عملت المدرسة الأهلية في لبنان ومنذ تأسيها في عام 1916 على إعطاء المواد الفنيّة مساحة لا يستهان بها من منهجها الدراسي، من منطلق أن الفنون عامة تهذّب النفس وتترك تأثيرها الإيجابي على التلاميذ، فيجدون فيها فسحة تربوية من نوع آخر.
واليوم، ما زال يتمسّك أعضاء مجلس أمناء المدرسة والذي يتألّف بغالبيته من أبناء المنطقة بالحفاظ على هذه الميزة والتي رافقت المدرسة الأهلية منذ الثلاينات، عندما تعاونت مؤسستها وداد قرطاس مع ألكسي بطرس أحد مؤسسي الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة (جامعة الألبا)، لإنشاء القسم الفني فيها والذي تمّ تطويره مع الوقت ليتوافق والمعايير الفنية المتّبعة في القرن الحادي والعشرين.
وفي الذكرى المئوية لتأسيسها (1916 - 2017) وبهدف تعزيز الناحية الفنيّة في منهجها الدراسي، تقيم مدرسة الأهلية وسط بيروت معرضا فنيّا يستمرّ حتى الرابع من مارس (آذار) المقبل. يضم هذا المعرض نحو ثلاثين قطعة فنيّة تعود لخمسة من خرّيجيها، الذين وصلت شهرتهم العالم من خلال الرسم والنحت فكانوا خير سفراء للمدرسة المذكورة ولبلدهم لبنان. ويشمل هذا المعرض أعمالا للنحاتة الراحلة سلوى روضة شقير التي توفّيت مؤخرا عن عمر يفوق المائة، وكذلك للرسامين إيتيل عدنان وسعيد وأيمن بعلبكي وعفاف زريق. وتكمن أهمية تلك الأعمال كونها تندرج تحت عنوان «ذاكرة بيروت» لما تتضمن من مواضيع تلامس العاصمة اللبنانية.
«أردناه بمثابة تحية تكريمية لتلامذتنا وخرّيجينا الذين ذاع صيتهم عالميا، وبقوا رغم ذلك يتذكّرون مدرستهم التي كانت المشجّع الأول لهم في مسيرتهم الفنيّة». يقول نديم قرطاس رئيس مجلس إدارة مدرسة «الأهلية» التي تقع وسط بيروت. وتحمل القطع الفنيّة المشاركة في هذا المعرض مواضيع مختلفة تدور في فلك المدينة بيروت، وقد ترجم أصحابها علاقتهم الوطيدة فيها من خلال رسومات زيتية أو منحوتات خشبية وتركيبات لوحات منشأة (installation) إضافة إلى أخرى تندرج في خانة عالم الفنّ التجريدي.
وأشار صالح بركات المشرف على تنظيم هذا المعرض لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لا يهدف إلى تحقيق أي أرباح مادية، وأنه أجرى شخصيا الاتصالات مع المشاركين فيه ومن بينهم الفنانة التشكيلية اللبنانية سلوى روضة شقير قبيل فترة من وفاتها (الشهر الماضي)، أبدت فيها سعادتها للمشاركة في هذا المعرض الذي يقام في مدرستها الطفولية، فاختارت منحوتة خشبية من الفن التجريدي الذي عرفت بومن جهتها، فإن الفنانة عفاف زريق قد اختارت مجموعة من أحدث أعمالها الفنية لتشارك فيها بالمعرض، وبينها تلك التي تحكي عن علاقتها بوالدها الراحل قسطنطين زريق صاحب الأفكار التقدمية في موضوع العروبة.
مدرسة «الأهلية» تكلل مئويتها بمعرض فني لأبرز خريجيها
مدرسة «الأهلية» تكلل مئويتها بمعرض فني لأبرز خريجيها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة