ابن كيران: تجاوز إرادة الناخبين إهانة للشعب المغربي

قال إنه من غير المعقول عرقلة تشكيل الحكومة بهذه الطريقة

ابن كيران يتحدث في اجتماع الذراع النقابية لحزبه أمس («الشرق الأوسط»)
ابن كيران يتحدث في اجتماع الذراع النقابية لحزبه أمس («الشرق الأوسط»)
TT

ابن كيران: تجاوز إرادة الناخبين إهانة للشعب المغربي

ابن كيران يتحدث في اجتماع الذراع النقابية لحزبه أمس («الشرق الأوسط»)
ابن كيران يتحدث في اجتماع الذراع النقابية لحزبه أمس («الشرق الأوسط»)

حذر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية المكلف والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، من إهانة الشعب المغربي، إذا لم يتم احترام إرادة الناخبين عند تشكيل الحكومة المقبلة. وقال إن المراحل المقبلة ستكون صعبة، مشيرا إلى أنه سيكون مجبرا على الاعتذار للشعب ومصارحته بأن الظروف الديمقراطية لم تنضج بعد في البلاد.
وأعلن ابن كيران، الذي كان يتحدث أمس في افتتاح الدورة العادية للمجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذراع النقابية لحزبه، أنه في انتظار رد من قبل كل من عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ومحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، بعد اللقاء الذي جمعه بهما بداية الأسبوع، من دون أن يفصح عن الاقتراح الجديد الذي عرضه عليهما من أجل التوصل إلى حل أزمة تشكيل الحكومة والمفاوضات المتوقفة منذ أكثر من شهر.
وقال ابن كيران، إنه «لا يمكن أن يذهب ملكنا لتفريج كربات بعض الشعوب الأفريقية، ونهين نحن الشعب المغربي. هذه إهانة للشعب المغربي إذا لم نحترم إرادته الحقيقية، وخيبنا أمله في تكوين الحكومة، لذلك فالمسار يبدو لا يزال طويلا»، وأضاف: «ربما تكون المراحل المقبلة صعبة»، مشددا على أن حزبه سيظل وفيا للمسار ذاته الذي اختاره منذ 40 سنة، وجعله فاعلا أساسيا في هذا الوطن.
وانتقد ابن كيران عرقلة تشكيل الحكومة، وقال إنه «ليس من الممكن، ولا من المعقول أو المقبول أن نكون قد سيرنا الحكومة مدة 5 سنوات بمرونة وليونة، حتى قيل إننا فرطنا في صلاحياتنا الدستورية حين ابتعدنا في ممارستنا عن منطق الصراع والغلبة عبر التعاون والتوافق، وتتم عرقلة تشكيل الحكومة بهذه الطريقة».
ودافع ابن كيران عن النتائج التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية، والتي منحته المرتبة الأولى، عندما فاز بـ125 مقعدا بفضل أصوات الناخبين الذين جددوا ثقتهم في حزبه، وقال في هذا الصدد: «الشعب زكانا، ولا ينبغي أن يهان الشعب المغربي، وإلا سنكون غير قادرين على تبليغ هذا الانتصار لمداه»، مضيفا: «سنكون مجبرين على الاعتذار للشعب؛ لأن الأمر ليس لعبا، ونصارحه حينها بكون الظروف الديمقراطية غير ناضجة، إذا لم يستجيبوا للكلام الذي دار بيني وبين أخنوش والعنصر، وأنا في انتظار ردهما».
وأوضح ابن كيران أن المشكل المطروح حاليا يتعلق بالقيمة الحقيقية لصوت المواطن المغربي، وتابع أن «الناس استأمنونا على أصواتهم كي نكون في رئاسة الحكومة، لهذا وجب احترام هذه الإرادة كدولة، وإذا اقتضى الأمر أن نؤدي الثمن ليبقى رأس المواطن المغربي مرفوعا فليس عيبا».
وأوضح ابن كيران أنه «بغض النظر عن مبادرة الملك لتعيين الأمين العام للحزب الذي تصدر الانتخابات، حيث كان يمكن أن يعين شخصا آخر من داخل الحزب، وحيث إنه استجاب للمطلب الديمقراطي، فإننا حريصون على الاستمرار في هذا المسار»، مشيرا إلى أن «العدالة والتنمية»، والأحزاب التي كوّن معها الحكومة سابقا «وجدنا حلا بخصوص إقحام الأحرار للاتحاد الدستوري، ولم يعد هناك مشكل»، معلنا بذلك قبوله رسميا ضم حزب الاتحاد الدستوري المعارض إلى الحكومة المقبلة، بعدما شكل فريقا نيابيا مع حزب التجمع الوطني للأحرار، وحصوله بذلك على أغلبية مريحة، كما ظل يطالب حلفاؤه في الأغلبية السابقة.
وجدد ابن كيران اعتراضه على التحاق حزب الاتحاد الاشتراكي بالحكومة المقبلة، وقال إن تأخر تشكيلها «راجع إلى أن أحد المكونات يحرص على أن ينضم إليها حتى وإن أجبر خاطره برئاسة مجلس النواب»، منتقدا موقف إدريس لشكر الأمين العام للحزب، عندما اختار التحالف مع 3 أحزاب عند بدء مفاوضات تشكيل الحكومة.
وكان لشكر قد صرح بعد إصرار ابن كيران على رفض وجود «الاتحاد الاشتراكي» في الحكومة المقبلة، بأن حزبه قد يظل في المعارضة لخمس سنوات أخرى، إذا اقتضت مصلحة الوطن ذلك، قبل أن يؤكد على أنه «مقتنع بأن المصلحة الوطنية تقتضي أن نكون داخل الحكومة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».