وثيقة دي ميستورا... مباحثات جنيف «أولية» تمهد لمفاوضات في العمق

دخلت يومها الرابع ولم يبدأ بحث جدي بين الأطراف حتى الآن

شاب من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، يعبر ركام بناء دمره قصف طيران النظام (أ.ف.ب)
شاب من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، يعبر ركام بناء دمره قصف طيران النظام (أ.ف.ب)
TT

وثيقة دي ميستورا... مباحثات جنيف «أولية» تمهد لمفاوضات في العمق

شاب من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، يعبر ركام بناء دمره قصف طيران النظام (أ.ف.ب)
شاب من سكان دوما بالغوطة الشرقية لدمشق، يعبر ركام بناء دمره قصف طيران النظام (أ.ف.ب)

اقترح وسيط الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، الذي يرعى المفاوضات السورية في جنيف، على الأطراف المفاوضين ثلاثة عناوين للتباحث في شأنها في الأيام المقبلة، داعياً إلى عقد جولات تفاوضية عدة، وفق وثيقة تم تسريبها للإعلام. ووصفت الوثيقة مفاوضات جنيف بأنها «مباحثات أولية» بهدف «التمهيد لمفاوضات في العمق» حول العناوين الثلاثة المذكورة، موضحة أنه لا بد من إجراء «جولات عدة» للتوصل إلى نتيجة.
ورغم دخول المفاوضات يومها الرابع، لم يبدأ حتى الآن في جنيف أي بحث في العمق بين الأطراف المعنيين، ولا يزال هؤلاء الأطراف يدرسون جدول الأعمال الذي يفترض الاستناد إليه.
واقترح مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا عليهم ورقة تتضمن بحث ثلاثة عناوين رئيسية هي: الحكم والدستور الجديد والانتخابات وفق الوثيقة التي سلّمت على التوالي لوفد النظام السوري ووفد المعارضة في اليومين الأخيرين.
وهذه العناوين مذكورة في القرار الدولي 2254 الصادر في 2015، والذي يحدد خريطة طريق دولية للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. لكن كلاً من دمشق والمعارضة يفسرها في شكل مختلف وخصوصاً ما يتصل بالحكم. فدمشق ترفض بحث مصير الرئيس بشار الأسد في حين تطالب المعارضة بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات.
وأوردت وثيقة دي ميستورا: «سنبحث هذه الموضوعات الثلاثة في شكل متواز»، موضحة أن «ليس هناك اتفاق على شيء ما دام ليس ثمة اتفاق على كل شيء».
وينتظر المبعوث الأممي رد الأطراف على مضمون الورقة، التي تنص أيضاً على أن يتم بحث وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب والجانب الإنساني في عملية آستانة.
ووصفت الوثيقة التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، مفاوضات جنيف بأنها «مباحثات أولية» بهدف «التمهيد لمفاوضات في العمق» حول العناوين الثلاثة المذكورة، موضحة أنه لا بد من إجراء «جولات عدة» للتوصل إلى نتيجة.
وأشارت أيضاً إلى أن قضايا وقف إطلاق النار ومكافحة الإرهاب والجانب الإنساني سيتم بحثها في إطار آلية أخرى هي عملية آستانة.
ومنذ نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ترعى روسيا، أكبر حليف لنظام الأسد، وتركيا، الداعمة للمعارضة، وقفاً هشاً لإطلاق النار بين قوات النظام والفصائل المعتدلة، وقد نظمتا مفاوضات في عاصمة كازاخستان بين النظام وممثلين عسكريين للفصائل المقاتلة.
في السياق، اتهم وفد المعارضة السورية الأساسي إلى جنيف، الذي يضم الهيئة العليا للمفاوضات، النظام بـ«المماطلة» بإصراره على طرح الإرهاب كأولوية على جدول الأعمال لعدم رغبته في بحث الانتقال السياسي.
وقال سالم المسلط في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية من مقر إقامة الوفد المعارض في جنيف: «منذ اجتماعات جنيف السابقة والآن، فإن (الإرهاب) هو الكلمة الوحيدة التي يعرفها النظام، حقيقة هو يماطل بمجرد ذكر هذه الكلمة وموضوع الحرب على الإرهاب».
وبعد تفجيرات دامية استهدفت، أول من أمس السبت، مقاراً أمنية أودت بالعشرات في مدينة حمص وسط سوريا، طرح رئيس وفد النظام بشار الجعفري «مكافحة الإرهاب أولوية» على جدول أعمال المفاوضات الجارية. كما طالب المعارضة بـ«إصدار بيانات إدانة واضحة».
واعتبر المسلط أن «ما يحدث وتحدث به الجعفري كلها أسباب للمماطلة»، مضيفا: «لا يريدون الحديث عن انتقال سياسي، ولا يريدون البدء بالانتقال السياسي».
وأضاف: «كما يصر الجعفري على إدانة الحادثة التي حصلت أمس، أيضاً نطالب وفد النظام بأن يبلغ الجميع أنه ملتزم الانتقال السياسي».
ومنذ بدء مسار التفاوض قبل أكثر من ثلاث سنوات، يُطالب النظام السوري بالتركيز على القضاء على الإرهاب كمدخل لتسوية النزاع المستمر منذ ست سنوات، في حين تصر المعارضة على بحث تفاصيل العملية الانتقالية، وفي مقدمها تأليف هيئة حكم انتقالي ذات صلاحيات كاملة من دون أي دور لرئيس النظام بشار الأسد.
ولاحظ المسلط أن «وجود الجميع في جنيف هو لبحث الانتقال السياسي (...) إن كانوا جادين فليقولوا علناً، نطالبهم هنا الآن بأن يقولوا علناً أنهم جاؤوا هنا لبحث الانتقال السياسي».
وقال المسلط: «نجزم بأن جنيف هي المحطة السياسية التي يناقش فيها الأمر السياسي»، مضيفاً: «الأمور العسكرية على الأرض جرت مناقشتها في آستانة وتُستكمل في آستانة». وقال المسلط: «إن كان من جدية هنا في جنيف لدى وفد النظام عندما يقر (...) بأنه ملتزم بالانتقال السياسي، سترون أن وفد المعارضة هو وفد واحد».
ويشارك في جولة المفاوضات أيضاً وفد من «منصة القاهرة»، التي تضم عدداً من الشخصيات المعارضة والمستقلة، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية جهاد المقدسي، كما من «منصة موسكو» التي تضم معارضين مقربين من روسيا أبرزهم نائب رئيس الوزراء الأسبق قدري جميل.
وتبذل في كواليس فنادق جنيف جهود من أجل التوصل إلى وفد معارض واحد يضم المجموعات الثلاث.
في أنقرة، قال محمد الشمالي العضو التركماني في الهيئة العليا للمفاوضات، إن روسيا لم تلتزم بالتعهدات التي قطعتها على نفسها خلال اجتماعات آستانة. وحذر في تصريح لوكالة الأناضول الرسمية، أمس، من «تأثير عدم الالتزام الروسي، على مجريات مفاوضات جنيف 4. كون وقف إطلاق النار أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي في العملية السياسية».
ولفت إلى أنه خلال اليومين الماضيين، تعرض حي الوعر في حمص وسط سوريا لقصف عنيف؛ ما أسفر عن سقوط الكثير من القتلى، رغم أن الحي محاصر منذ أكثر من 4 سنوات، موضحاً أن الاتفاقيات التي تمت بين اللجان المحلية في الحي من جهة، وروسيا والنظام من جهة أخرى، وأفضت إلى إخراج بعض المسلحين لم تجد في منع القصف عليها كما تعرض حيا القابون والبرزة شرق دمشق لقصف مماثل، وهاتان المنطقتان محاصرتان أيضاً».
وأضاف أن المعارضة عقدت اجتماعاً في جنيف للنظر في هذه الانتهاكات، وأرسلت رسالة إلى الأمين العام للمتحدة، أنطونيو غوتيريس، لافتاً إلى أن الرسالة ستصل بالضرورة إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وبشأن مفاوضات جنيف، لفت الشمالي إلى أن وجود أجواء إيجابية نوعاً ما، وهناك تجاوب من دي ميستورا، ونأمل أن تتم إجراءات الثقة للدخول في عملية التفاوض، مضيفاً: «لا توجد عوائق من جانب المعارضة بخصوص التفاوض، بل إن ما نخشاه أن يقوم النظام بتمييع عملية التفاوض عبر الدخول في التفاصيل».



الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
TT

الشرع يؤكد للسيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال القمة العربية الطارئة بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر 4 مارس 2025 (أ.ب)

أكد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حرصه على بدء صفحة جديدة من العلاقات مع الدول العربية وخاصة مصر، وذلك خلال لقاء جمعهما على هامش القمة العربية الطارئة بالقاهرة، اليوم (الثلاثاء).

من جهته، دعا الرئيس المصري إلى إطلاق عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات الشعب السوري خلال لقائه الشرع. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، إن السيسي أكد في لقائه مع الشرع حرص مصر على دعم الشعب السوري «ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الاستقرار والتنمية». وأضاف أن السيسي شدد خلال الاجتماع على أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة «لا تقصي طرفاً». وأوضح المتحدث أن الرئيس المصري شدّد على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وعلى «رفض مصر لأي تعدٍ على الأراضي السورية».

وذكرت الرئاسة المصرية أن الرئيس السوري أكّد حرصه على «بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية، وخاصة مصر».