أفاد انتقاد إدارة ترمب لوسائل الإعلام التقليدية، ووصفها بأنها «حزب المعارضة»، وبأنها مصدر «الأخبار الكاذبة»، الصحف التي تكافح لجذب أعداد أكبر من القراء لمواقعها الإلكترونية وطباعاتها الورقية، وذلك بزيادة الإعلانات فيها.
وحسب مصادر إخبارية، بدأت صحف مثل: «واشنطن بوست» و«وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» و«فاينانشال تايمز» (طبعة أميركا)، و«يو إس إيه توداي» تشهد زيادات في دخل الإعلانات، كانت بدأت بصور ملحوظة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي كانت واحدة من أكثر الحملات إثارة في التاريخ الأميركي الحديث.
حسب تقرير لوكالة «رويترز» في الأسبوع الماضي، تعتبر هذه نقطة تحول لأن دخل الإعلانات كان قل، خاصة في المطبوعات الورقية. وكانت صحف ورقية كثيرة تواجه إفلاسا.
مثل صحيفة «واشنطن بوست» التي كان توزيع طبعتها الورقية قد هبط كثيرا، مع هبوط الإعلانات فيها. لكن، مؤخرا، أعلنت الصحيفة زيادة عدد الصحافيين في مكتبها الرئيسي في واشنطن. نقطة تحول أخرى، هي أن ما تسمى «ترمت تيربيولنس» (عاصفة ترمب الهوجاء) تأتي في وقت قلت فيه ثقة الناس بوسائل الإعلام التقليدية. ليس فقط في الولايات المتحدة، إنما، أيضا، حول العالم.
في الأسبوع الماضي، أوضح استطلاع للرأي أجرته شركة «إدلمان» العالمية للعلاقات العامة، وشارك فيه أكثر من 33 ألف شخص في 28 دولة أن الثقة في وسائل الإعلام التقليدية بلغت أدنى مستوياتها. هبطت إلى 35 في المائة فقط. وكانت قبل عامين 41 في المائة.
لكن، يبدو أن «عاصفة ترمب» غيرت كل شيء. مثلا: زاد الاشتراك في موقع صحيفة «نيويورك تايمز» التي وصفها ترمب بأنها «فاشلة». وظل يكرر ذلك ربما كل يوم في الأسبوع الماضي. وصلت الاشتراكات رقما قياسيا بلغ 276 ألف مشترك في الربع الأخير من العام الماضي. وارتفعت إيرادات الإعلانات بنسبة 15 في المائة خلال نفس الفترة.
وقالت الصحيفة إنها تتوقع إضافة 200 ألف مشترك إلى الخدمات الإلكترونية الإخبارية في الربع الأول من هذا العام.
وأضافت صحيفة «وول ستريت جورنال» 113 ألف مشترك في خدماتها الإلكترونية في الربع الأخير من العام الماضي، بزيادة 12 في المائة عن الربع الذي قبله. وقالت إن الأعداد ارتفعت في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. لكنها لم تذكر تفاصيل. وقفز عدد الاشتراكات الإلكترونية في صحيفة «فاينانشال تايمز» بنسبة ستة في المائة في الربع الأخير من العام الماضي، ووصل إلى 646 ألفا. وزاد، أيضا، توزيع الطبعة الورقية في الولايات المتحدة. يحدث هذا، وترمب لا يتوقف عن انتقاد ما يسميها «فولس نيوز» (إعلام الأخبار الكاذبة). ويوم الجمعة، سمى بعضها: تلفزيونات «سي بي إس» و«إن بي سي»، و«إيه بي سي»، و«سي إن إن»، وصحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست»، وغيرها. ثم أضاف جملة جديدة: إنها «ليست عدوتي، ولكنها عدوة الشعب الأميركي».
وفي الأسبوع الماضي، سمى ستيفن بانون، المستشار المقرب من ترمب، هذه بأنها «حزب المعارضة» (لا الحزب الديمقراطي).
قبل 3 أشهر، شن ترمب هجوما عنيفا على مجلة «فانيتي فير» (تركز على نجوم ونجمات هوليوود). وصف ترمب الناشر بأنه «بليد». ومرة أخرى، وصفه بأنه «مثل البنات»، ومرة ثالثة، وصفه بأنه «فاشل حقيقي».
لماذا الهجوم؟
نشر الناشر في مجلته تقريرا عن ترمب له صلة بكتاب «أغلي أميركان» (الأميركي القبيح) الذي اشتهر خلال التدخل العسكري الأميركي في فيتنام. وجاء في التقرير أن الممثلة السويدية فانديلا كريسبون اشتكت، وهي تبكي، للناشر، في حفل راق، من تصرفات ترمب. وقالت إن ترمب لا هم له غير الحديث عن سيقان النساء ونهودهن. وقالت: «هذا أقذر رجل قابلته في حياتي».
بعد هجوم ترمب على المجلة وعلى ناشرها، نشر الناشر سلسلة إعلانات دعاية للمجلة. منها: «(فانيتي فير): المجلة التي لا يريدك ترمب أن تقرأوها».
وفعلا، قفز توزيع المجلة الورقية. وقفز عدد قراء موقعها في الإنترنت. وقفز عدد المشتركين الجدد بنسبة 100 في المائة عن الرقم اليومي العادي.
انتقادات ترمب تزيد أرباح أجهزة الإعلام
الاشتراكات في «نيويورك تايمز» بلغت رقمًا قياسيًا... والإعلانات زادت بنسبة 15 %
انتقادات ترمب تزيد أرباح أجهزة الإعلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة