انطلقت فعليا عملية توحيد القسم الأكبر من فصائل المعارضة السورية العاملة في الشمال السوري تحت اسم «الجيش الوطني السوري» بدعم مباشر من أنقرة؛ إذ كشف مصدر عسكري معارض بارز في الشمال لـ«الشرق الأوسط» عن أن نواة هذا الجيش عبارة عن 6 فصائل قريبة من تركيا، لافتا إلى أنه يجري حاليا تعبئة الاستمارات الأمنية للعناصر والقادة، على أن يكون الهدف الأول لهذا الجيش مواجهة «جبهة النصرة» في ريفي محافظة حلب الشمالي والغربي. وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان قد قال قبل نحو أسبوع إن «الجيش السوري الحر» يجب أن يكون «الجيش الوطني» في سوريا. وكان قد لمّح سبتمبر (أيلول) الماضي إلى بناء «جيش وطني» من المعارضة السورية في «المنطقة الآمنة» و«المحظورة الطيران» التي تعمل أنقرة على إنشائها في شمال سوريا بالقرب من حدودها.
في هذه الأثناء، أفاد «أبو حاتم شام»، وهو أحد القياديين في عملية «درع الفرات» - المدعومة تركيًا - في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن مشروع «الجيش الوطني» الذي يجري العمل على تشكيله حاليا هو «مشروع تركي بدأ تطبيقه فعليا منذ نحو شهر»، لافتا إلى أنّه سيكون بمثابة «حاضنة لكل فصائل الجيش الحر». وتابع «شام» أن «جيش الأحفاد» هو أساس هذا الجيش على أن يتولى المنطقة التي تسعى قوات «درع الفرات» إلى تحريرها من تنظيم داعش على الحدود شمال سوريا.
جدير بالذكر، أن تركيا بدأت في 24 أغسطس (آب) حملة عسكرية واسعة داخل الأراضي السورية ضد تنظيم داعش، وحققت تقدما سريعا في بدايتها، إلا أنها تباطأت مع اشتداد القتال للسيطرة على مدينة الباب منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأعلن يالتشين أقدوغان، نائب رئيس الوزراء التركي يوم الأربعاء الماضي، أن بلاده تريد «منطقة آمنة» بعمق 10 كيلومترات داخل سوريا على حدود تركيا الجنوبية، وأوضح في تصريحات تلفزيونية أن «ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز بعمق عشرة كيلومترات داخل سوريا، وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات».
من جهتها، قالت مصادر في تجمع «فاستقم كما أمرت» إن «الجيش الوطني» الذي يجري العمل على تشكيله «هو أبعد من كونه طرحا تركيا باعتباره مطلبا دوليا تلقفته أنقرة»، لافتة إلى «ضغوط دولية متزايدة لحث كل المجموعات على التوحد وبخاصة مع الانتقال إلى مرحلة جديدة في مسار الأحداث السورية، وبالتحديد في ظل الاتفاق المستمر على وقف إطلاق النار وانطلاق المفاوضات سواء في آستانة أو جنيف».
واعتبرت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الظروف الحالية مواتية تماما للانطلاق بهذا المشروع، وكذلك الأرضية المطلوبة مؤمنة». وأضافت: «الأمور حاليا بمرحلة التشاور، وقد طُلب منا إعداد مشروع الجيش الوطني وعرضه على الرعاة الإقليميين والدوليين للسير به»، لافتة إلى اجتماع ستعقده الفصائل خلال 72 ساعة للبت في الموضوع.
6 فصائل نواة «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة
ترجيح وضعه في مواجهة «النصرة» في ريف حلب
6 فصائل نواة «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة