ترجيح موافقة ترمب على التحقيق في هجوم أودى بجندي أميركي في اليمن

والد «المارينز» القتيل استنكر العملية «الغبية»

ترجيح موافقة ترمب على التحقيق في هجوم أودى بجندي أميركي في اليمن
TT

ترجيح موافقة ترمب على التحقيق في هجوم أودى بجندي أميركي في اليمن

ترجيح موافقة ترمب على التحقيق في هجوم أودى بجندي أميركي في اليمن

قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس دونالد ترمب قد يؤيد فتح تحقيق في هجوم أميركي باليمن الشهر الماضي أسفر عن مقتل عدد من متشددي تنظيم «القاعدة» لكنه أودى أيضاً بحياة جندي أميركي وعدد من المدنيين. وقالت سارة هاكابي ساندرز نائبة السكرتير الصحافي للبيت الأبيض لبرنامج «ذيس ويك» التلفزيوني على قناة «إيه بي سي» الإخبارية: «لم تتوفر لي فرصة الحديث معه مباشرة بهذا الشأن لكنني أتصور أنه سيكون مؤيدا لهذا».
وقتل الجندي ويليام «رايان» أوينز (36 عاما) وهو من قوات العمليات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية في الهجوم على «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» بمحافظة البيضاء اليمنية في 29 يناير (كانون الثاني) في أول عملية يصرح بها ترمب بصفته القائد الأعلى.
واستنكر والد أوينز «العملية الغبية» التي قتل فيها ابنه، متسائلا عن السبب الذي دفع الرئيس ترمب للموافقة عليها. وتساءل ويليام أوينز في مقابلة أجرتها معه صحيفة «ميامي هيرالد» نشرت أمس «لماذا في هذا الوقت كان يجب أن يتم تنفيذ هذه العملية الغبية، حتى قبل مرور أسبوع على تولي إدارته (ترمب) السلطة؟ لماذا؟». وأضاف في أول تصريحات له منذ مقتل نجله «خلال العامين الماضيين، لم يكن هناك جنود على الأرض في اليمن» بحيث اعتمدت جميع العمليات «على الصواريخ والطائرات من دون طيار بسبب عدم وجود هدف يستحق التضحية بحياة أميركي واحد. والآن فجأة، علينا أن نقوم بهذا الاستعراض الكبير».
وقال والد الجندي القتيل الذي كان في سلاح البحرية (نايفي سيلز) للصحيفة إنه لم يرغب في لقاء الرئيس الأميركي عندما قدم مع ابنته إيفانكا في الأول من فبراير (شباط) الحالي للمشاركة في تكريم نجله لدى وصول جثمانه إلى قاعدة دوفر الجوية. وأوضح أنه قال للقس الذي أبلغه بأن ترمب في طريقه من واشنطن إلى القاعدة الجوية: «أنا آسف، لا أرغب في رؤيته».
وكان البيت الأبيض دافع عن العملية معتبرا أنها «ناجحة بكل المعايير». وبحسب وزارة الدفاع الأميركية، فإن خطة الهجوم كانت تبحث منذ مدة ووافق عليها المسؤولون في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، إلا أن تنفيذها تأخر إلى ما بعد مغادرة أوباما البيت الأبيض لـ«أسباب عملانية».
وكانت العملية التي نفذتها القوات الخاصة التابعة للبحرية الأميركية قد أدت كذلك إلى مقتل عدد من المدنيين اليمنيين بينهم أطفال وإصابة ثلاثة جنود أميركيين في اشتباكات عنيفة. وذكرت مصادر حينها أن الهجوم الأميركي بدأ مباغتاً من طائرات من دون طيار على منزل القيادي في تنظيم «القاعدة» عبد الرؤوف الذهب، وبعد ذلك وصلت طائرات أباتشي وطائرات عمودية تحمل جنوداً من المارينز الأميركي، حيث قامت تلك الطائرات بإنزال المقاتلين وسط تغطية نارية من طائرات الأباتشي وفي صراخ وخوف للأطفال والنساء من أبناء القرية، حيث قام الطيران بدك منازل بعض أبناء قرية يكلا بالتزامن مع الإنزال المظلي للجنود الأميركيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».