كرّمت «جمعية بربارة نصّار» لمرضى السرطان ثلاثة إعلاميين لبنانيين استطاعوا أن ينجوا من هذا المرض بفضل مقاومتهم له بالحبّ والتفاؤل. فخلال حفل أقيم في فندق «هيلتون حبتور» تحت عنوان «أقاوم لأنتصر» وقدّمه الإعلامي اللبناني ميشال قزّي، جرى تكريم كلّ من المراسلة الصحافية هدى شديد والمذيعة التلفزيونية ليليان أندراوس والمخرج سعيد الماروق، بعد أن روى كلّ منهم تجربته مع المرض وكيفية محاربته له بفعل إيمانهم وحبّهم للحياة.
وفي كلمة ألقاها مؤسس الجمعية هاني نصّار مفتتحا بها الحفل، أكد أن صلابة هؤلاء المكرّمين في مواجهتهم مرض السرطان وتسلّحهم بالأمل ساهما في نجاتهم منه بعدما تحدوا خوفهم وانتصروا عليه. كما روى بإيجاز الإنجازات التي حققّتها الجمعية في إطار مساندة مرضى السرطان ماديا ومعنويا، مشيرا إلى أنها استطاعت خلال عامين مساعدة 46 مريضا في ثمانية عشر مستشفى بقيمة 80 مليون ليرة.
حضر الحفل شخصيّات سياسية وأخرى من الجسم الطبي وفي مقدّمهم وزير الاتّصالات جمال الجرّاح وزميله الأسبق مروان شربل والذي تأسست الجمعية على يديه.
وكانت الإعلامية ليليان أندراوس أول المكرّمين بعد أن تمّ عرض ريبورتاج مصوّر، عن الجهد الذي قدّمته في سبيل تغطية وزارة الصحة كلفة عمليّات ترميم الثدي للمصابات بهذا المرض، وقد نجحت بذلك بفضل إصرارها. وقدّمت شهادتها الحيّة حول تجربتها مع المرض وقد استهلّتها بتوجيه تحية إلى الحضور قالت فيها: «مسا الحبّ والحياة والمستقبل الزاهر». ومن ثم روت كيف انتفضت على المرض وقاومته بفرح، مشيرة إلى أن طبيبتها ساهمت في التخفيف من وطأته عليها منذ اللحظة الأولى عندما قالت لها: «لا تبكي فأنت مريضة بما يشبه الإنفلونزا وستشفين منه قريبا».
وروت مراسلة نشرات الأخبار في تلفزيون (إل بي سي آي) هدى شديد، كيف شعرت لفترة من الوقت بالإحباط بعد أن هشّمها المرض من الداخل، وكيف حزمت أمرها في أحد الأيام وقررت مواجهته بإرادتها الصلبة، وبأنها جمعت تجربتها هذه في كتاب (ليس بالدواء وحده) الذي روت فيه معاناتها مع المرض وكيفية تغلّبها عليه ليكون بمثابة رسالة معنوية تساند مرضى السرطان وتحثّهم على المقاومة.
أما المخرج سعيد الماروق الذي أصيب بهذا المرض منذ نحو السنتين، فألقى كلمة في المناسبة أكد فيها أنه كان محظوظا في خوضه هذه التجربة، لأنها عرّفته على الأمل وعلى أهمية الحياة وهو الذي كان يعيش على هامشها. ومما قاله: «لقد اكتشفت أهمية النفس الذي نتنشّقه ومدى تأثير التدخين علينا، خصوصا أنني كنت من عشّاق السيجارة فأطلقت حملة (لا للتدخين لعيون الماروق)». وخلال الحفل تمّ عرض ريبورتاجات مصوّرة بينها ما تحدّثت فيه مؤسسة الجمعية الراحلة بربارة نصّار، موجزة قصة مقاومتها للمرض حتى لحظاتها الأخيرة بالابتسامة والأمل، فجالت خلال ثمانين يوما على 1655 بلدة لبنانية بعد أن علمت بأن أيامها صارت معدودة. كما تمّ عرض ريبورتاجات أخرى تناولت تجارب قاسية عاشها بعض مرضى السرطان، والذين استطاعوا النجاة منه بفضل مساندة الجمعية لهم، فخيّم جو من التأثر على الحضور، ولوحظ ذلك على محيا الوزير السابق مروان شربل الذي بقيت عيناه مسمّرة طيلة عرض الريبورتاجات على الشاشات العملاقة التي توسّطت قاعة الاحتفال.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية بربارة نصار لمرضى السرطان تمّ تأسيسها من قبل زوجها هاني نصار في عام 2014 بعد أن تمنّت عليه زوجته القيام بهذه الخطوة وذلك قبيل وفاتها. واتّخذت الجمعية شعارا لها أطلقته بربارة بنفسها (يكفي مريض السرطان وأهله في لبنان ما يعانونه من جراء المرض، فيحق له تلقي العلاج بكرامة من دون توسل وتسول).
وكانت بربارة نصار الزوجة والأم الشابة قد أصيبت بسرطان الثدي مع انتشار في العظام في مراحله الأخيرة عام 2009. فخضعت لعمليات جراحية ولجلسات علاج كيميائي وعلاج بالأشعة، إلا أنها أسلمت الروح في 27 فبراير (شباط) 2014. وقد تميزت دوما بابتسامة وفرح وسلام داخلي رغم الأوجاع التي كانت تعاني منها.
«جمعية بربارة نصار» لمرضى السرطان تكرّم وجوها معروفة نجت منه
تحت عنوان «أقاوم لأنتصر» أدلوا بشهادات حيّة حول تجربتهم معه
«جمعية بربارة نصار» لمرضى السرطان تكرّم وجوها معروفة نجت منه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة