حزب الأكثرية في مصر يجمد عضوية 25 من هيئته العليا بعد التحقيق مع مؤسسه

تلاسن واتهامات بين رئيس «المصريين الأحرار» الجديد وساويرس

نجيب ساويرس («الشرق الأوسط»)
نجيب ساويرس («الشرق الأوسط»)
TT

حزب الأكثرية في مصر يجمد عضوية 25 من هيئته العليا بعد التحقيق مع مؤسسه

نجيب ساويرس («الشرق الأوسط»)
نجيب ساويرس («الشرق الأوسط»)

قالت مصادر داخل حزب «المصريين الأحرار» الذي أسسه رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس، إن «حالة من الخلاف الشديد وتبادل الاتهامات ومحاولة للسيطرة على مقاليد الأمور تسود المشهد داخل حزب الأكثرية في مجلس النواب (البرلمان)، عقب قرار تجميد عضوية 25 عضوا من هيئته العليا». يأتي هذا وسط تلاسن واتهامات متبادلة بين ساويرس ورئيس الحزب الجديد الدكتور عصام خليل، عقب إحالة مؤسس الحزب إلى لجنة الانضباط الحزبي للتحقيق.
وأضافت المصادر أن «حالة التخبط بدأت داخل الحزب بين ساويرس وخليل، بسبب عدم رضا مؤسس الحزب عن أداء نواب الحزب في مجلس النواب. والذي رأى أنهم موالون للحكومة»، لافتة إلى أنه «نتيجة لهذا الأمر أوقف ساويرس التمويل عن الحزب نهائيا في مايو (أيار) الماضي، وخلال تلك الفترة تولى خليل الإنفاق على الحزب إلى أن تعود الأمور لطبيعتها مرة أخرى؛ لكن ساويرس أصر على قطع الدعم بشكل نهائي عن الحزب، مما تسبب بأزمة كبيرة».
وحزب «المصريين الأحرار»، ذو مرجعية ليبرالية، أعلن عن تأسيسه ساويرس في 13 أبريل (نيسان) عام 2011، عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وضم نخبة من المفكرين والنشطاء السياسيين. ويملك حزب ساويرس 65 مقعدا في البرلمان الحالي. وتواصلت حرب التصريحات والهجوم المُتبادل بين قيادات حزب «المصريين الأحرار»، عقب تحويل ساويرس للتحقيق بسبب تصريحاته، التي وصفتها بعض القيادات في الحزب بأنها إساءة لهم وللحزب، وهو الأمر الذي دعا ساويرس للرد قائلا: «لم أتدخل في شؤون الحزب سوى بإبداء الآراء في بعض المواقف التي وجدتها خاطئة»، لكن رئيس الحزب عصام خليل، قال: «ليس لدينا مُشكلة مع أحد أو ضغائن، ولا يوجد أحد فوق الحساب، ولجنة الانضباط الحزبي ستقوم بعملها في التحقيق مع ساويرس بمنتهى الشفافية».
من جهته، دافع مجلس أمناء حزب «المصريين الأحرار» عن مؤسس الحزب، قائلا: «إن تحويل ساويرس إلى لجنة الانضباط الحزبي تصرف غير مسؤول. والفريق القانوني الخاص بساويرس سوف يتخذ كل الإجراءات القانونية الكفيلة بحفظ حقوقه وحقوق كل أعضاء الحزب».
لكن رئيس الحزب خليل رد على تصريح ساويرس عن «استعادة المصريين الأحرار بالقانون»، بقوله: «لا يوجد شيء اسمه عودة». وأضاف - على هامش حفل افتتاح مقر الحزب الجديد في ضاحية مدينة نصر (شرق القاهرة) قبل أيام - أن «الاتهامات التي توجه إلينا بأن جهات أمنية تُعطي لنا تعليمات أو تحركنا، كلام لا يستحق الرد عليه».
في السياق، قرر الحزب تجميد عضوية 25 عضوا من الهيئة العليا للحزب، بناء على اتهامهم بمخالفة النظام الأساسي؛ لكن أعضاء من الهيئة العليا للحزب استنكروا ذلك، وقال الأعضاء في بيان لهم أمس، إن «كل تلك الممارسات تؤكد نية الإدارة الحالية الانفراد بالحزب، واستكمال مسلسل اختطافه وتغيير هويته، قبل الانتخابات الداخلية المقبلة».
وأضاف البيان: «نحن نؤكد أن مجلس الأمناء وأعضاء الهيئة العليا والمؤسسين، وكل الأعضاء في ربوع مصر، لن يتراجعوا عن حقهم في استعادة حزب المصريين الأحرار، ونؤكد أن الانشقاق الذي قاده بعض قيادات الحزب، هو مغامرة غير محسوبة ضد المسار الديمقراطي للحزب، وستنتهي حتما بالقانون».
وأكد الأعضاء في بيانهم أن قرارات التجميد صادرة من لجنة غير قانونية، ولا تتسق مع لائحة الحزب التي لا تزال سارية ومعتمدة من قبل لجنة الأحزاب السياسية، وأن كل القرارات التي بنيت على اجتماع 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي باطلة، وكل ما ترتب عليها باطل.
ويقول مراقبون إن «أزمة الحزب الداخلية لم تنتقل حتى الآن إلى مجلس النواب، وإن نواب الحزب حاولوا التدخل لحل الأزمة لكن دون إجابة من أي طرف». وقال النائب عاطف مخاليف عضو مجلس النواب، وعضو الحزب، إنه «لا يشغل باله بما يدور في الحزب من صراعات للسيطرة عليه، وإن ما يحدث أمور بسيطة كان يُمكن التغلب عليها دون تصدير الأزمة للرأي العام». موضحا أن «المصريين الأحرار» حزب سياسي مهم وكبير، تأسس في وقت كانت الحياة الحزبية تعاني فيه، وكان له الدور الأكبر في الفترة الماضية، ويجب أن يركز الآن فيما يحتاجه المواطن والشارع المصري، وهو ما يفعله نواب الحزب داخل البرلمان بالضبط الآن.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.