جنرالات يتهمون حكومة نتنياهو بدفع الجيش إلى حرب لم يستعد لها

مراقب الدولة: حماس حفرت 15 نفقًا من غزة إلى البلدات الإسرائيلية

جنرالات يتهمون حكومة نتنياهو بدفع الجيش إلى حرب لم يستعد لها
TT

جنرالات يتهمون حكومة نتنياهو بدفع الجيش إلى حرب لم يستعد لها

جنرالات يتهمون حكومة نتنياهو بدفع الجيش إلى حرب لم يستعد لها

كشف مراقب الدولة، القاضي يوسف شبيران، في تقريره الخاص عن إخفاقات الحرب الأخيرة على قطاع غزة، أن التقارير الاستخبارية الإسرائيلية تشير إلى وجود 15 نفقا اليوم، كانت قد حفرتها قوات حماس من قطاع غزة، وتمتد إلى تخوم إسرائيل تحت البلدات اليهودية غرب النقب، الأمر الذي يدل على أن الحرب لم تكن مجدية.
ومع أنه يفترض نشر التقرير رسميا عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، فقد تسرب بكامله إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. ويستدل من التقرير، أن المراقب يوجه انتقادات لاذعة إلى طرق إدارة الحرب. ووصف المراقبون التقرير بأنه «مثل حبة البطاطا اللاهبة التي تدحرجت إلى أحضان الوزراء وقادة الجيش». وكلما اقتربت ساعة النشر الرسمية، تزداد الصراعات بين الجهات الضالعة في التقرير على الرأي العام. وتكهن مصدر في محيط نتنياهو، أمس، بأن «التقرير يتبنى رواية الوزير نفتالي بينت، الذي قال إن الجيش والحكومة لم ينتبها إلى خطورة الأنفاق، وإنه هو وحده الذي حذر منها. ولكن جوهر الانتقادات موجهة إلى وزير الدفاع، موشيه يعلون، خلال الحرب، ورئيس الأركان آنذاك بيني غانتس، وليس إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو».
وقال شخص مطلع على أحداث الحرب، أمس، لصحيفة «يسرائيل هيوم»، المقربة من نتنياهو، إنه «كانت هناك تساؤلات حول الاستخبارات. لقد قادونا إلى وقف متكرر لإطلاق النار بادعاء أن حماس لم ترغب في المواجهة. لكن الصحيح، هو أن الجيش الإسرائيلي هو الذي لم يرغب في الحرب».
وقال مصدر سياسي آخر، أمس، إن «الجرف الصامد» انتهت بالتصريح بأنه تم تدمير كل الأنفاق الهجومية الممتدة من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية. ويتضح الآن أن حماس تملك ما لا يقل عن 15 نفقا هجوميا تجتاز الحدود إلى إسرائيل. وحسب المسؤول، فإن حماس تعرف بأن إسرائيل تعالج الأنفاق، ولذلك لا يمكن استبعاد جولة أخرى من المواجهة بين حماس وإسرائيل في الفترة القريبة، وستبادر إليها حماس لكي لا تفقد كنز الأنفاق.
من جهة ثانية، يرد قادة الجيش باتهام الحكومة أنها أدارت حربا بلا أهداف سياسية، ومن دون تفاهم مع الجيش حول توقيتها وأهدافها. وقال مصدر مقرب من الوزير يعلون ورئيس الأركان غانتس، أنهما كانا قد حذرا في حينه، من أن اعتقال قادة حماس المحررين في صفقة شاليط كان أحد الأسباب المركزية للتصعيد المتسارع الذي قاد إلى المواجهة الصعبة في غزة. وحسب يعلون، فإن تقييمات جهاز الاستخبارات كانت هي الصحيحة بالذات: حماس لم تكن متجهة نحو التصعيد. العملية الإسرائيلية في الضفة، والحسابات الخاطئة بشأنها، هي التي قادت إلى التغيير الدراماتيكي في نشاط حماس والحرب التي أودت بحياة كثيرين.
وكتب يعلون على صفحته في «فيسبوك»: «ستسمعون في الأسبوع (المقبل) الكثير جدا عن (الجرف الصامد). من مارسوا السياسة الحزبية الضيقة في المجلس الوزاري خلال الحرب، بشكل غير مسبوق، سيواصلون عمل ذلك هذا الأسبوع، أيضا. إنهم سيقولون لكم إنهم لم يعرفوا، ولم يقولوا لهم، ولم يبلغوهم. وأما الكذبة الكبرى فهي أننا لم نكن مستعدين وخسرنا. هذا هراء».
من جهته، قاد الهجوم على الجيش، وزير البناء والإسكان، يوآب غلانط، الذي كان قائدا للمنطقة الجنوبية في الجيش، وكاد يصل إلى منصب رئيس الأركان، ولديه حساب شخصي ضد يعلون وغانتس، فشن هجوما شديد اللهجة عليهما أمس، وحملهما المسؤولية عن إخفاقات «الجرف الصامد». وكتب غلانط على صفحته في «تويتر»، أن «الجنود حاربوا ببطولة خلال (الجرف الصامد)، لكن يعلون وغانتس فشلا. لقد أهملا واستخفا بإعداد الجيش، والتردد في تفعيل القوة. والآن يستتران تحت مئزر المجلس الوزاري». وبالنسبة لغلانط، فقد خرج رئيس الحكومة نقيا من المسؤولية، بينما حمل المسؤولية كلها عن الإخفاقات لرجال الجهاز الأمني ومن وقف على رأسه.
يشار إلى أن غانتس كان الجنرال الذي تسلم منصب رئيس الأركان بدلا من غلانط، عندما اضطر الأخير إلى التخلي عن التعيين في أعقاب قضية فساد. وأثارت تصريحات غلانط، غضب الجنرال احتياط، النائب اليعزر شطيرن، الذي هاجمه على خلفية الإخفاق الذي رافق اختطاف الجندي غلعاد شاليط، عندما كان غلانط قائدا للمنطقة الجنوبية.
وقال شطيرن لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس: «ألا تذكر بأن وزير الأمن يعلون أو رئيس الأركان بيني غانتس، اتهما غلانط على الملأ في ضوء حقيقة لا جدال عليها، وهي أن اختطاف شاليط عبر نفق إلى غزة، وقع حين كان غلانط قائدا للمنطقة الجنوبية». وأضاف أن «ذلك حدث على الرغم من وجود معلومات استخبارية وتحذيرات مفصلة من إمكانية تنفيذ عملية اختطاف».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.