الرئيس اليمني يزور أبوظبي «لبحث التعاون ووقف التمدد الإيراني»

جانب من مراسم استقبال الرئيس هادي في أبوظبي أمس (وكالة سبأ)
جانب من مراسم استقبال الرئيس هادي في أبوظبي أمس (وكالة سبأ)
TT

الرئيس اليمني يزور أبوظبي «لبحث التعاون ووقف التمدد الإيراني»

جانب من مراسم استقبال الرئيس هادي في أبوظبي أمس (وكالة سبأ)
جانب من مراسم استقبال الرئيس هادي في أبوظبي أمس (وكالة سبأ)

بدأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس زيارة إلى دولة الإمارات، أجرى خلالها مع القيادة الإماراتية محادثات بشأن التطورات الجارية في اليمن على الأصعدة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية.
وقال ياسين مكاوي مستشار الرئيس اليمني، إن زيارة الرئيس هادي إلى دولة الإمارات تأتي في إطار «تعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين، خاصة أن الإمارات تعد إحدى الدول الرئيسية إلى جانب المملكة العربية السعودية في التحالف العربي لإعادة الشرعية إلى اليمن». وأكد مكاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الزيارة تعد «تأكيدا عمليا على عمق العلاقات بين بلادنا وشرعيتها مع الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد وأخيه الشيخ محمد بن زايد».
وشدد على وجود «تنسيق متكامل وغرف عمليات مشتركة لإدارة العمليات العسكرية» الهادفة لدعم الشرعية في اليمن، لكنه أشار إلى أن «التحالف العربي والشرعية في اليمن، لديهما هدف رئيسي هو استعادة الشرعية إلى اليمن وقطع دابر محاولات التمدد الإيراني في المنطقة وضمنها اليمن».
بدورها، قالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن زيارة الرئيس هادي إلى الإمارات تأتي «للوقوف على عمق العلاقات ومتانتها التي تتجسد في التعاون والتكامل والتضحيات الأخوية المشتركة في ميادين الشرف والبطولة في معركة المصير المشترك لليمن والأشقاء في دول التحالف العربي ضد القوى الانقلابية ومن يمولها ويواليها».
وتأتي زيارة هادي إلى الإمارات، بعد زيارة مماثلة إلى المملكة العربية السعودية، بحث فيها المستجدات السياسية والاقتصادية على الساحة اليمنية والعمليات العسكرية الخاصة باستعادة قوات الجيش الوطني اليمني السيطرة على المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وخاصة العمليات الجارية في الساحل الغربي والهادفة إلى تحرير كافة مناطق الساحل، في إطار العملية العسكرية «الرمح الذهبي»، التي يشارك فيها التحالف العربي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.