لجنة الانتخابات المركزية تعلن فتح مراكز التسجيل وتنشر جداول العملية

«الجهاد الإسلامي» تنضم إلى «حماس» في معارضة إجرائها قبل المصالحة

نشطاء فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل العنصري خلال مظاهرات جرت مؤخرًا في قرية بلعين القريبة من رام الله (أ.ب)
نشطاء فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل العنصري خلال مظاهرات جرت مؤخرًا في قرية بلعين القريبة من رام الله (أ.ب)
TT

لجنة الانتخابات المركزية تعلن فتح مراكز التسجيل وتنشر جداول العملية

نشطاء فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل العنصري خلال مظاهرات جرت مؤخرًا في قرية بلعين القريبة من رام الله (أ.ب)
نشطاء فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل العنصري خلال مظاهرات جرت مؤخرًا في قرية بلعين القريبة من رام الله (أ.ب)

أعلنت لجنة الانتخابات المركزية أنها ستبدأ أولى العمليات الانتخابية فيما يخص الانتخابات المحلية في الضفة الغربية، بفتح مراكز التسجيل والنشر والاعتراض، ابتداء من صباح يوم السبت 4 مارس (آذار) لخمسة أيام، في جميع المراكز الانتخابية في الهيئات المحلية بالضفة الغربية، إضافة إلى إتاحة التسجيل الإلكتروني للناخبين عبر الموقع الإلكتروني للجنة، في مؤشر على نية الحكومة الفلسطينية إجراء العملية الانتخابية في الضفة من دون قطاع غزة، على الرغم من اعتراض حركة حماس على الأمر.
وكانت الحكومة الفلسطينية قد أعلنت يوم الثلاثاء، بشكل نهائي، أنه تقرر إجراء الانتخابات المحلية في الضفة الغربية فقط، في 13 مايو (أيار)، على أن تؤجل في قطاع غزة إلى وقت غير معلوم، بعد ما وصفته بـ«فشل الجهود مع حركة حماس للموافقة على إجرائها في قطاع غزة».
وكان الفلسطينيون يأملون في إجراء الانتخابات في يوم واحد في الضفة الغربية وغزة، بوصفها بادرة حسن نية من الطرفين، على ضرورة تجاوز الانقسام، ويحتاج إجراء الانتخابات في يوم واحد في الضفة وغزة، إلى اتفاق كامل بين حركتي فتح وحماس، وهذا لم يحدث منذ سيطرت حماس على قطاع غزة في 2007.
وأجريت الانتخابات في الضفة في 2012، لكن من دون مشاركة حماس، التي اشترطت، آنذاك، التوصل إلى اتفاق مصالحة قبل إجراء الانتخابات المحلية، وآخر انتخابات أجريت بشكل مشترك بين الضفة وغزة، كانت في العامين 2004 و2005 على 3 مراحل.
وسيكون 13 - 5 العام الحالي موعدا لإجراء انتخابات البلديات في الضفة الغربية في يوم واحد. ووصفت حماس قرار الانتخابات بالضفة وحدها، بأنه يكرس الانقسام وهو مفصل على مقاس فتح.
وانضمت حركة الجهاد الإسلامي، أمس، إلى حماس، وأعلنت رفضها إجراء الانتخابات البلدية من دون توافق وطني.
وقال القيادي في الحركة خالد البطش، في تصريح مكتوب إن «الأولوية هي لاستعادة الوحدة الوطنية، وترتيب البيت الداخلي، وتحقيق المصالحة، التزاما بالإجماع الوطني بدلا من مراكمة الأزمات والتفرد في القرار الذي من شأنه تكريس الانقسام في ظل تصاعد العداء (الصهيو أميركي) للحقوق والثوابت الفلسطينية، واتساع الاستيطان والتهويد والعدوان».
ويعني موقف «الجهاد» أنها وحماس لن تشاركا في الانتخابات المحلية التي ستجرى في الضفة الغربية، ما يركز المنافسة بين حركة فتح وفصائل اليسار والمستقلين، وسيتيح هذا الأمر لفتح الفوز في معظم البلديات والمجالس المحلية بنسبة كبيرة.
وتتنافس مئات القوائم الانتخابية على 391 هيئة محلية في الضفة الغربية بين بلدية ومجلس محلي، يعد بعضها، مثل المدن الكبيرة نابلس والخليل ورام الله، مؤشرا على الحضور الشعبي للفصائل.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية إنه وفقا للجدول الزمني المعدل للمدد القانونية للعملية الانتخابية، سيجري فتح باب الترشح لعشرة أيام ابتداء من صباح يوم الثلاثاء 28 مارس، على أن يجري نشر الكشف النهائي للمرشحين صباح يوم السبت 29 أبريل (نيسان)، الذي يتزامن مع بدء الدعاية الانتخابية ولمدة 13 يومًا، بحيث تنتهي مساء يوم الخميس 11 مايو، على أن يكون السبت الموافق 13 مايو يوم الاقتراع، كما هو مقرر من قبل مجلس الوزراء، وستعلن النتائج الأولية للانتخابات في اليوم التالي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.