التصريحات الرسمية الروسية نحو ترمب تتحول من «التفاؤل الكبير» إلى «التشكيك»

الكرملين يطلب من إعلامه الكف عن مديح الرئيس الأميركي

التصريحات الرسمية الروسية نحو ترمب تتحول من «التفاؤل الكبير» إلى «التشكيك»
TT

التصريحات الرسمية الروسية نحو ترمب تتحول من «التفاؤل الكبير» إلى «التشكيك»

التصريحات الرسمية الروسية نحو ترمب تتحول من «التفاؤل الكبير» إلى «التشكيك»

تسبب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، دون قصد منه، باحتجاجات في العاصمة موسكو ضد ديمتري كيسيلوف، مدير عام وكالة الأنباء الدولية «روسيا سيغودنيا»، وأحد أهم رموز بروباغاندا الكرملين، الأمر الذي تحول لاحقا إلى مواجهة عبر الإعلام بينه وبين عضو في البرلمان الروسي. هذا في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام نقلا عن مصادر، أن الكرملين طالب الإعلام الرسمي بالكف عن المديح المباشر للرئيس ترمب. وتأتي هذه التطورات على خلفية خيبة أمل روسية واضحة من الرئيس الأميركي الجديد، لا سيما فيما يتعلق بوعوده الانتخابية حول «التطبيع مع روسيا» و«النظر في إمكانية الاعتراف بشبه جزيرة القرم جزءا من روسيا»، و«إطلاق تعاون مع موسكو للتصدي للإرهاب في سوريا»، وغيرها من وعود علقت موسكو عليها آمالا كبيرة، وشكلت موضوعا رئيسيا لضخ إعلامي واسع، يحمل في طياته إشارات إلى مستقبل واعد للعلاقات بين البلدين في عهد ترمب.
وبعد مضي شهر على دخول ترمب البيت الأبيض أخذت لهجة التصريحات الروسية نحو ترمب تتحول تدريجيا من «التفاؤل الكبير» إلى «التشكيك». بينما دفعت حالة الإحباط البعض إلى التعبير عن استيائهم من تغطية وسائل الإعلام الرسمية الروسية لنشاطات ترمب، منذ أن كان مرشحا للرئاسة، وصولا إلى دخوله البيت الأبيض.
ونظم أعضاء «حركة التحرير الوطني» الروسية احتجاجات أمام مبنى وكالة «روسيا سيغودنيا»، وقالت صحيفة «آر بي كيه» الروسية نقلا عن صفحة مراسل «بي بي سي» على «تويتر»، إن المحتجين رفعوا لافتات كُتب عليها «لا لتمجيد ترمب في وسائل إعلامنا»، «كيسيلوف أنت مهووس بترمب»، موضحة أن مؤسس الحركة التي نظمت الاحتجاجات هو يفغيني فيودوروف، عضو في مجلس الدوما عن حزب روسيا الموحدة.
وفي تعليقها على تلك الوقفة الاحتجاجية، قالت صحيفة «كوميرسانت» إن «النزاع العلني بين المذيع ديمتري كيسيلوف وعضو مجلس الدوما يفغيني فيودوروف يعني إمكانية انقسامات في صفوف التحالف الداعم للسلطات»، مبدية استغرابها لنشوب نزاع بينهما، ذلك أن «كليهما يقف على جانب واحد، ويقدمان الدعم المطلق لكل سياسات الرئيس بوتين، فيما يخص الانتقادات الحادة للولايات المتحدة والسياسة الخارجية للبيت الأبيض، وغيره». وتشير الصحيفة إلى أن رد كيسيلوف جاء سريعا على الاتهامات التي وجهها له أتباع فيودوروف، ومنها اتهامه بـ«الوله بترمب». إذ شن المذيع الروسي هجوماً لاذعاً على زعيم «حركة التحرير الوطني»، ووصفه بـ«سياسي طائش». وقال كيسيلوف في حلقة من برنامجه التلفزيوني يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني): «نحن في روسيا نتعامل بتسامح مع السياسيين الطائشين، الذين يحاولون إدهاشنا (....) وبتعابير ذكاء يحاولون أن يفرضوا علينا جدلاً أحمق»، واتهم أولئك السياسيين بأنهم «يبثون الكثير من الهراء لدرجة أنه يمكن الغرق في تلك الضوضاء الإعلامية التي يثيرونها»، واصفا ما يقومون به من احتجاجات بأنها «سيرك متجول». تلك العبارات أثارت غضب فيودوروف، الذي ذهب في رده إلى تهديد كيسيلوف بالقضاء، وتقديم دعاوى قضائية ضده باسم آلاف مؤيدي «حركة التحرير الوطني» الروسية، الذين شعروا بالإهانة، وفق ما تؤكد «كوميرسانت»، مشيرة إلى أن البرلماني الروسي لم يكتف بهذا الرد، وزاد عن ذلك متهما كيسيلوف بـ«مؤامرة مناهضة للرئيس» بوتين، وتقديم دعم على حساب الدولة لرئيس دولة أخرى (أي لدونالد ترمب). وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن السبب المباشر للنزاع بين أبناء المعسكر الواحد، هو موقف الإعلام الروسي، وتحديداً كيسيلوف، من تصريحات شون سبايسر، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، التي قال فيها إن الرئيس ترمب ينتظر من روسيا تهدئة النزاع الأوكراني، و«إعادة القرم» لأوكرانيا. وتقول الصحيفة إن «الإعلام الروسي الذي كان متعاطفا طيلة الفترة الماضية مع ترمب، لم يعد يتحدث عنه عمليا بعد تلك التصريحات، لكنه (أي الإعلام الروسي) في الوقت ذاته لم يوجه لترمب انتقادات كتلك التي كان يوجهها كيسيلوف ذاته للرئيس باراك أوباما. وهذا الأمر أثار استياء أتباع فيودوروف»، الذين نظموا الاحتجاج ضد كيسيلوف.
في سياق متصل تناقلت وسائل الإعلام الروسية خبرا على وكالة «بلومبيرغ» تقول فيه إن الكرملين طالب وسائل الإعلام الحكومية بالكف عن مديح ترمب. وقالت «آر بي كيه» الروسية إن مصادر «بلومبيرغ» توضح أن إصدار الكرملين مثل تلك التوجيهات يعود إلى تنامي مخاوف السلطات الروسية من أن لا تكون سياسة واشنطن نحو موسكو ودية بالقدر الذي كان متوقعاً منذ البداية، أي عندما فاز ترمب في الانتخابات الرئاسية. كما يبرر الكرملين ذلك القرار، وفق ما جاء في الخبر، بتراجع المشاهد الروسي بالأخبار المتصلة بحملة ترمب الانتخابية. وتقول: «آر بي كيه» إنها حاولت سماع تعليق وسائل الإعلام الحكومية الكبرى على ذلك الخبر، إلا أنها لم توفق بالحصول على رد من أي منها، باستثناء رد وحيد جاء من قناة «آر تي»، وبأسلوب ساخر تقول القناة في ردها: «بصورة سرية يمكننا الإعلان بأن ساعيا من الكرملين جاء إلينا صباح اليوم، حاملاً معه مغلفا أحمر، ولما فتحناه رأينا هناك رسالة مكتوبا فيها (ترمب لم يعد موجوداً)، بعد ذلك قمنا بإنزال صوره التي كانت على الجدران في مكاتبنا، وأغلقنا الغرفة الترمبية، وأمهلنا بعض الموظفين ثلاثة أيام ليتخلصوا من أي وشم يحمل صورة أو اسم ترمب».



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.