وزير الداخلية المصري: قضينا على 99 في المائة من بؤر الإرهاب

أحكام مشددة على 71 من أنصار الإخوان و528 ينتظرون النطق بالإعدام اليوم

ناشطون مصريون خلال مظاهرة أمام قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة مساء أول من أمس احتجاجا على قانون تنظيم التظاهر (أ.ب)
ناشطون مصريون خلال مظاهرة أمام قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة مساء أول من أمس احتجاجا على قانون تنظيم التظاهر (أ.ب)
TT

وزير الداخلية المصري: قضينا على 99 في المائة من بؤر الإرهاب

ناشطون مصريون خلال مظاهرة أمام قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة مساء أول من أمس احتجاجا على قانون تنظيم التظاهر (أ.ب)
ناشطون مصريون خلال مظاهرة أمام قصر الاتحادية الرئاسي شرق القاهرة مساء أول من أمس احتجاجا على قانون تنظيم التظاهر (أ.ب)

قال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية المصري أمس، إن «الأجهزة الأمنية نجحت في القضاء على 99 في المائة من البؤر الإرهابية بمصر»، وإن «الفترة الماضية شهدت توجيه ضربات مؤثرة للإرهاب من خلال ضبط عدد من الخلايا الإرهابية التي تورطت في أحداث العنف واستهداف المنشآت ورجال الشرطة».
وأصدر القضاء أمس عددا من الأحكام المشددة بحق أنصار جماعة الإخوان المسلمين، لاتهامهم بالشغب والتحريض على العنف وتخريب الممتلكات العامة. وقضت محكمة جنايات المنيا بجنوب مصر بالسجن ما بين ثلاثة أعوام إلى 23 عاما ضد 42 متهما، فيما أصدرت محكمة جنح كفر الشيخ حكما بحبس 12 من قيادات الجماعة لمدة 17 عاما لكل متهم، وقررت جنح السويس الحكم على 17 إخوانيا بالسجن ثلاث سنوات.
وتزايدت أعمال العنف في البلاد عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في يوليو (تموز) الماضي. واتهمت السلطات الجماعة، المصنفة رسميا وقضائيا كجماعة إرهابية، بالوقوف وراء كل أحداث الشغب والعنف.
وقال وزير الداخلية خلال زيارة لمحافظة القليوبية (القريبة من القاهرة)، أمس، إن «الأجهزة الأمنية لا تثنيها حربها ضد الإرهاب عن مواصلة تصديها لجميع البؤر الإجرامية»، مؤكدا: «مستمرون في مواجهة الإرهاب مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وحتى يجري اجتثاث الإرهاب من جذوره».
وأصدرت محكمة المنيا أمس، برئاسة القاضي سعيد يوسف، مجموعة أحكام بحق 42 متهما في ثلاث قضايا في أحداث العنف والتخريب التي وقعت في 14 أغسطس (آب) الماضي عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة.
ففي القضية الأولى، بشأن تنظيم مظاهرة وقطع الطريق وتعطيل حركة المرور، واستخدام القوة والعنف بالمنيا وتضم 21 متهما، حكمت المحكمة غيابيا بمعاقبة المتهمين من الأول حتى الخامس بالسجن خمسة عشر عاما، وتغريم كل متهم مائتي ألف جنيه (نحو 28.5 ألف دولار) ومعاقبة الخامس بالسجن لمدة 15 عاما، وتغريمه 200 ألف جنيه، ومن السابع إلى الأخير بالحبس خمس سنوات وتغريم كل متهم مائة وثلاثين ألف جنيه والسجن خمس سنوات لكل متهم.
وفي القضية الثانية، بشأن التظاهر وتعطيل مصالح المواطنين وتعريض حياتهم وأموالهم للخطر وتعطيل حركة المرور، وإصابة معاون مباحث قسم شرطة المنيا، وتضم 16 متهما، قضت بمعاقبة المتهمين من الأول حتى السادس بالسجن خمسة عشر عاما وتغريم كل متهم 100 ألف جنيه، ومعاقبة المتهم الخامس بالسجن خمسة عشر عاما وتغريمه 200 ألف جنيه، ومعاقبة المتهمين الثامن والعاشر والثاني عشر والسادس عشر بالحبس خمس سنوات، وحبس المتهمين التاسع والحادي عشر والثاني عشر والرابع عشر والخامس عشر ثلاث سنوات، وحبس المتهمين من الثامن إلى السادس عشر ثلاث سنوات مع الشغل وتغريم كل متهم 100 ألف جنيه، ومعاقبة المتهمين التاسع والحادي عشر حتى الخامس عشر بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل وتغريم كل متهم 100 ألف جنيه، ومعاقبة المتهمين الثامن والعاشر والثاني عشر والسادس عشر بالسجن لمدة 15 عاما، وتغريم كل متهم 200 ألف جنيه، ومعاقبة المتهمين من الثامن حتى السادس عشر بالسجن لمدة عامين.
وفي القضية الثالثة، التي تتعلق بشأن أحداث شغب وتظاهر بمركز مطاي التابع لمحافظة المنيا، وتضم خمسة متهمين، قضت المحكمة بمعاقبة أحد المتهمين بالسجن عاما وآخر بالسجن خمس سنوات. وفي ذات السياق، قضت محكمة جنح السويس، برئاسة المستشار محمد الملط، بالسجن ثلاث سنوات على 17 متهمًا إخوانيا، وبراءة سبعة بينهم أطباء، من تهم الانضمام والمشاركة في مظاهرات والتحريض على العنف وتخريب الممتلكات العامة.
كانت قوات الشرطة بالسويس قد ألقت القبض على 24 شخصا خلال مظاهرات الإخوان في فبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضيين، بتهمة «التحريض على العنف والتخريب والانضمام والمشاركة في مظاهرات الجماعة الإرهابية والتعدي على قوات الشرطة وعناصر التأمين».
وقضت محكمة جنح كفر الشيخ، برئاسة المستشار علي برج بحبس 12 من قيادات جماعة الإخوان بكفر الشيخ لمدة 17 عاما، وعاقبت أحد المتهمين بالسجن 20 عاما، لاتهامهم بالمشاركة في مظاهرات بالمخالفة لقانون التظاهر، وتكدير الأمن العام، وإلقاء الرعب بين الناس وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة.
فيما قررت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة أمس، تأجيل محاكمة 80 متهما ممن ينتمون لجماعة الإخوان بينهم المحامي ممدوح إسماعيل، لجلسة 15 مايو (أيار) المقبل لسماع شهود الإثبات. ويواجه المتهمون تهم القتل العمد والشروع فيه، وتكدير السلم والأمن العام، والانضمام إلى جماعة إرهابية، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة لاشتراكهم في أحداث العنف بمنطقة روض الفرج بحي شبرا بالقاهرة في أغسطس (آب) الماضي.
وقررت دائرة الإرهاب في محافظة الشرقية أمس، برئاسة المستشار صلاح حريز، تأجيل محاكمة 113 من أعضاء جماعة الإخوان، بينهم نجل شقيق الرئيس المعزول، لاتهامهم بـ«اقتحام قسم شرطة القرين، وإضرام النيران فيه وتهريب ثلاثة مساجين، وسرقة أسلحة وذخيرة من القسم، والتحريض على العنف بالمحافظة»، إلى جلسة 10 مايو المقبل للاطلاع والمرافعة.
وعقدت ثاني جلسات المحاكمة بمقر محكمة بلبيس الجزئية لدواع أمنية، وسط وجود أمني مكثف وإجراءات مشددة، بحضور 29 متهما جرى ضبطهم، فيما لا يزال 74 متهما هاربين، ورفع المتهمون فور دخولهم قاعة المحاكمة شعارات رابعة، ورددوا هتافات ضد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة.
وكان المستشار أحمد دعبس، المحامي العام لنيابات جنوب الشرقية، أحال 113 متهما، بينهم الطالب محمد سعيد، نجل شقيق مرسي في أربع قضايا إلى محكمة الجنايات لاتهامهم بـ«إثارة الشغب والفوضى، والإضرار العمدي بالممتلكات العامة، وإشعال النيران في قسم شرطة القرين، والتحريض على العنف بدائرة قسم شرطة ثان الزقازيق». يأتي هذا في وقت تصدر فيه محكمة جنايات المنيا برئاسة القاضي سعيد يوسف، اليوم (الاثنين) حكمها على 1211 متهما في أحداث عنف بمحافظة المنيا، وهو الحكم الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والمنظمات الحقوقية المصرية والدولية عقب صدوره.
وينقسم هذا العدد الكبير إلى مجموعتين الأولى تضم 528 أحال القاضي أوراقهم في 22 مارس (آذار) الماضي إلى مفتي البلاد لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهم. أما المجموعة الثانية فيصدر بحقها حكم نهائي اليوم وتضم 683 متهما بينهم مرشد جماعة الإخوان محمد بديع، ويواجه المتهمون في القضيتين تهما تتعلق بتكدير الأمن العام والهجوم على مقار تابعة للشرطة بمحافظة المنيا وترويع المواطنين وقتل أحد الضباط، وغيرها، وذلك خلال أعمال عنف اندلعت عقب فض اعتصام لجماعة الإخوان في أغسطس (آب) الماضي.
وتحسبا لاندلاع أعمال عنف اعتراضا على حكم الإعدام، قال مصدر أمني: «وضعت إجراءات أمنية مشددة لتأمين مجمع المحاكم بالمحافظة، حيث دفع الأمن بقوات خاصة من الأمن المركزي، والعام، والبحث الجنائي، كما جرى إغلاق بعض الشوارع بمحيط المحكمة كإجراء احترازي».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».