تقوم بالشيء نفسه بشكل جدي.
وأضاف جانيكلي في كلمة له خلال مشاركته في اجتماع لحزب العدالة والتنمية بمحافظة هطاي جنوب البلاد في إطار حشد الناخبين للتصويت لصالح التعديلات الدستورية التي تضمن التحول للنظام الرئاسي في الاستفتاء الذي سيجرى في 16 أبريل (نيسان) المقبل، أن تركيا تحارب عددا من التنظيمات الإرهابية وليس «داعش» فقط. ولفت جانيكلي إلى أن عددا من الدول شنت هجوما غير أخلاقي ضد تركيا بحجة أنها لا تحارب «داعش» ولا تقدم الدعم للدول التي تحارب التنظيم، مشددا على أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي تشن حربا ضد «داعش».



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.