ليبرمان يناقش في «ميونيخ» حصول «حزب الله» على صواريخ «ياخونت» متطورة

وزير الدفاع الإسرائيلي دعا إلى تبادل الأراضي والسكان مع الفلسطينيين

ليبرمان يناقش في «ميونيخ» حصول «حزب الله» على صواريخ «ياخونت» متطورة
TT

ليبرمان يناقش في «ميونيخ» حصول «حزب الله» على صواريخ «ياخونت» متطورة

ليبرمان يناقش في «ميونيخ» حصول «حزب الله» على صواريخ «ياخونت» متطورة

كشفت مصادر سياسية إسرائيلية أن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدرو ليبرمان أُبلغ من مصادر غربية في «مؤتمر ميونيخ للأمن»، بأن ما يسمى «حزب الله» اللبناني حصل على أسلحة استراتيجية من شأنها تغيير توازن القوى على الحلبة البحرية في منطقة الشرق الأوسط. ونقلت المصادر التي كانت تتحدث في تل أبيب عن مسؤول مقرب من ليبرمان قوله إن تطورا كهذا يفتح الباب أمام تهديدات عصيبة، لن تمر عليها إسرائيل بهدوء.
واعتبر هذا التصريح بمثابة تهديد من إسرائيل ينضم إلى سلسلة تهديدات متبادلة، أطلقتها في الأيام الأخيرة، بدأها السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دنون، ورد عليها الرئيس اللبناني ميشال عون، وزعيم ما يسمى «حزب الله»، حسن نصر الله. وقد ترافقت هذه التهديدات مع نشاط بالغ تقوم به قوات الجيش الإسرائيلي على طول الحدود مع لبنان، ضمنه استكمال بناء الجدار العازل والقيام بتدريبات متنوعة للوحدات القتالية في الجيش، وكذلك لقوات الجبهة الداخلية.
وقالت المصادر الإسرائيلية إن ليبرمان سمع بهذه التقديرات، في اليومين الأخيرين من أكثر من جهة تحدثت إليه من أجهزة استخباراتية غربية، خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ. وتم تناقل المعلومات بين عدة جهات استخبارات غربية، بينهم مسؤولو المخابرات المرافقون لليبرمان، الذين وصفوا مصادر المعلومات بأنها «جيدة جدا». وحسب هذه المصادر، فإنه على الرغم من الجهود الكبيرة جدا المنسوبة إلى إسرائيل لمنع ما يسمى «حزب الله» من تهريب أسلحة خلال السنوات الخمس الماضية، فإن الحزب تمكن، كما يبدو، من تهريب كمية معينة (عددها كما يبدو حتى 8) من صواريخ «ياخنوت»، وهي «صواريخ شاطئ بحر» روسية الصنع، وتقابل صواريخ S - 300 المضادة للطائرات، وتعد من أفضل الصواريخ في العالم. ويتم إطلاق هذه الصواريخ من الشاطئ وتصل إلى مسافة 300 كيلومتر. وحسب معلومات إسرائيلية، فإنه لا توجد حاليا منظومة حرب إلكترونية يمكنها مواجهة هذه الصواريخ أو تشويشها.
وقدرت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، منذ زمن، بأن حصول ما يسمى «حزب الله» على صواريخ «ياخنوت»، من شأنه أن يهدد بشكل كبير حركة سفن سلاح البحرية الإسرائيلي، والأسطول السادس الأميركي، والسفن المدنية في البحر المتوسط، بالإضافة إلى تهديد حقول الغاز الطبيعي التي حفرتها إسرائيل في أعماق البحر. وليس من المستبعد أن تكون بعض الهجمات التي شنها سلاح الجو الإسرائيلي، حسب مصادر أجنبية، على قوافل ومستودعات الأسلحة التي كان يفترض نقلها من سوريا إلى ما يسمى «حزب الله» في لبنان، كانت تهدف إلى تشويش وصول صواريخ «ياخونت» لما يسمى «حزب الله». وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد هجوم تم نسبه لإسرائيل، قال الوزير ليبرمان، إن «لدى إسرائيل عدة خطوط حمراء، لن تتخلى عنها، من بينها تهريب الأسلحة المتطورة أو أسلحة كيماوية إلى (حزب الله)». والآن يتبين، حسب المعلومات التي وصلت مؤخرا، أنه إذا كانت إسرائيل هي التي وقفت فعلا وراء الهجمات، فإنه ليس من المؤكد أنه تم تدمير كل القوافل. وفي كل الأحوال، يمكن بواسطة إيران إيصال الصواريخ لما يسمى «حزب الله» بطرق أخرى. وتسود مخاوف من أن يكون ما يسمى «حزب الله» نجح في تهريب صواريخ مضادة للطائرات أيضا.
في سياق متصل، تطرق ليبرمان خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ أمس إلى حل الدولتين مع الفلسطينيين، قائلاً إنه يؤيد هذا الحل شرط تبادل للأراضي والسكان بهدف ضمان تجانس الشعب الإسرائيلي. وقال ليبرمان إن «حل الدولتين (مطلوب ولكن) أعتقد أن يجب ضمان (الطابع) اليهودي للدولة» الإسرائيلية، وذلك لدى سؤاله عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي نأى بنفسه عن قيام دولة فلسطينية. وأضاف: «مشكلتي أن الحل المطروح اليوم هو أن علينا إقامة دولة فلسطينية متجانسة، من دون أدنى يهودي، (علما بأننا) سنصبح دولة ثنائية الجنسية مع فلسطينيين يشكلون 20 في المائة من السكان». وتابع: «أعتقد أن المبدأ الأساسي لحل (الدولتين) ينبغي أن يكون تبادل الأراضي والسكان».
وتقوم هذه الفكرة على أن تصبح الأراضي الفلسطينية التي يقيم فيها مستوطنون يهود جزءا من دولة إسرائيل، فيما تغدو القرى الإسرائيلية التي يقطنها عرب جزءا من الدولة الفلسطينية المقبلة.
ويشكل عرب إسرائيل المتحدرون من الفلسطينيين الذين لم يغادروا أراضيهم لدى قيام دولة إسرائيل، 17.5 في المائة من السكان. ويخشى البعض في إسرائيل من أن يهدد ثقلهم الديموغرافي المتنامي هوية الدولة اليهودية.
وحل الدولتين منذ أعوام هو القاعدة الرئيسية لتسوية النزاع، ويشمل أن تتخلى إسرائيل، جزئيا على الأقل، عن المستوطنات التي أقيمت في الأراضي الفلسطينية. لكن ترمب أعلن لدى استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ليس متمسكا بهذا الحل. ولم تمض 24 ساعة على تصريحه وما آثاره من بلبلة حتى كررت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي دعم واشنطن لمبدأ حل الدولتين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».