قائد يمني: الحوثيون جلبوا خبراء إيرانيين بوثائق مزورة

أكد تدفق الأسلحة القادمة من طهران عبر الجزر الغربية

قائد يمني: الحوثيون جلبوا خبراء إيرانيين بوثائق مزورة
TT

قائد يمني: الحوثيون جلبوا خبراء إيرانيين بوثائق مزورة

قائد يمني: الحوثيون جلبوا خبراء إيرانيين بوثائق مزورة

كشف مسؤول يمني عن تورط المتمردين الحوثيين في إدخال خبراء إيرانيين، مختصين في إدارة القتال وتطوير الصواريخ وصناعة التفجيرات والألغام والتخطيط للعمليات القتالية، بوثائق مزورة إلى اليمن، مؤكدًا أن إيران تستخدم الجزر اليمنية قبالة السواحل الغربية لتمرير الأسلحة إلى الحوثي، وهو ما استدعى تنفيذ الجيش اليمني عمليات عسكرية مكثفة على الساحل الغربي للحد من دخول الأسلحة عبر ميناء المخا.
وأوضح اللواء ركن قائد قوات الاحتياط، سمير الحاج، لـ«الشرق الأوسط»، أن الخبراء الإيرانيين يدخلون إلى اليمن بجوازات سفر وبطاقات شخصية يمنية يمرون بها عبر الموانئ والمطارات الواقعة تحت سلطة الحوثي، وتابع: «الخبراء الإيرانيون مختصون في إدارة القتال وتطوير الصواريخ وإدارة التفجيرات والألغام والتخطيط للعمليات القتالية الخاصة»، مشيرًا إلى أن عدد أولئك الخبراء الذين دخلوا اليمن «لا يتجاوز العشرات».
ولفت إلى أن من بين الخبراء الإيرانيين من قتل في الغارات الجوية بقيادة قوات التحالف ومنهم من لا يزال حيًا، وفي الغالب يحضرون إلى اليمن ويغادرونها بشكل مستمر إما بوثائق شخصية يمنية مزورة أو بصفتهم زوارًا لليمن، وأوضح أن الجهات المختصة باستخراج الوثائق الشخصية ما زالت تحت سيطرة التمرد الحوثي الذي يتصرف بإدارة هذه الجهات، ما يجعل عملية دخول وخروج الخبراء الإيرانيين من إلى اليمن تحت تصرف التمرد، إلى أن تتمكن القوات الشرعية من استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء.
وأكد اللواء ركن الحاج، أن اليمن يشهد عمليات توريد أسلحة قادمة من إيران عبر الجزر اليمنية التي يتم استخدامها معبرا لتوصيلها إلى الموانئ التي تقع تحت سلطة الانقلابيين أو السواحل التابعة لهم، وأضاف أن القيادة اليمنية كانت على علم بما يحدث، وأن عملية «الرمح الذهبي» الرامية لتحرير الساحل الغربي حدت من دخول الأسلحة عبر ميناء المخا الذي يعد ثاني أهم ميناء في اليمن بعد ميناء عدن وأهم من ميناء الحديدة الذي كان يشهد دخول الأسلحة المحملة من مراكب الصيد بعد نقلها من سفن كبيرة ترسو في جزيرتي حنيش الكبرى والصغرى.
وأشار إلى أن الإيرانيين يستخدمون هاتين الجزيرتين معبرا لتوريد الأسلحة، وبعد عملية «الرمح الذهبي» العسكرية التي كانت تهدف لتحرير مدن الساحل الغربي خفت هذه العمليات؛ نظرا لوجود كثافة كبيرة من قوات التحالف ما جعل الإيرانيين يتجهون إلى البحر مبتعدين عن الجزر.
وبحسب قائد قوات الاحتياط، باشر الإيرانيون توريد الأسلحة أيضا عبر «الجزر السبع» التي تتميز بقربها من ميناء المخا وذوباب التي كانت لا تخضع للرقابة، بعد رسو سفنهم الكبيرة فيها ونقل الأسلحة عبر مراكب الصيد إلى السواحل اليمنية، مبينًا أن عملية الرمح الذهبي العسكرية عالجت هذا الخلل وحدت من هذه العمليات التي تدعم الانقلابين عسكريًا وتسهم في استمرار الصراع الدائر في اليمن.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».