ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين والعرب من إسرائيل، على خلفية نشاطهم في التنظيمات الإسلامية المتطرفة. وتحتجز إسرائيل في سجونها، حاليا، ما لا يقل عن 83 أسيرا ومعتقلا، تتهمهم بارتكاب مخالفات ترتبط بتلك التنظيمات، وعلى رأسها تنظيمي «داعش»، و«القاعدة»، علما بأن عدد الأسرى المرتبطين بهذه التنظيمات لم يزد عن 12 أسيرا في أواخر 2015.
ومن بين المعتقلين الذين أبلغ عنهم الشاباك (جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة) خلال الأشهر الأخيرة، ثلاثة شبان من مدينة الطيبة في منطقة المثلث، الذين اعتقلوا في سبتمبر (أيلول) الماضي، بشبهة النشاط مع تنظيم داعش أو بإلهام منه. وقد خطط اثنان منهم للانضمام إلى التنظيم في الحرب الأهلية السورية، لكنهما اعتقلا قبل أن يخرجا مخططهم إلى التنفيذ. كما جرى في الشهر نفسه، اعتقال زوجين من مدينة سخنين في الجليل، بعد عودتهما من العراق، حيث خدما هناك في صفوف «داعش»، وبقيت قصتهما طي الكتمان. واعتقل في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) شاب من بلدة جلجولية، بعد إعلان تأييده لـ«داعش» وشراء سلاح رشاش ومسدس ونيته الخروج إلى سوريا. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، اعتقل في الطيبة، مواطن أقسم الولاء لـ«داعش»، وتدرب على إعداد عبوات ناسفة، وخطط، حسب «الشاباك»، لتنفيذ عملية داخل حافلة ركاب إسرائيلية.
يشار إلى أن غالبية هؤلاء المعتقلين، هم من المواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، والبقية فلسطينيون من سكان الضفة الغربية. وفي غالبية الحالات، جرى اعتقالهم بعد قيامهم باتصالات مع نشطاء «داعش» عبر الإنترنت، أو التخطيط لعمليات تم إحباطها قبل تنفيذها. وهناك من اعتقلوا لأنهم حاولوا السفر إلى العراق وسوريا للمحاربة في صفوف التنظيم، وفي بعض الأحيان، جرى اعتقالهم بعد عودتهم من ساحات الحرب. وقال الجهاز الأمني الإسرائيلي، إن قلة من المعتقلين يمكن وصفهم بالمتماثلين جدا مع «داعش»، لكنه يمكن التعامل مع غالبيتهم كرجال «السلفية الجهادية»، وهو تيار يؤيد النضال العنيف ويستمد الإلهام من «داعش»، لكنه ليس مرتبطا بالضرورة، بقيادة التنظيم في مدينة الرقة السورية، ولا يتلقى منها توجيهات مباشرة للعمل.
وقالت مصادر سياسية، إن الشاب الفلسطيني، الذي دهس أربعة ضباط في الجيش الإسرائيلي، في أثناء مشاركتهم في دورة لمدرسة الضباط في حي قصر المندوب السامي في القدس، في بداية السنة الحالية، عمل هو أيضا بإلهام من «داعش»، وهو من سكان جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة.
وحسب تقييم المخابرات، فإن نجاح التنظيمات السلفية داخل إسرائيل ما زال محدودا في هذه المرحلة، حيث إن «داعش» لا يضع إسرائيل في رأس اهتمامه، والمواطنون العرب في إسرائيل يتمتعون بنضج يجعلهم نافرين منها. إلا أنه يلاحظ ارتفاع محفزات الضرر الذي يمكن أن يسببه «داعش» والتنظيمات الناشطة بإلهام منه. ويستدل من سلسلة أحاديث لضباط كبار في الجيش الإسرائيلي، خلال الفترة الأخيرة، على أن «داعش» والتنظيمات السلفية الأخرى، يمكن أن تشكل المتفجرات التي ستشعل التصعيد على حدود قطاع غزة، وفي سيناء، وإلى حد كبير في جنوب هضبة الجولان.
ففي غزة، تتحمل التنظيمات السلفية المسؤولية عن إطلاق القذائف المتفرقة، مرة كل شهر أو شهرين باتجاه النقب. وتطلق القذائف عادة بفعل معايير داخلية، من أجل إحراج سلطة حماس في القطاع التي تعتقل نشطاء التنظيمات وتعذبهم، ولكي يجري توريط الحركة في خطر المواجهة مع إسرائيل. وجرى منذ بداية الشهر الحالي، تسجيل حالتي قصف من سيناء باتجاه إسرائيل، الأولى باتجاه إيلات والثانية باتجاه منطقة المجلس الإقليمي أشكول، في غرب النقب. وتتحمل المسؤولية عن ذلك ولاية سيناء، فرع «داعش» في شبه الجزيرة. وقدر الجيش، بأن إطلاق النار تم بهدف مزدوج: إصابة إسرائيل، بسبب المساعدة التي تقدمها لمصر في حربها ضدهم في سيناء، والتخريب على محاولات التقارب بين حماس ومصر، وتشديد التوتر بينهما.
83 عربياً اتهموا بالانتماء لـ«داعش» معتقلون في إسرائيل
83 عربياً اتهموا بالانتماء لـ«داعش» معتقلون في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة