رفع النظام السوري وتيرة التصعيد بريف دمشق وريف حلب الغربي، قبل ثلاثة أيام على انطلاق مفاوضات السلام المقرر انطلاقها الخميس في جنيف، في وقت استغلت فصائل موالية لتنظيم داعش الاقتتال الدائر قرب مدينة درعا بين فصائل المعارضة وقوات النظام، لشن هجمات على ريف درعا الغربي قرب الحدود مع الأردن، في محاولة للتمدد على حساب قوات المعارضة. وفي وسط سوريا، قتل أربعة جنود روس وأصيب آخران، أمس.
وواصل النظام السوري استراتيجية إخلاء المناطق المحيطة بعاصمته من المعارضين، حيث انطلقت ثماني حافلات تقل نحو 150 مقاتلا وناشطا معارضا مع نحو 2000 من ذويهم من بلدة سرغايا قرب الزبداني بريف دمشق الغربي إلى محافظة إدلب، إثر اتفاق بين المعارضة والنظام يقضي بتسليم المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية للقوات النظامية بعد سنوات من خروجها عن سيطرتها.
وقالت شبكة «الدرر الشامية» إن الاتفاق الذي تم برعاية روسيا، بحسب مصادر من داخل سرغايا، يقضي بخروج قرابة 150 مقاتلاً بسلاحهم الخفيف مع عائلاتهم إلى مدينة إدلب بواسطة ثماني حافلات نقل، بشرط تسليم أسلحتهم الثقيلة. ولفتت المصادر إلى أن النظام تعهد بإعطاء مهلة ستة أشهر للمتخلفين والمنشقين ليتم تسوية أمرهم وضمهم إلى قوة عسكرية مهمتها حماية المنطقة، كما تعهد النظام بفتح الطرقات للبلدة وإعادة الخدمات إليها.
وتزامن هذا التطور مع عمليات عسكرية مستمرة منذ الجمعة في حيي القابون وبرزة المحاذيين للعاصمة السورية من طرفها الشمالي، والخاضعين لاتفاق هدنة منذ عام 2014. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس بـ«مقتل سبعة مدنيين، بينهم امرأة وطفل في مجزرة نفذتها الطائرات الحربية التابعة لقوات النظام باستهدافها حي برزة» الواقع عند الأطراف الشرقية لدمشق. وقال إن «عدد الشهداء مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 12 جريحًا، بعضهم في حالات خطرة».
ونقلت شبكة «شام» بدورها، عن ناشطين قولهم إن الطيران الحربي استهدف بالصواريخ شارع الحافظ في حي برزة؛ ما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين، بينهم طفلتان وسيدتان، إضافة إلى العشرات من الجرحى، ودمار كبير في البنى السكنية، وسط حالة تخوف كبيرة بين الأهالي من تكرار القصف.
وتأتي هذه الغارات بعد تصعيد قوات النظام قصفها منذ الجمعة على الأطراف الشمالية للعاصمة: «بعد استقدامها الجمعة تعزيزات عسكرية إلى منطقة برزة والحواجز القريبة».
وتعرض حي القابون المحاذي لبرزة، أمس، لقصف من قوات النظام، بعد يومين من مقتل 16 مدنيا جراء قصف صاروخي لقوات النظام على مقبرة أثناء مراسم دفن فيها. وتحاذي الأحياء المستهدفة على أطراف دمشق، منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في دمشق، التي تعرضت في الفترة الأخيرة لهجمات عدة من قوات النظام وحلفائه.
وبموازاة التصعيد في محيط دمشق، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور البحوث العلمية غرب حلب، في محاولة من قوات النظام التقدم في المنطقة، وسط تجدد قصف قوات النظام لمناطق في بلدتي المنصورة وكفر داعل بريف حلب الغربي، في حين نفذت الطائرات الحربية غارتين على مناطق في بلدة المنصورة بريف حلب الغربي.
وكانت المعارضة السورية رأت في هذا التصعيد الذي يسبق المحادثات في جنيف، بأنه «رسالة دموية».
وفيما بادر النظام إلى شن العمليات العسكرية في محيط دمشق، يحاول أن يصد هجومًا نفذته قوات المعارضة وحلفاؤها في درعا. وجددت الفصائل قصفها لمناطق في حي السحاري، الخاضع لسيطرة قوات النظام بمدينة درعا، كما ارتفع إلى 3، عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها قوات النظام على مناطق في درعا البلد بمدينة درعا، في حين نفذت الطائرات الحربية غارات عدة على مناطق في تل الجابية بريف درعا الغربي، وغارتين أخريين على أماكن في محيط التل، بحسب ما أفاد «المرصد السوري». وأشار إلى سماع دوي انفجار عنيف في حي المنشية بمدينة درعا ناجم عن تفجير عناصر «جبهة فتح الشام» لعربة مفخخة في المنطقة، عقبه اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وعناصر «جبهة فتح الشام» من جهة أخرى، في محاور عدة بالحي.
في هذا الوقت، حاولت عناصر تابعة للواء «خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم داعش بريف درعا الغربي، استغلال انشغال قوات المعارضة بمعركة المدينة، لشن هجوم واسع، استطاع فجر أمس، التقدم في مواقع في المنطقة.
واستهدف الهجوم تمركزات للفصائل في مثلث الجولان - الأردن - درعا، حيث تمكن «جيش خالد بن الوليد» من السيطرة على بلدات تسيل وسحم الجولان وعدوان وتل جموع الاستراتيجي. لكن الفصائل، شنت هجومًا مضادًا لاستعادة ما خسرته. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن فصائل المعارضة بدأت هجوما عسكريا وسط تمهيد مدفعي وصاروخي، في محاولة لاستعادة السيطرة على تل جموع وبلدة تسيل ومناطق أخرى بريف درعا الغربي، كان «جيش خالد بن الوليد» انتزعها.
إلى ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع، قولها، أمس، إن أربعة جنود روس قتلوا وأصيب آخران في سوريا عندما أصيبت سيارتهم في انفجار قنبلة بالتحكم عن بعد.
وذكرت الوزارة، أن الانفجار أصاب رتل عربات عسكرية سورية وروسية تحمل مستشارين من قاعدة (تي إس) الجوية ومن مدينة حمص.
النظام يستبق المفاوضات بتصعيد عسكري وترحيل معارضيه من سرغايا
«داعش» يستغل انشغال المعارضة ويشن هجومًا على مثلث الجولان ـ الأردن ـ درعا
النظام يستبق المفاوضات بتصعيد عسكري وترحيل معارضيه من سرغايا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة