تشرع السلطات الأميركية، وتحديدا جهاز الأمن الوطني الأميركي، في تطبيق نظام جديد على الحدود المكسيكية سيسمح بالحد من تدفق المهاجرين القادمين عبر الحدود المكسيكية، يسمح بإلغاء قانون ما يسمى «إلقاء القبض والتسريح». وجرت العادة على استخدام هذا القانون من قبل المهاجرين غير الشرعيين، والذين يصلون إلى الحدود الأميركية عبر المكسيك للبقاء في الولايات المتحدة الأميركية لأكبر فترة ممكنة، حتى يتم البت في قضايا لجوئهم وهم على الأراضي الأميركية.
القانون الأميركي كان يسمح لأي أب أو أم يهاجر بشكل غير شرعي إلى الولايات المتحدة وبصحبته أطفاله ويتم إلقاء القبض عليه عند دخول الحدود، بتسريحه فورا للعيش داخل الولايات المتحدة وانتظار كلمة القضاء النهائية لتحديد قبول هجرته أم لا داخل الولايات المتحدة.
ويشرع القانون الجديد إلى فصل الأطفال مباشرة عن الآباء عند القبض عليهم، وذلك بعد دخولهم إلى الحدود الأميركية عبر المكسيك بشكل غير شرعي، ويتم وضع الأطفال في ظروف أفضل بكثير، إلا أن آباءهم سيتم إيقافهم في ظروف أصعب. وتهدف عملية الفصل هذه لتخويف الآباء وتغيير النظام الحالي، وخاصة أن الولايات المتحدة استقبلت في الأشهر الثلاثة الماضية فقط نحو 55 ألف مهاجر بهذه الطريقة عبر حدودها مع المكسيك، وهو ما يعد رقما قياسيا مقارنة بالسنين الماضية، في إطار زيادة الهجرة مؤخرا إلى الولايات المتحدة، وسط أجواء الخوف من سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وكالات إنسانية انتقدت الاقتراح الذي يسعى إليه جهاز الأمن الوطني، إلا أن المسؤولين الذين علموا عن المقترح قالوا إن أحد الأسباب لطرح مثل هذا المشروع هو ردع الأمهات عن الهجرة للولايات المتحدة مع أطفالهن. وسيوضع الأطفال تحت حماية إدارة الصحة والخدمات الإنسانية في «أقل ظروف تقييدية ممكنة» لحين نقلهم لرعاية قريب لهم في الولايات المتحدة أو وصي تكفله الدولة.
في هذه الأثناء يؤكد المهاجرون أن تشييد الجدار أو وضع القوانين «لن يوقف المكسيكيين» عن العبور إلى الولايات المتحدة.
ويؤكد ميجيل رييس، المرحل مؤخرا من الولايات المتحدة تاركا زوجته و5 أبناء في مدينة لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا، أن تشييد الجدار لن يمنع الهجرة. وعاش رييس هناك أكثر من 22 عاما. ويقول إن لم أستطع القفز من فوق الجدار، سأعبر من تحته. وتم ترحيل رييس في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وتعد استماتة المهاجرين المرحلين على العودة إلى أسرهم، واحدة فقط من العوامل التي يتعين على إدارة ترمب أن تأخذها بعين الاعتبار، إذا كانت ترغب في وقف الهجرة غير الشرعية، وخاصة إذا كانت استراتيجيتها الرئيسية هي بناء الجدار.
وعلى امتداد الثلث تقريبا من الحدود البالغ إجمالي طولها 3200 كيلومتر بين المكسيك والولايات المتحدة، توجد بعض أشكال الجدران أو الحواجز أو العوائق التي تحول دون وصول المهاجرين غير الشرعيين ومهربي المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن علميات بناء الجدار لم تبدأ بعد، فإن الإدارة الجديدة بدأت بالفعل في تعزيز قطاعات معينة من الحدود، وخاصة ولاية كاليفورنيا، حيث تم إضافة الأسلاك الشائكة للفصل بين شاطئ تيخوانا وسان دييجو، وذلك في إطار المحاولة للوفاء بتعهدات ترمب الانتخابية لتقليل تدفق اللاجئين.
أميركا تعد إجراءات جديدة لخفض أعداد المهاجرين
ستقوم بفصل الآباء عن أطفالهم عند وصولهم إلى الحدود المكسيكية
أميركا تعد إجراءات جديدة لخفض أعداد المهاجرين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة