تمويل مدارس دينية غير شرعية يثير جدلا في بريطانيا

تلقت «تبرعات» بأكثر من 100 ألف جنيه رغم إدراجها على قائمة المراقبة من قبل الحكومة

صورة أرشيفية لغرفة صف بمدرسة يهودية للبنات في شمال لندن من عام 1908...  والمدارس الدينية ظهرت في المملكة المتحدة منذ القرن الثامن عشر (غيتي)
صورة أرشيفية لغرفة صف بمدرسة يهودية للبنات في شمال لندن من عام 1908... والمدارس الدينية ظهرت في المملكة المتحدة منذ القرن الثامن عشر (غيتي)
TT

تمويل مدارس دينية غير شرعية يثير جدلا في بريطانيا

صورة أرشيفية لغرفة صف بمدرسة يهودية للبنات في شمال لندن من عام 1908...  والمدارس الدينية ظهرت في المملكة المتحدة منذ القرن الثامن عشر (غيتي)
صورة أرشيفية لغرفة صف بمدرسة يهودية للبنات في شمال لندن من عام 1908... والمدارس الدينية ظهرت في المملكة المتحدة منذ القرن الثامن عشر (غيتي)

أثار تحقيق أجرته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية جدلا واسعا في الأوساط التعليمية والسياسية البريطانية، بعد أن كشف عن استغلال أموال عامة في تمويل مدارس دينية غير قانونية مشتبه بها داخل المملكة المتحدة، في خضم مخاوف تتعلق بحماية الأطفال.
وذكرت الصحيفة أن مدارس غير قانونية وأخرى مشتبه بها قد حصلت على أكثر من 100 ألف جنيه إسترليني (124 ألف دولار أميركي) في صورة أموال عامة، رغم وضعها على قائمة المراقبة من جانب الحكومة.
وكان «صندوق اليانصيب الكبير» (ذي بيغ لوتاري فند) قد منح 116.750 جنيه إسترليني (144.898 دولار أميركي) إلى سبع مدارس يهودية متشددة، حددتها وزارة التعليم سابقا باعتبارها مدارس مشتبها بها.
وفي استمارات طلب التمويل، التي اطلعت عليها «الإندبندنت» في إطار قواعد حرية المعلومات، أعلنت أربع مجموعات بوضوح أنها تعمل كمدارس أو تقدمت إلى الصندوق باعتبارها «يشيفا»، والتي تعني مدرسة بالعبرية، رغم كونها غير مسجلة لدى الحكومة.
وأثيرت مخاوف خطيرة حول المدارس الدينية غير المسجلة التي غالبًا ما يقتصر تلقين الأطفال بها على الدراسات الدينية على مدار فترات طويلة يوميًا قد تستمر من السادسة صباحًا وحتى العاشرة مساءً. وفي بعض المدارس، يجري شرح الدروس فقط باللغتين اليديشية والعبرية، ومن الممكن أن يتخرج الأطفال في هذه المدارس دون معرفة جيدة بالإنجليزية ودون مؤهلات، وفق ما نقلت تقارير إعلامية خلال الأشهر الماضية.
وفي فبراير (شباط) من عام 2016 الماضي، وجّه مكتب تقييم التعليم البريطاني (أوفستيد)، وهو الهيئة التعليمية الرسمية لمراقبة معايير التعليم في المملكة المتحدة، انتقادات حادة لمدرستين يهوديتين مستقلّتين في شمال العاصمة لندن لـ«عدم تحضير التلاميذ للحياة البريطانية الحديثة، وتجاهلها للقيم البريطانية الداعية للتسامح واحترام الديانات الأخرى».
وكشف تقرير «أوفستيد» أن إحدى هذه المدارس «حجبتا صور النساء في المناهج التعليمية»، فيما اعتبر تلاميذ الأخرى أن دور المرأة لا يتجاوز نطاق «أعمال البيت»، وفقا لمفتّشي الهيئة.
وكشف التقرير أن مدرسة «يتيف ليف»، وهي إحدى أكبر المدارس اليهودية في منطقة «ستامفورد هيل» بلندن وتضم 794 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 3 و13 سنة، حجبت صور النساء في المراجع المدرسية أو غيرتها «إلى حّد كبير». ويلقي موظفو الابتدائية، التي رفض تلاميذها التحّدث مع مفتشة من الهيئة الحكومية باعتبارها امرأة، جميع دروسهم باللغة «اليديشية»، ما يعيق تقّدم التلاميذ في مهارات القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية، على حّد تعبير مفتشي «أوفستيد».
في السياق ذاته، أفاد تقرير الهيئة نفسها حول أداء تلاميذ مدرسة «بيس أهارون» الابتدائية أنهم يجمعون على أن دور النساء يقتصر على «الاهتمام بالأطفال، وتنظيف البيت، وتحضير الغذاء»، منتقدا مستوى التعليم في المدرسة «الذي لا يرقى إلى المستوى المنتظر من مدرسة مستقلّة»، ويقّدم «الشعائر الدينية على المعايير التعليمية» المتعارف عليها.
أما بالنسبة للمدرسين، فهم غير مطالبين بامتلاك أي مؤهلات رسمية ولا يخضعون لأي فحوصات للخلفيات التي قدموا منها. كما أثار طلاب سابقون لمدارس أخرى غير مسجلة، غير تلك التي تقدمت للحصول على أموال اليانصيب وفق «الإندبندنت»، ادعاءات حول تعرضهم لاعتداءات بدنية.
وأشارت مذكرة داخلية موجزة صادرة عن مسؤولين بوزارة التعليم إلى 27 مدرسة يهودية أرثوذكسية متشددة يعتقدون أنها تعمل داخل لندن. والملاحظ أن الطلبات التي تقدمت بها جميع المدارس السبع إلى «صندوق اليانصيب الكبير» على امتداد السنوات الخمس الماضية تتعلق بنشاطات تقع خارج نطاق الساعات الاعتيادية للمدارس، مثل أنشطة دراسية خلال عطلات نهاية الأسبوع، وأندية إفطار، ومعسكرات صيفية، وأندية مسائية، وبرامج قراءة.
وقال نشطاء مناهضون لهذه المدارس إن هذه النشاطات ترمي لفرض قدر أكبر من السيطرة على حياة التلاميذ الأطفال. من جهتها، طلبت مدارس أخرى أموالاً لتأسيس «مكتبة كوشير» (حلال بالعبرية)، أو ادعت أنها تنقذ التلاميذ من تداعيات نقص الفرص التعليمية.
وجاء هذا التقرير عقب أنباء سابقة خلصت إلى ارتياد أكثر من ألف طفل مدارس دينية غير قانونية في لندن وغير مسجلة لدى وزارة التعليم. وذكر طلاب سابقون بها لـ«الإندبندنت» أنه من المعتقد أن بعض هذه المدارس تعمل على هذا النحو منذ عقود، ما يعني أن أجيالاً من اللندنيين ربما حرموا من فرصة نيل التعليم المناسب، ويواجهون مخاطر كبيرة.
وأكد نشطاء وطلاب سابقون لهذه المدارس أن الأطفال الملتحقين بها خذلوا جراء الإخفاقات المتكررة في تحديد هذه المدارس وإغلاقها، معربين عن مخاوفهم من أن السلطات تبدو عاجزة عن التعامل مع الموقف.
وقال طالب سابق بمدرسة يهودية متشددة غير قانونية يدعى إيزي، كان قد رحل عنها في يونيو (حزيران) 2015، في تصريح للصحيفة ذاتها إنه شعر بالخذلان من جانب السلطات، مضيفًا أن القائمين على هذه النوعية من المدارس «يعتقدون أنه ينبغي أن يقضي الأطفال كل وقتهم في تعلم التوراة، والنتيجة أن الأطفال لا يحصلون على أي تعليم علمي». وأضاف: «قبل بلوغ سن الـ13. عادة ما يحضر الطفل المدرسة من السابعة صباحًا حتى السادسة مساءً. وبمجرد بلوغه الـ13، تمتد ساعات المدرسة من السابعة صباحًا حتى العاشرة مساءً. ويأتي الصبي إلى المدرسة صباحًا ليتعلم ويصلي ويتناول الطعام، ثم يعيد الكرة».
واستطرد بقوله: «بالنسبة لي، تركت هذه التجربة أثرًا سلبيًا للغاية علي، فما أزال أعاني من القلق حتى اليوم، الأمر الذي أعتقد أنه يعود إلى الظروف التي نشأت فيها. في طفولتي، تعرضت لاعتداءات بدنية، وكذلك جميع أقراني ـ ذلك أنه كان يجري استخدام العقاب البدني لتأديب الأطفال. وبالتأكيد ترك هذا الأمر أثرًا سلبيًا علي».
وفي تصريحات للصحيفة، قالت إميلي غرين، رئيسة منظمة «غيشر إي يو»، المعنية بتوفير الدعم لليهود المتشددين الذين يتركون هذه المدارس وينضمون إلى المجتمع البريطاني، إن مثل هذه المدارس غير القانونية هي إحدى الأدوات التي يجري استخدامها لتقليص تفاعل الأطفال مع المجتمع البريطاني، وضمان قصر تجاربهم على مجتمعاتهم الدينية الضيقة.
كما أشارت إلى أن الكثير من طلبات التمويل كشفت سبل سيطرة المجتمع اليهودي بالغ التشدد على «ما يفعله الأطفال، بناءً على فكرة أنه كلما زاد مستوى الرقابة أو السيطرة المفروضة على الأطفال، زاد إسهام هذا المجتمع في المدخلات المؤثرة على الأطفال». واستطردت بأن: «المعرفة تمنح المرء قوة، وتعمد المدارس غير القانونية على ضمان محدودية الإمكانات المهنية أمام الأطفال».
من ناحيته، قال المتحدث الرسمي باسم «صندوق اليانصيب الكبير»: «نمول 12 ألف مشروع سنوي يدعم الأفراد ويمكنهم من تحسين حياتهم ومجتمعاتهم، بعضها يجري تنفيذه داخل المدارس. ولا نقدم تمويلاً لنشاطات أكاديمية أو نشاطات ترتبط بالمنهج الدراسي». وأضاف: «انطبقت جميع معاييرنا على المؤسسات التي قدمنا لها تمويلاً، نظرًا لمكانتها كمؤسسة خيرية أو شركة أو مدرسة أو جمعية مسجلة».
واستطرد بقوله: «نجري عددًا من الفحوصات حول طبيعة المشروع ويتناسب حجم الرقابة مع حجم المنحة. وحال ظهور مخاوف بخصوص مشروعات بعينها، نزيد مستوى القيود والرقابة عليها».
وأوضح أن الصندوق ليس بمقدوره التعليق على طلبات منح بعينها ولا يمكنه كذلك الكشف عن إجراءات عملية لفحص الطلبات، خشية استغلال المعلومات من قبل مؤسسات محتالة قد تعمد للاستفادة من ثغرات في عملية الفحص.
من ناحية أخرى، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم إن «المدارس غير المسجلة تعد غير قانونية وغير آمنة. وقد وفرنا لمكتب معايير التعليم (أوفستيد) موارد إضافية للقضاء على مثل هذه المدارس. وسوف نتخذ إجراءات ضدها، بما في ذلك الإغلاق أو العمل مع الشرطة ضدها إذا تطلب الأمر. عندما يواجه الأطفال مخاطر أو لا يلقون التعليم المناسب، نصبح في موقف تضطر فيه السلطات المحلية والشرطة للتدخل».
يشار إلى أن ظاهرة المدارس الدينية غير القانونية لا تنطبق على المدارس اليهودية المتشددة فحسب، إذ أن عددا من المدارس الإسلامية غير المسجلة لدى وزارة التعليم البريطانية أثارت قلق السلطات.
وبهذا الصدد، وجهت «أوفستيد» انتقادات لاذعة لـ7 مدارس إسلامية مستقلة في منطقة «تاور هاملتس»، شرق العاصمة لندن، لفشلها في أداء واجبها لحماية الأطفال من التطرف. وأشارت «أوفستيد» في تقريرها الذي نشر بتاريخ 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 إلى تساهل بعض هذه المدارس مع ممارسات قد تعتبر مشجعة للتطرف، وعبرت عن مخاوف جدية تجاه تدابير حماية ورعاية التلاميذ من خطر الانجرار وراء الفكر الراديكالي. وكان ميكائيل ويلشاو، كبير مفتّشي هيئة «أوفستيد»، قد وجه مذكرة لوزارة التعليم يقدم من خلالها توصيات لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هذه المدارس.



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.