مستشار رئاسي تركي: أنقرة لن تبقى في سوريا ولن تتعاون مع الأسد... لكننا لن ننحيه بالقوة

مستشار رئاسي تركي: أنقرة لن تبقى في سوريا ولن تتعاون مع الأسد... لكننا لن ننحيه بالقوة
TT

مستشار رئاسي تركي: أنقرة لن تبقى في سوريا ولن تتعاون مع الأسد... لكننا لن ننحيه بالقوة

مستشار رئاسي تركي: أنقرة لن تبقى في سوريا ولن تتعاون مع الأسد... لكننا لن ننحيه بالقوة

في حين أعلن الجيش التركي، أمس (الجمعة)، السيطرة الكاملة على جميع أحياء مدينة الباب، بمحافظة حلب السورية، شهدت المدينة اشتباكات في إطار عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات «درع الفرات» المكونة من فصائل من الجيش السوري الحر مدعومة بقوات خاصة تركية، وذلك بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي من معقله في ريف محافظة حلب الشرقي. ومن جهة أخرى، أشاد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بنجاح قوات «درع الفرات» في تحرير الباب من تنظيم داعش، وأعلن مسؤول تركي أن بلاده لن تبقى في سوريا بعد الانتهاء من عملياتها ضد «داعش»، وضمان أن عناصره لن تعود إلى المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية. وكذلك أنها لن تتعاون مع الأسد ولن تتدخل لتنحيته بالقوة.
رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قال في سياق إشادته بنجاح قوات «درع الفرات» في السيطرة على الباب، في العاصمة أنقرة، أمس (الجمعة)، إن العالم يتظاهر بأنه يحارب تنظيم داعش الإرهابي، لكن الحقيقة ليس هناك من يحارب التنظيم سوى تركيا. وتابع أن بلاده تمكنت من تحرير الباب من خلال عملية «درع الفرات» ليبدأ الناس بالعودة إلى حياتهم الطبيعية هناك مضيفًا: «احتضنّا 3 ملايين لاجئ خلال 5 سنوات، وأنقذنا نحو 50 ألف شخص من الموت في بحر إيجه خلال محاولتهم السفر إلى أوروبا بطرق غير مشروعة».
هذا، وقالت رئاسة الجيش التركي في بيان أمس إن قوات «الجيش السوري الحر» المدعومة من تركيا أكملت سيطرتها تمامًا على مدينة الباب، وإن عمليات البحث عن الألغام والقذائف وإزالتها لا تزال جارية. وأضاف البيان أنه تمت السيطرة على 230 منطقة سكنية وأن «الجيش السوري الحر» يسيطر الآن على مساحة إجمالية تقدر بألفين و225 كيلومترًا مربعًا تم تطهيرها في إطار عملية «درع الفرات» على محور جرابلس - أعزاز بشمال غربي سوريا.
إلى ذلك، تفقد رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار القوات التركية المنتشرة بطول الحدود التركية - السورية يرافقه قادة من القوات المسلحة وتضمنت الزيارة تفقد مواقع عسكرية في ولايتي غازي عنتاب وكيليس التركية الحدوديتين مع سوريا.
وفي الوقت نفسه، قال الجيش التركي في بيان آخر إن اثنين من جنوده قُتِلا وأصيب ثلاثة آخرون نتيجة انفجار عبوة ناسفة، زرعها عناصر «داعش» الإرهابي، بجانب أحد الطرقات خلال مهمة في منطقة دوار تادف، خلال قيام جنود أتراك بالكشف عن ألغام جنوبي الباب.
وفي سياق متصل، قال إلنور تشافيك، مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده «لن تبقى في سوريا بعد الانتهاء من عملياتها ضد (داعش)، وضمان أن عناصره لن تعود إلى المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية».
وأردف خلال تصريح لقناة «روسيا اليوم»، من ناحية أخرى، أن أنقرة «لن تتعاون مع رئيس النظام السوري بشار الأسد كما أنها لا تنوي استعمال القوة لتنحيته عن السلطة»، مستطردًا تركيا لا تعتزم الدخول في مواجهة واستعمال القوة لتنحية الأسد.. لذلك تجري تركيا وروسيا وإيران محادثات في آستانة وخارجها ولا أعتقد أن استعمال القوة ضد الأسد مطروح الآن على جدول الأعمال».
ولفت المستشار الرئاسي إلى أنه «لا أحد يعارض أن تنضم الولايات المتحدة إلى التسوية السورية بعدما كانت قد ابتعدت عنها، وإذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه يجب تغيير ذلك، أي ابتعاد واشنطن عن التسوية السورية، وجلس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فلن يعارض ذلك أحد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».