اغتالت ميليشيات الحوثي وصالح، اللواء أحمد سيف اليافعي، نائب رئيس هيئة الأركان في القوات المسلحة اليمنية، بصاروخ حراري موجه في منطقة المخا الساحلية (غرب اليمن) صباح أمس،
وجاء الاغتيال، بعد يوم واحد من مناقشته مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عملية تحرير مدينة الحديدة الساحلية التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثيين، التي تعد المنفذ الأبرز لعمليات تهريب السلاح.
عقب اللقاء، كان اليافعي يشير إلى مفاجآت مقبلة لم يفصح عنها، إلا أن كثيرًا من المعلومات الواردة من قيادات ميدانية تشير إلى الاستعدادات الكبيرة التي كان يعمل عليها في محور المخا تمهيدًا لإطلاق عمليات عسكرية واسعة لا تنتهي إلا على سواحل الحديدة.
ويبدو أن «المهندس» بحسب وصف كثير من ضباط الجيش اليمني ومسؤولين في الحكومة للفقيد اللواء أحمد سيف، كان يدرك أهمية الوقت وسرعة التنفيذ، إذ حرص منذ توليه منصبه الجديد في هيئة الأركان على تنفيذ الخطوات بشكل متتابع لتضييق الخناق على الميليشيات.
هذا الحرص في تنفيذ الأعمال القتالية، واندفاعها المنضبط في تحرير المدن اليمنية، الذي لخصه مسؤولون يمنيون بعبارة «مدبر غير مقبل» جعل اللواء سيف ونجاحاته الميدانية بموقع تلو آخر، هدفًا استراتيجيًا للانقلابيين، خصوصًا بعد معركة المخا التي نجح في انتزاعها من الانقلابيين بعد أن كانت معبرًا مهمًا لتهريب السلاح.
ووقعت حادثة الاغتيال صباح أمس بصاروخ حراري ضرب مدرعة كان بجوارها اللواء أحمد سيف بحسب ما تناقلته مصادر عسكرية، إلا أن وزيرا في الحكومة اليمنية، أكد لـ«الشرق الأوسط» أن خلايا من ميليشيات الحوثي - صالح، عمدت في الآونة الأخيرة إلى مراقبته في مواقع مختلفة ليتم استهدافه بشكل مباشر.
وكان اللواء أحمد سيف يشكل هاجسًا حقيقيًا للانقلابيين، فهو الشخصية الأكثر بروزا، إذ ارتبط اسمه مبكرا بعمليات التحرير التي انطلقت من العاصمة المؤقتة عدن.
وينقل عن اللواء سيف، الحاصل على بكالوريوس علوم اجتماعية من عدن عام 1969، وبكالوريوس علوم عسكرية عام 1974 من روسيا، وماجستير علوم عسكرية عام 1984؛ أنه شديد الحرص في عملية تنقل الأفراد من جبهة إلى جبهة، أو من موقع إلى آخر، وكان لا يندفع قبل أن يعمل المختصون على نزع الألغام وفتح مسار لتقدم الجيش، وهو ما جعله يصل إلى المخا غرب البلاد بأقل الخسائر.
هذه القدرة العسكرية وتدرجه في المناصب جعلت منه قياديا يمتلك أدواته العسكرية بكل حرفية، واتضح ذلك جليًا في عملية السهم الذهبي، وأكسبه ذلك علاقات قوية مع قيادات التحالف العربي في السعودية والإمارات، وذلك بعدما تدرج في مناصب عدة، من مدير دائرة الاستخبارات وقائد المحور الأوسط 1984 - 1988، إلى مدير دائرة التدريب القتالي 1988 – 1990، ثم عمل مديرًا لدائرة العلاقات العامة بين عامي 1990 – 1994، فمساعد قائد المنطقة العسكرية الشرقية 2000 - 2010، وفي عام 2010 عين رئيس أركان المنطقة العسكرية الشرقية، وقبل أن يعين نائبا لرئاسة الأركان كان اللواء سيف قائدا للمنطقة العسكرية الوسطى عام 2012.
اغتيال {مهندس تحرير المخا}
اللواء أحمد سيف ناقش قبل يوم من رحيله خطة تطهير الحديدة مع الرئيس
اغتيال {مهندس تحرير المخا}
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة