الشيف بادي فالسترو لـ «الشرق الأوسط»: السعودية أبهرتني ومجتمعها ذوّاق

طاهٍ عالمي يكره الشهرة لأنها أثقلته بالمسؤولية

الشيف بادي فالسترو لـ «الشرق الأوسط»: السعودية أبهرتني ومجتمعها ذوّاق
TT

الشيف بادي فالسترو لـ «الشرق الأوسط»: السعودية أبهرتني ومجتمعها ذوّاق

الشيف بادي فالسترو لـ «الشرق الأوسط»: السعودية أبهرتني ومجتمعها ذوّاق

الشيف العالمي بادي فالسترو Buddy Valastro نجم برنامج Cake Boss لم يُخفِ أن شهرته أثقلت كاهله للاستمرار في الإبداع والنجاح في مجال تزيين الحلوى.
في حديث لـ«الشرق الأوسط» خلال منتدى مسك الدولي قال إن الشهرة متعبة خصوصًا وأنه يتعين عليه قراءة أفكار المشاهير فالتعامل معم صعب لأنهم متطلبون.
صعدت نجومية الشيف فالسترو في برنامج تلفزيون الواقع، الذي عرض لأول مرة في أبريل (نيسان) 2009، ليتألق بعده في برنامج «نكست غريت بيكر» في عام 2010 ثم برنامج «كيتشن بوس» عام 2011، فبرنامج «بادي ومخبز الإنقاذ» في عام 2013.
قاد شغف فلاسترو صاحب مخبز «كارلو»، بصناعة وتزيين الحلويات والكيك، وهو في سنّ الـ11، عندما كان يعمل مع والده قبل أن يتوفى ليترك له إدارة مخبزه وهو في سنّ الـ17، إلى ابتكار علامة تجارية تحمل بصمته الشخصية، اكتنزت بثقافة إيطالية متجذّرة، لم تمنعه من مزجها بالثقافة الأميركية المتوّثبة بروح التجديد، فجعلت منه نجمًا تلفزيونيًا عالميًا، كأشهر طباخي العالم.
ولد الشيف بادي فالسترو في مارس (آذار) 1977 في هوبوكين، نيو جيرسي ونشأ في ليتل فيري، وهوبوكين، طاهٍ أميركي من أصول إيطالية، يملك مخبز «كارلو» الذي عرض في برنامج «كيك بوس»، ويمتلك عدة فروع.
وفي يونيو (حزيران) 2014، أطلق بادي شركة تنظيم الحفلات والتموين، والتي تخصصت في تقديم الطعام المتنوع.
ويستمدّ وحي تزيين الحلوى، من التاريخ والعادات والتقاليد والحضارات، حيث يصبّ عصارة فنه وذوقه من ثقافات متراكمة في ذهنه، ويصطحب معه عند دعوته لتجهيز كيك لشخص مشهور أو مناسبة ما معينة، كل تلك الثقافات، ولكن في الوقت نفسه يقرأ مزاج صاحب الدعوة أو المدعوين لتناول هذا الكيك، فتجده قد زينه بما أوحى له به ذلك التراكم من الثقافات ومعرفة الأمزجة ولون وطعم المناسبة المعينة.
وقال فالسترو: «السعودية أبهرتني ومجتمعها أدهشني بذوقه الرفيع»، مقرّا أن شهرته وصيته كانا نتاج جهد بذله طوال مشوار عمله في صناعة الكيك وتزيين الحلوى.
وأضاف: «أصبحت من مشاهير العالم في مجال صناعة الكيك على طريقتي الخاصة والتي مكّنتني بفعل التجربة من أن أبلغ شأنًا عظيمًا في هذا المجال، ولكن ذلك لم يأتِ بفعل الصدفة وليس بالأماني فقط، وإنما كان هناك جهد كبير أبذله ليس لأصبح شخصًا مشهورًا وإنما كان ذلك بفعل حبي لهذه المهنة الذي أكسبني الخبرة المعتقة فخرجت من عالم التقليدية الضيقة إلى عالم الابتكار الواسع».
وتابع: «جهدي صنع لي موقعًا في هذا العالم الواسع، وعرفت طريقي إلى التجويد والإتقان واحترام زبائني من كل أنحاء العالم، والآن بعد أن بلغت هذه المكانة الرفيعة التي خلقت لي مساحة واسعة في قلوب الكثيرين».
ويعتقد فالسترو، أن ذلك جعله، يشعر بالمسؤولية، «إذ إن التحدي الذي أمامي كيف لي أن أحافظ على مكانة علامتي التجارية، لتكون دائمًا هي الأفضل وهي المرغوبة والمفضلة لدى عامة وكبار القوم في أي مكان في العالم».
وعن تعامله مع المشاهير، قال الشيف فالسترو: «بعد هذه التجربة التي خضتها وما زلت مستمرًا فيها في هذا المجال، نالت علامتي التجارية من الكيك الذي أصنعه اهتمامًا عالميًا واسعًا، حيث وجدت أن هناك الكثير من مشاهير العالم أمثال ريهانا، ومايلي سايرس وبريتني سبيرز يعرفونني ويطلبون مني أن أعدّ لهم طلباتهم من الكيك في مناسباتهم الخاصة».
تعامل مع عدد كبير من المشاهير، مستذكرًا منهم على سبيل المثال المغنية العالمية.
وفيما يتعلق بانطباعه عن السعودية، قال فالسترو: «زيارتي للسعودية أبهرتني وألهمتني خصوصًا وأنني وجدت عددًا كبيرًا من الأسر التي تتابع نشاطي باهتمام كبير».
وأضاف: «إنني أبحث عن إمكانية افتتاح معرض لي في هذه المنطقة لإشباع رغبة متابعي ومحبي منتجاتي من الكيك، حيث إن المجتمع السعودي يحب الحلويات أيضًا ويميز بينها بشكل مبهر، ولكن دعني أولاً أشكر القائمين على منتدى مسك الدولي الذي أتاح لي هذه الفرصة الجميلة لألتقي بمحبين لي ولشخصيتي ولبرنامجي ومنتجاتي من الكيك».
واعتبر منتدى مسك الدولي، منصة دولية، وفرّت له فرصة عظيمة ليلتقي مع عدد كبير من الروّاد في مختلف المجالات في فئات عمرية مختلفة تغلب عليها الفئة الشبابية، منوهًا بأنه استطاع من خلاله أن يتبادل المعرفة ويستعرض تجربته مع ماركته التجارية، مبينًا أنه وجد شبابًا سعوديًا متحمّسًا لهذه العلامة ويتطلع لأن يساهم برأيه وفكره في إطلاق مبادرات تصب في تنمية وتطوير الطاقات في المملكة.

الشيف فالسترو خلال لقائه مع «الشرق الأوسط» - من أشهر طهاة الحلوى في العالم (تصوير: خالد الخميس)



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».