تشهد بلدة قلنسوة العربية داخل إسرائيل حراكا شعبيا ضد حملة إسرائيلية تصاعدت مؤخرا لهدم منازل فيها. ودعا نشطاء إلى وقفة اليوم ضد القرارات، فيما هددت امرأة بإشعال النيران في نفسها وأولادها، إذا نفذت الحكومة الإسرائيلية أمرًا بهدم بيتها.
وقالت المرأة إنها وزوجها يكدان ليلا نهارا لـ«نوفر المال لبناء البيت الذي أقمناه على أرض خاصة بنا، نملك وثائق الطابو التي تؤكد ملكيتها». وأضافت: «تقدمنا بطلب ترخيص قانوني، لكن الحكومة رفضت منحنا الترخيص لأنها كما يبدو تريد هذه الأرض لليهود. فلم يبق بأيدينا شيء نفعله سوى أن نتصرف بطريقة تحرك البشر ليتدخلوا لوقف هذا الجور علينا».
المعروف أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد هدمت 11 بيتًا في قلنسوة قبل شهرين، وسلمت قبل أيام أوامر بهدم 10 بيوت أخرى في البلدة. واجتمع أهالي البلدة مع أصحاب الأراضي المهددة، بمبادرة من تنظيم «الحراك الشبابي»، ودعوا إلى وقفة احتجاجية متواصلة، تبدأ اليوم ولا تنتهي إلا بإلغاء أوامر الهدم.
وأصدر الداعون إلى الوقفة بيانًا أشار إلى أن «المؤسسة الإسرائيلية، وعلى رأسها وزارة المالية ولجنة التنظيم والبناء اللوائية، لا تزال تصدر أوامر هدم لبيوت عدة من قلنسوة وبلدات عربية أخرى، بحجة البناء غير المرخص، وهناك نيات لتنفيذ الهدم وتشريد العائلات، مما خلق في البلدة أجواء قلق وغضب واستنكار، خصوصًا أن قلنسوة شهدت مجزرة رهيبة، قبل نحو شهرين، انتهت بهدم 11 بيتًا غرب البلدة».
وأضاف البيان: «إننا ننظر إلى هذه القضية بمنتهى الخطورة، ولا بد من تكاتف كل الأطراف محليًا وقطريًا حتى نتصدى لشبح الهدم والمؤامرات التي تُحاك بحق الجماهير العربية عمومًا وقلنسوة وأم الحيران خصوصًا، ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا المخطط الظالم والحاقد، فقوتنا ووحدتنا ستقف حاجزًا منيعًا أمام أي محاولة هدم».
ولفت إلى أن «أصحاب البيوت المهددة بالهدم يمرون بظروف نفسية قاسية للغاية، وهم في أمس الحاجة لنا في مثل هذه الأوقات الحرجة. من هنا نناشد الجميع الوقوف إلى جانبهم والمشاركة في النضالات الجماهيرية ضد سياسة الهدم، ونؤكد أن الهدم قد يصل لبيوت أخرى وبشكل مفاجئ».
وقال عبد الرحيم عودة من «الحراك الشبابي»: «تلقينا خبر تجميد أوامر هدم البيوت وصدمنا من القرار لأنه منح مهلة قصيرة جدًا، فمن الدارج أن تجمد المحكمة أوامر الهدم لفترات زمنية أطول، ما يدل على أن وضع المنازل في خطر، ويقضي بالتحرك السريع من دون تردد، من أجل إنقاذها من الهدم وإنقاذ أهلها من التشرد».
وناشد محمد عودة، وهو أحد أصحاب البيوت المهددة بالهدم، المسؤولين في كل مكان، والأهالي في قلنسوة والمجتمع العربي كافة، بـ«مد يد العون لنا على أمل التصدي لأوامر الهدم، ومنع تهجيرنا من البيوت، فلا مكان لنا سوى منازلنا التي بنيناها وأنفقنا عليها كل ما نملك. ونحن نعيش اليوم وكأن شبحًا على رؤوسنا، لا ننام ولا نأكل ولا نشرب مثل الناس، لا نريد شيئا سوى أن يمنحونا التراخيص لبيوتنا، وهذا في اعتقادي حق أساسي في الحياة، وهو ما نطالب به».
حراك في بلدة عربية ضد حملة إسرائيلية لهدم منازل
امرأة تهدد بإحراق نفسها وأولادها إذا أزيل بيتها
حراك في بلدة عربية ضد حملة إسرائيلية لهدم منازل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة