اغتيال {مهندس تحرير المخا}

اللواء أحمد سيف ناقش قبل يوم من رحيله خطة تطهير الحديدة مع الرئيس

اللواء أحمد سيف اليافعي (يمين) مع القوات المسلحة اليمنية في المخا يوم 9 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
اللواء أحمد سيف اليافعي (يمين) مع القوات المسلحة اليمنية في المخا يوم 9 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
TT

اغتيال {مهندس تحرير المخا}

اللواء أحمد سيف اليافعي (يمين) مع القوات المسلحة اليمنية في المخا يوم 9 فبراير الحالي (أ.ف.ب)
اللواء أحمد سيف اليافعي (يمين) مع القوات المسلحة اليمنية في المخا يوم 9 فبراير الحالي (أ.ف.ب)

اغتالت ميليشيات الحوثي وصالح، اللواء أحمد سيف اليافعي، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، بصاروخ حراري موجه في منطقة المخا الساحلية (غرب اليمن) صباح أمس،
وجاء الاغتيال، بعد يوم واحد من مناقشته مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عملية تحرير مدينة الحديدة الساحلية التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين، التي تعد المنفذ الأبرز لعمليات تهريب السلاح.
عقب اللقاء، كان اليافعي يشير إلى مفاجآت مقبلة لم يفصح عنها، إلا أن كثيرًا من المعلومات الواردة من قيادات ميدانية تشير إلى الاستعدادات الكبيرة التي كان يعمل عليها في محور المخا تمهيدًا لإطلاق عمليات عسكرية واسعة لا تنتهي إلا على سواحل الحديدة.
ويبدو أن «المهندس» بحسب وصف كثير من ضباط الجيش اليمني ومسؤولين في الحكومة للفقيد اللواء أحمد سيف، كان يدرك أهمية الوقت وسرعة التنفيذ، إذ حرص منذ توليه منصبه الجديد في هيئة الأركان على تنفيذ الخطوات بشكل متتابع لتضييق الخناق على الميليشيات.
هذا الحرص في تنفيذ الأعمال القتالية، واندفاعها المنضبط في تحرير المدن اليمنية، الذي لخصه مسؤولون يمنيون بعبارة «مدبر غير مقبل» جعل اللواء سيف ونجاحاته الميدانية بموقع تلو آخر، هدفًا استراتيجيًا للانقلابيين، خصوصًا بعد معركة المخا التي نجح في انتزاعها من الانقلابيين بعد أن كانت معبرًا مهمًا لتهريب السلاح.
ووقعت حادثة الاغتيال صباح أمس بصاروخ حراري ضرب مدرعة كان بجوارها اللواء أحمد سيف بحسب ما تناقلته مصادر عسكرية، إلا أن وزيرا في الحكومة اليمنية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن خلايا من ميليشيات الحوثي - صالح، عمدت في الآونة الأخيرة إلى مراقبته في مواقع مختلفة ليتم استهدافه بشكل مباشر.
وكان اللواء أحمد سيف يشكل هاجسًا حقيقيًا للانقلابيين، فهو الشخصية الأكثر بروزا، إذ ارتبط اسمه مبكرا بعمليات التحرير التي انطلقت من العاصمة المؤقتة عدن.
وينقل عن اللواء سيف، الحاصل على بكالوريوس علوم اجتماعية من عدن عام 1969، وبكالوريوس علوم عسكرية عام 1974 من روسيا، وماجستير علوم عسكرية عام 1984؛ أنه شديد الحرص في عملية تنقل الأفراد من جبهة إلى جبهة، أو من موقع إلى آخر، وكان لا يندفع قبل أن يعمل المختصون على نزع الألغام وفتح مسار لتقدم الجيش، وهو ما جعله يصل إلى المخا غرب البلاد بأقل الخسائر.
هذه القدرة العسكرية وتدرجه في المناصب جعلت منه قياديا يمتلك أدواته العسكرية بكل حرفية، واتضح ذلك جليًا في عملية السهم الذهبي، وأكسبه ذلك علاقات قوية مع قيادات التحالف العربي في السعودية والإمارات، وذلك بعدما تدرج في مناصب عدة، من مدير دائرة الاستخبارات وقائد المحور الأوسط 1984 - 1988، إلى مدير دائرة التدريب القتالي 1988 – 1990، ثم عمل مديرًا لدائرة العلاقات العامة بين عامي 1990 – 1994، فمساعد قائد المنطقة العسكرية الشرقية 2000 - 2010، وفي عام 2010 عين رئيس أركان المنطقة العسكرية الشرقية، وقبل أن يعين نائبا لرئاسة الأركان كان اللواء سيف قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى عام 2012.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».