المغرب يحاكم نشطاء من «العدالة والتنمية» بتهمة الإشادة بالإرهاب

بعد نشرهم تدوينة تمجد قتل السفير الروسي لدى تركيا

المغرب يحاكم نشطاء من «العدالة والتنمية» بتهمة الإشادة بالإرهاب
TT

المغرب يحاكم نشطاء من «العدالة والتنمية» بتهمة الإشادة بالإرهاب

المغرب يحاكم نشطاء من «العدالة والتنمية» بتهمة الإشادة بالإرهاب

تبدأ غدا الخميس في محكمة الاستئناف بمدينة سلا المجاورة للرباط العاصمة، أولى جلسات محاكمة 3 شبان ينتمون لحزب العدالة والتنمية المغربي، بتهمة الإشادة بالإرهاب والتحريض عليه، وذلك على خلفية نشرهم تدوينات وصورا على «فيسبوك» تشيد بقتل السفير الروسي في أنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وكانت عناصر الأمن قد اعتقلت في 22 ديسمبر (كانون الأول) الماضي 6 من شباب الحزب، وبعد التحقيق معهم، قرر قاضي التحقيق المكلف قضايا الإرهاب إحالتهم إلى سجن سلا بتهمة «التحريض والإشادة بجريمة إرهابية»، حيث ستجرى غدا محاكمة 3 منهم وهم: يوسف الرطمي، ومحمد حربالة، وعبد الإله الحمدوشي، فيما ينتظر الثلاثة الآخرون قرار القاضي.
وقال عبد الصمد الإدريسي، محامي الدفاع عن المتهمين، لـ«الشرق الأوسط»، إن الشباب المعتقلين «كانوا قد كتبوا تدوينات بعد مقتل السفير الروسي، فهم منها أنها إشادة بالإرهاب، لكنهم كتبوا تلك التدوينات في لحظة انفعال، ثم سحبوها في وقت وجيز حتى قبل أن تتصل بهم الشرطة القضائية، واستبدلوا بها تدوينات أخرى يؤكدون فيها أنهم ضد الإرهاب وضد القتل».
وتأسف الإدريسي، وهو عضو في الأمانة العامة للحزب، ورئيس جمعية محامي «العدالة والتنمية»، على «التعامل بتشدد في قضية هؤلاء الشبان، والفعل الذي قاموا به واعتباره فعلا إرهابيا تحريضيا وليس فقط إشادة بالإرهاب، ذلك أن فعل الإشادة بالإرهاب يطبق عليه قانون الصحافة فقط، وليس قانون مكافحة الإرهاب»، موضحا أنه «جرى اتهامهم بالتحريض رغم أن الأمر لا يتعلق بتحريض».
من جهة أخرى، قررت هيئة الدفاع عن المعتقلين الطعن في قرار وزيري العدل والحريات والداخلية اللذين أمرا في بيان مشترك، أصدراه عقب الحادث، بفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة لتحديد هويات الأشخاص المتورطين في الإشادة بمقتل السفير التركي، وترتيب الجزاءات القانونية في حقهم.
وقال الإدريسي إن القرار مشوب بعيب الاختصاص، «ذلك أنه لا اختصاص لوزير الداخلية في توجيه عمل النيابة العامة ولا أعمال الضابطة (الشرطة) القضائية»، كما أن القرار يتضمن عيب مخالفة القانون في التكييف الذي تضمنه قرار الوزيرين بتطبيق القانون المتعلق بمكافحة الإرهاب، وليس قانون الصحافة والنشر.
وتابع الإدريسي قائلا: «هناك وسائل دفاع أخرى كثيرة سنكشف عنها في حينها، وملف الشباب المعتقلين ليس ملفا قانونيا محضا، بل يختلط فيه ما هو قانوني بما هو سياسي، مما يوجب الدفاع عن الشباب بكل الوسائل القانونية والأدوات السياسية والحقوقية الممكنة».
وكان المعتقلون الثلاثة، الذين ستجري محاكمتهم، يديرون صفحة على «فيسبوك» تحمل اسم «فرسان العدالة والتنمية» قبل أن تغير اسمها إلى «فرسان الإصلاح» بعدما انتقد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المكلف، المشرفين عليها بسبب ما ينشر فيها من مواقف تحرج قيادة الحزب.
وعقب انتشار خبر مقتل السفير الروسي، نشر القائمون على الصفحة تدوينة تعد قاتل السفير «بطلا مات شهيدا» لأنه «انتقم لدماء السوريين في حلب». كما نشرت الصفحة صورة لقاتل السفير الروسي، كتب عليها بخط أحمر عريض: «البطل التركي ميرت ألتينلس».
وتفاعل كثيرون مع التدوينة من خلال تعليقات تحمل الشماتة والفرح بمقتل السفير، وهم ما أثار الاستهجان، قبل أن يجري حذفها من الصفحة.
وجاء في البيان المشترك لوزارتي العدل والداخلية الذي اعتقل على أثره نشطاء الصفحة، أنه «على أثر اغتيال السفير الروسي بتركيا، قامت مجموعة من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبير صراحة عن تمجيدهم وإشادتهم بهذا الفعل الإرهابي»، مذكرا بأن الإشادة بالأفعال الإرهابية تعد جريمة يعاقب عليها القانون، طبقا للفصل «2 - 218» من القانون الجنائي.
وأكد البيان ذاته أن «هذه التصرفات المتطرفة وغير المقبولة تتناقض والتعاليم الإسلامية السمحة المبنية على نبذ الغلو والتشدد، وتتعارض وثوابت المجتمع المغربي المؤسسة على الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم التسامح والتعايش».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.